الجيش اليمني يدخل معاقل "القاعدة" واكتشاف 3 مقابر جماعية

الجيش اليمني يدخل معاقل "القاعدة" واكتشاف 3 مقابر جماعية

08 مايو 2014
الجيش اليمني يدخل معقل القاعدة في الجنوب (فرانس برس/getty)
+ الخط -
أعلن الجيش اليمني، اليوم أن مديرية المحفد، التي اتخذها تنظيم القاعدة معقلاً رئيسياً له منذ ثلاثة أعوام أصبحت خالية تماماً من "أي وجود أو تمركز أي جماعات إرهابية"، بالتزامن مع استعادته لمدينة عزّان، وذلك في عاشر أيام الحملة العسكرية التي أطلقها في مناطق انتشار التنظيم في جنوبي البلاد.

وقال مصدر عسكري مسؤول في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ": إن عدداً من القتلى والجرحى من "عناصر‎ ‎الإرهاب سقطوا بينهم قيادات بارزة في التنظيم، ‏فيما لاذ ما تبقى منهم بالفرار إلى خارج مديرية المحفد". وأضاف المصدر "هذه العناصر تدرك أن لا مكان لها بعد اليوم‎".

وتحدث محافظ أبين، جمال العاقل، في اجتماع حضره مواطنون في "المحفد"، مؤكداً "أن الدولة والحكومة تأتي اليوم إلى‎ ‎المحفد بعد عزلة ثلاث سنوات بسبب القاعدة، لتفتح صفحة جديدة. ‏وستبذل السلطة‎ ‎المحلية في المحافظة كل الجهود لانتشال المديرية من أوضاعها الراهنة ومعاناة‎ ‎المواطنين".

‎وحسب وكالة الأنباء اليمنية فقد زار المحافظ ومعه قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء محمود الصبيحي، وقيادات عسكرية وأمنية أخرى، المعسكر ‏الرئيسي لتنظيم القاعدة، في منطقة الخيّالة، وتم ‏"العثور‎ ‎على عدد من العبوات والمتفجرات والوثائق المتنوعة التي كانت تعدها العناصر‎ ‎الإرهابية لتنفيذ عملياتها ‏التدميرية‎".

‎وأشارت الوكالة إلى أنه "تم العثور على ثلاث‎ ‎مقابر جماعية حديثة، تم فيها دفن عدد من قتلى القاعدة الذين لقوا حتفهم على‎ ‎أيدي ‏القوات المسلحة. كما تم العثور على كميات من العقاقير الطبية‎ ‎ومنها مخدرات وحبوب الشجاعة ومنع الحمل وإبر ‏وقف نزف الدم وكميات من‎ ‎التمور والأغذية‎".

وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من دخول قوات الجيش إلى منطقة عزّان، المعقل الرئيسي الثاني لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة المجاورة لأبين، والتي بدأ فيها الجيش حملة ضد التنظيم.

وكان وزير الدفاع اليمني، اللواء محمد ناصر أحمد، وعدد من القيادات العسكرية والمدنية على رأس القوات العسكرية التي دخلت اليوم إلى عزّان من دون مقاومة.

والتقت في المنطقة، قوات الجيش القادمة من محوري عتق وبلحاف، اللتين انطلقت منهما الحملة العسكرية باتجاه عزان، التي أعلنها تنظيم "أنصار الشريعة" المرتبط بالقاعدة "إمارة إسلامية" في عام 2011.

وأوضح مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الثالثة، لـ"العربي الجديد"، أن "وحدات القوات المسلحة، والأمن، دخلت المدينة الواقعة في محافظة شبوة، وسط ترحيب من المواطنين.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "الأمن والاستقرار يعودان تدريجياً إلى المناطق التي تم تطهيرها من الإرهابيين في جول ريد، ميفعة بشبوة، ومديرية المحفد بأبين".

ومع إعلان اليوم، يكون الجيش قد استعاد المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة جنوبي البلاد، في إطار حملته التي أطلقها تحت شعار "معاً من أجل يمن خالٍ من الإرهاب"، وقال إنها لن تتوقف إلا بالقضاء على "القاعدة".

وانطلقت المعارك في أربع مديريات على الأقل، في محافظتي أبين وشبوة، وهي مديريات: أحور (أجزاء منها)، المحفد، حبان، ميفعة، وتصل مساحتها إلى نحو 10 آلاف كيلومتر مربع. وفيها المعاقل الأبرز لتنظيم "القاعدة".

وكانت مدينة عزان تعد الأخيرة التي يسيطر عليها التنظيم في المحافظتين. وعلى الرغم من سيطرة الجيش عليها، فإن ذلك لا يعني أن المناطق الريفية كلها أصبحت بأيدي الجيش.

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أنها وجّهت إدارة شرطة العاصمة وشرطة تسع محافظات أخرى هي أبين، لحج، صنعاء، شبوة، البيضاء، سيؤون، حضرموت، الضالع ومأرب، بإعداد كشوفات تفصيلية عن قتلى تنظيم القاعدة في محافظاتهم، تتضمن معلومات عن أسمائهم وأعمارهم وجنسياتهم وتواريخ وأماكن مقتلهم، ورفع إلى الوزارة.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل القيادييْن في "القاعدة"، أبو مصعب الكويتي، وأبو الوليد الحميقاني، في شبوة.