الحصان الأسود.. و"الأبيض"

الحصان الأسود.. و"الأبيض"

23 ابريل 2015
+ الخط -

بعد غياب 12 عاماً عن المربع الذهبي لدوري الأبطال، هبوط وعودة من الدرجة الثانية بعد الكالتشوبولي، ومستوى متذبذب لفترة، ثم صعوبة باستعادة الثقة "أوروبياً"..يُعتبر يوفنتوس الآن الفريق "الأسهل" بين الفرق الأربعة المتأهلة لنصف نهائي دوري الأبطال.

بعد اكتمال نصاب نصف النهائي بتأهل كل من بايرن ميونخ، برشلونة وريال مدريد إلى جانب اليوفي، بدأت التكهنات والتوقعات حول القرعة. على الرغم من أن اليوفي ليس فريقاً "مُحدثاً" في دوري الأبطال، وله تاريخه وإنجازاته، ولطالما كان الجميع يخشى مواجهته، إلا أنه على الورق الآن، يبدو هو الفريق الأضعف بين البقية.

جمهور الليجا يخشى "كلاسيكو" في نصف النهائي... بل يتمنّاه في المباراة النهائية.. الجمهور البافاري يفضل عدم مواجهة أي من برشلونة وريال مدريد أيضاً.. أما من جهته، فتختلف الحسابات عند اليوفي. صحيح أنه على الورق الأمور لا تصب كثيراً لمصلحة اليوفي، لكن إذا أتينا بالأوراق "القديمة" بعض الشيء، نجد أن الحسابات تختلف كثيراً.

- يوفنتوس بايرن ميونخ: ليس الفريق المفضّل لليوفي في السنوات الأخيرة بكل تأكيد.. ناهيك عن قوة الفريق البافاري، لكن ذكريات يوفنتوس معه مؤخراً ليست ذكريات لطيفة يودّ البيانكونيري استرجاعها. على الرغم من أن المواجهات التاريخية بين الفريقين ليست سيئة بالنسبة ليوفنتوس، تقابل الفريقان في ثماني مناسبات، فاز اليوفي في ثلاث منها، تعادل في واحدة وخسر في أربع.

على الرغم من بعض الهفوات للبايرن أحياناً، بعض الأداء المتذبذب، بعض الإصابات لتي يتعرّض لها الفريق، الأخطاء التكتيكية من المدرّب.. إلا أن بايرن ميونخ فريق قوي و"عدائي" بالمعنى الإيجابي للكلمة.. لا تعرف متى وكيف يكشّر عن أنيابه ليأكل الأخضر واليابس. وبعد المباراة الأخيرة للفريقين على أرض اليوفي، يتمنّى جمهوره أن لا يتواجه مع بايرن الآن.

- يوفنتوس برشلونة: تواجه اليوفي وبرشلونة في تسع مناسبات، فاز اليوفي في أربع، تعادل في اثنين، وخسر ثلاث مرات. أي أن الأفضلية لليوفي...

لكن، بعد عودة البارشا القوية وثبات مستواه، حيث يبدو أن إنريكي قد وجد سر "الخلطة السحرية" أو ربما أرشده "أحدهم" إليها.. لكن بهذا الأداء، ومع هذا الهجوم "المُرعب".. وإذا كان "بيكيه" بيومه.. سيصعب على اليوفي التغلّب عليه أو ربما حتى مجاراته.

- يوفنتوس ريال مدريد: بالنسبة لجماهير اليوفي، المواجهات مع ريال مدريد تمثّل بالنسبة لهم ذكريات الزمن الجميل. الفريقان التقيا في مناسبات عدّة، كانت الأفضلية لليوفي أكثر بقليل منها للريال في السنوات العشر الأخيرة تحديداً.

المواجهة مع الريال تعيد ذكريات الأسطورة أليساندرو دل بييرو الذي تمكّن من هزم الريال ذهاباً وإياباً وكان ذلك حتى بعد العودة من الدرجة الثانية.

تختلف الأمور قليلاً الآن بكل تأكيد، ليس لأن دل بييرو لم يعد موجوداً، لكن ريال مدريد ومدرّبه لديهم "مفاتيح" وأسرار دوري الأبطال إن صح التعبير. صحيح أن أنشيلوتي قد يفقد السيطرة على زمام الأمور في بعض المباريات، أي أنه لا يعرف كيف يتصرّف بعد أن تبدأ المباراة بالانزلاق من بين "أصابعه"، لكنه يجرؤ على تجربة خطط ووضع حلول قد تبدو غريبة، لكنها معظم الأوقات تجدي نفعاً، وتعطي الريال في النهاية النتيجة المطلوبة.

قد تبدو حظوظ اليوفي غير مرتفعة كثيرة أمام "وحوش" أوروبا اليوم. لكن ليوفنتوس تاريخاً عريقاً في دوري الأبطال، فهو وصل لنصف النهائي عشر مرات، تمكّن في سبع منها العبور للنهائي.. أي أن نسبة تخطيه هذا الدور مرتفعة جداً! وأليجري، الذي يبدو مقتنعاً بمبدأ "الغاية تبرّر الوسيلة"، قد يتمكّن من فعلها والوصول إلى النهائي وربما الفوز.. ولو أن البعض يفضل الأداء على النتيجة، لكن التاريخ يذكر النتائج فقط.. وهذا ما يبدو واضحاً من أسلوب أليجري في بعض المباريات.

صحيح أنه قد يبدو اليوفي الخصم الأضعف الآن.. لكن كرة القدم لا تعرف المستحيل، ولا تنتهي الأمور إلا عند صافرة النهاية. من يدري، قد يكون يوفنتوس هو الحصان الأسود في هذه المرحلة ويرفع الكأس ذات الأذنين.. حينها سيقول الجميع إنه كان الحصان "الأسود والأبيض".

لمتابعة الكاتبة..https://twitter.com/ShifaaMrad

المساهمون