الحرّ في اليمن يقتل العشرات

11 يوليو 2016
انقطاع الكهرباء يزيد من معاناة الصيف (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
لقي عشرات اليمنيّين في المناطق الساحليّة حتفهم جراء ارتفاع درجات الحرارة، والتي تجاوزت 40 درجة مئوية، وانقطاع الكهرباء بشكل مستمر. وسجّل مستشفى الثورة في محافظة الحديدة (غرب) وفاة أكثر من مائة شخص خلال الأسابيع الماضية بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وعجز المستشفى عن تشغيل المعدّات الطبية وأجهزة التكييف بسبب انقطاع الكهرباء.

ويعاني سكان المناطق الساحلية، خصوصاً في محافظة الحديدة وعدن (حنوب)، من أوضاع مأساوية، في ظلّ عدم قدرة مئات آلاف الأسر الفقيرة على توفير بدائل تقيهم حرّ الصيف وأمراضه. يصف عبد الرحمن العبيدي، وهو أحد سكان مدينة الحديدة، واقع أهل المدينة بـ "المأساوي". يضيف أن درجة الحرارة هذا العام مرتفعة جداً في ظل عدم هطول الأمطار بعكس الأعوام الماضية، عدا عن انقطاع التيار الكهربائي، وبالتالي عدم القدرة على تشغيل أجهزة التكييف.

يتابع العبيدي لـ "العربي الجديد" أنه بالإضافة إلى الحرّ الشديد، تنعدم الخدمات مثل الكهرباء والمياه، ما يزيد من صعوبة أوضاع السكان. يشير إلى أن الكثير من سكان المدينة غادروها هرباً من الحرّ، وتوجّهوا إلى المناطق الجبلية المحيطة مثل منطقة بُرع وملحان وحفاش وبني سعد وريمة و حراز وبني منصور ومناخة، فيما لجأ آخرون إلى صنعاء ومناخة.
ومن بقي في المدينة يضطر إلى استخدام بعض الوسائل التقليدية التي تحدّ من وطأة الحر الشديد، على غرار شراء الثلج. يقول العبيدي إنه في بعض الأحيان، يشتري ربّ الأسرة ثلجاً في اليوم الواحد بنحو 500 ريال (أقل من دولارين).

هكذا، يعمد أهالي المناطق الحارة إلى شراء الثلج، خصوصاً أنه لا يمكن شرب المياه الساخنة. ويعدّ الحصول على الثلج صعباً، خصوصاً أنه ليس متوفّراً في أسواق كثيرة، عدا عن ارتفاع سعره في ظل عدم وجود رقابة. أحياناً، يلجأ كثير من المواطنين إلى المساجد التي تتوفر فيها المراوح وأجهزة التكييف، والتي تعمل بواسطة المولدات الكهربائية، فيما يستأجر ميسورو الحال غرفاً في فنادق تتوفر فيها أجهزة التكييف كمجموعات، ويتقاسمون الكلفة.

من جهتها، تؤكّد أسماء عبد الخالق، وهي من عدن (جنوب)، عدم وجود أي وسيلة للتخفيف من وطأة الحر الشديد في حال انقطاع الكهرباء. "عندما تنقطع الكهرباء، أشعر أنه بيني وبين الموت خطوات قليلة". تضيف: "حتى أتمكن من النوم، أستخدم القماش المبلل بالمياه، وأضعه على وجهي وجسمي". وتشير إلى أن كثيراً من الأسر تعيش في أكواخ مبنية من القش أو الخشب. هؤلاء يلجأون إلى رش الأرض بالمياه.

دلالات