الحروب هجّرت 33 مليون شخص في 2013

الحروب هجّرت 33 مليون شخص في 2013

14 مايو 2014
بلغ عدد النازحين 8.2 ملايين شخص غالبيتهم من السوريين
+ الخط -

سجل عدد النازحين جراء الصراعات والعنف الدائر في بلدانهم رقماً قياسياً بلغ 33.3 مليون شخص حول العالم في عام 2013، بحسب مسؤولين في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين والمجلس النرويجي للاجئين. ويزيد العدد بنحو 4.5 ملايين شخص عن إجمالي عدد النازحين في عام 2012.

وأشار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، في تقرير صدر اليوم الأربعاء، إلى أنه بحلول نهاية عام 2013، كان 8.2 ملايين شخص قد نزحواً حديثاً على مدار العام، بزيادة قدرها 1.6 مليون نازح جديد عن العام السابق.

وشكل النازحون داخل سورية نسبة تبلغ 43 في المئة من جميع النازحين الجدد في جميع أنحاء العالم خلال عام 2013. ولكن ثلثي عدد الأشخاص الذين نزحوا جراء الحروب والبالغ 33.3 مليون شخص فروا خلال أعوام سابقة.

ويقول يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: "هذا الرقم القياسي للأشخاص الذين أُجبروا على الفرار داخل بلدانهم يؤكد الاتجاه التصاعدي المقلق للنزوح الداخلي منذ أن بدأ مركز رصد النزوح الداخلي برصد وتحليل النزوح لأول مرة في أواخر تسعينيات القرن الماضي".

ويضيف إيجلاند أن "الزيادة الهائلة في النزوح القسري في عام 2013، وحقيقة أن متوسط الوقت الذي يقضيه الناس في جميع أنحاء العالم في حالة نزوح الآن يبلغ 17 عاماً، وهو أمر مذهل، كل هذا يوحي بأن هناك خطأً فادحاً في كيفية استجابتنا وتعاملنا مع هذه القضية".

ويقول إيجلاند إن "تقرير مركز رصد النزوح الداخلي كشف عن واقع الحياة المخيف داخل سورية، التي تعاني الآن من أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم".

وأضاف أن "الجماعات المسلحة لا تسيطر على المناطق التي توجد فيها مخيمات النازحين داخلياً فحسب، بل إن هذه المخيمات تُدار بشكل سيئ، ولا توفر ما يكفي من المأوى والصرف الصحي، وإيصال المعونة محدود". وبالإضافة إلى ذلك، يكشف تقرير مركز رصد النزوح الداخلي كيف أن القصف المدفعي والغارات الجوية استهدفت تجمعات كبيرة من النازحين داخلياً بشكل خاص.

ونظراً لنزوح 9.500 شخص يومياً من ديارهم داخل البلاد، لا تزال سورية تمثّل أكبر أزمات النزوح في العالم وأسرعها تفاقماً.

وشكلت البلدان الثلاثة التي تعاني من أسوأ مستويات النزوح الجديدة: سورية وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديموقراطية، معاً 66 في المئة من 8.2 ملايين نازح جديد في السنة المشمولة بالتقرير.

وقال ألفريدو زاموديو، مدير مركز رصد النزوح الداخلي، إن "حقيقة أن هذه الدول الثلاث تحتل أعلى المراتب في قائمة مركز رصد النزوح الداخلي، تكشف حقيقة مثيرة للقلق"، مضيفاً أنهم "يمثلون ليس فقط أولئك الفارين من أزمات جديدة نسبياً، كما هو الحال في سورية وجمهورية أفريقيا الوسطى، ولكنهم أيضاً يعكسون الأوضاع البشعة التي لا يزال يواجهها الناس الأبرياء العالقون في خضمّ نزاعات طويلة الأمد، مثل جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تعاني من اضطرابات مستمرة يعود تاريخها إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي".

وأضاف إيجلاند قائلاً: "هذه الاتجاهات لا تبشّر بالخير في المستقبل. علينا أن نعتدل في جلستنا، ونستمع ونتخذ إجراءات عن طريق العمل معاً بشكل وثيق أكثر لوضع حد لهذا البؤس الذي يعاني منه ملايين البشر. ولا يستطيع العاملون في المجال الإنساني أن يحققوا ذلك بمفردهم".

وأكد إيجلاند أن "النزوح الداخلي العالمي هو مشكلة الجميع، من السياسيين إلى شركات القطاع الخاص والجهات الإنمائية الفاعلة والمحامين. إننا جميعاً لدينا دور يجب أن نؤديه".