الحرب تفرض الدراجات الهوائيّة على الدمشقيّين

الحرب تفرض الدراجات الهوائيّة على الدمشقيّين

19 مايو 2014
الدراجة الهوائية توفّر مصاريف النقل (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يعتد السوريون استخدام الدراجات الهوائية خلال تنقلاتهم، وخصوصاً في العاصمة دمشق، باستثناء أولئك القاطنين في الضواحي أو المدينة القديمة. ببساطة، لم تتآلف مع الطبيعة الاجتماعية للمواطنين، الذين اعتادوا التنقل بواسطة سياراتهم الخاصة أو غيرها من وسائل النقل.

لكن الحرب فرضت عليهم تغيير عاداتهم واللجوء إلى الدراجة الهوائية، بسبب كثرة الحواجز العسكرية، والازدحام، إضافة إلى غلاء وسائل النقل بشكل عام.

عامر هو أحد هؤلاء الذين باتوا يعتمدون على الدراجة الهوائية بشكل تام، يتنقل بواسطتها من زقاق "الجن" الأشهر في إصلاح العربات إلى مناطق أخرى، لتوزيع "المعدات الصناعية" على المحال.

يعمل في هذا الحي منذ عشر سنوات، لكنه "لم يكن ليتخيل أن ينتقل طيلة النهار بواسطة دراجة". قبل الحرب، كان كلفة التنقل بسيارة الأجرة زهيدة، لكنها ارتفعت كثيراً اليوم. يقول عامر إن "الدراجة وفرت عليه أكثر من 20000 ليرة يومياً، هي كلفة تنقلاته".

وأدى انتشار استعمال الدراجات الهوائية إلى ارتفاع أسعارها، إضافة إلى اعتماد التجار على تأمين موديلات كثيرة توفر على السائق مشقة قيادتها. أبو أحمد، وهو رجل خمسيني، اشترى مؤخراً دراجة هوائية بمحرك كهربائي صغير. يقول إنها "أفضل من تلك التقليدية التي لم يعد بمقدوره قيادتها بسبب تقدمه في السن".

من جهته، بات تاجر القماش الذي رفض الكشف عن اسمه، يركن سيارته في منطقة نهر عيشة (جنوب دمشق)، ويذهب إلى عمله في الحريقة على دراجة كهربائية، بهدف توفير ساعات من الانتظار على حواجز التفتيش. تآلف سريعاً مع دراجته التي سهلّت عمله، هو الذي يجول على أسواق دمشق القديمة كلّ يوم خميس، لجمع ماله من التجار.

أستاذ دروس اللغة العربية الخصوصية الذي رفض الكشف عن اسمه أيضاً، يعتمد هو الآخر بشكل تام على دراجته الهوائية للتنقل بين منازل طلابه؛ فقد جعلت حياته أقل تعقيداً. يقول إنه "يربطها بجنزير حديدي أمام منزل الطالب"، ليوفر بذلك مصاريف النقل، ولا يتكبد عناء الانتظار طويلاً لدى مروره أمام حواجز التفتيش، الذين باتوا يعرفونه ويحيونه دائماً: "أهلاً بالأستاذ".

دلالات