الجزائر: الجيش يحذّر من تسلل مسلحين من ليبيا

الجزائر: الجيش يحذّر من تسلل مسلحين من ليبيا

22 اغسطس 2014
تحذيرات الجيش تتزامن مع الأنباء عن دخول "جهاديين" للجزائر(Getty)
+ الخط -

حذّرت قيادة الجيش الجزائري من تسلل مسلحين إلى الجزائر، عبر الحدود الشرقية مع ليبيا، تحت غطاء موجة النزوح الإنساني التي تشهدها ليبيا بسبب النزاعات الداخلية.

ونشرت قيادة الجيش الجزائري، اليوم الجمعة، بياناً، في مجلة الجيش الرسمية، أكدت فيه على أن الساحة الإقليمية تشهد تطورات خطيرة بتصاعد أعمال العنف، وتردي الحالة الأمنية على الحدود الشرقية، وهو ما دفع إلى موجة نزوح باتجاه الجزائر. 

ولفت البيان إلى أن قيادة الجيش تعتبر أن هذا النزوح، الذي يبدو ذا طابع إنساني، "قد يساعد على تسلل عناصر من جماعات إرهابية إلى الوطن، ما يشكّل خطراً على الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأشار البيان إلى "التمسك بالعقيدة الدفاعية، وعدم المشاركة في أية عمليات عسكرية خارج الحدود"، في ما يبدو أنه رد على تقارير تحدثت عن مشاركة قوات جزائرية في عمليات عسكرية محدودة في ليبيا.

وتتزامن تحذيرات قيادة الجيش مع تقارير ذكرت أن عناصر تتبع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، تسللت إلى الجزائر تحت غطاء اللاجئين بعد توقيف 120 لاجئاً سورياً، الأربعاء الماضي، كانوا في حافلة نقل بولاية وادي سوف جنوبي الجزائر، وذكرت التقارير أن بعضهم يشتبه بانتمائهم الى تنظيمات إرهابية، وإلى تنظيم "داعش" على وجه الخصوص.

وتضمنت هذه التقارير معلومات عن أن هذه العناصر ربما تشكل دفعة أولى، تتكفل بربط علاقات مع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ومجموعات مسلحة تنشط في الصحراء جنوبي الجزائر.

وتأتي تحذيرات الجيش بالتزامن مع اتخاذ السلطات الجزائرية لسلسلة تدابير احترازية في الولايات الحدودية مع ليبيا وتونس ومالي، شددت بموجبها على مراقبة الفنادق التي تستقبل الأجانب، ومنعت السكان المحليين من تأجير مساكنهم لرعايا أجانب.

وأكدت قيادة الجيش أن مخاطر الإرهاب تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، في إشارة إلى المخاوف من هجوم نوعي باستخدام طائرات خطفت في ليبيا، قد تقدم عليه تنظيمات إرهابية، وفقاً لمعلومات سلمتها وزارة الدفاع التونسية إلى السلطات الجزائرية، استخلصتها من اعترافات مسلحين تم القبض عليهم في تونس.

دخول رعايا مصريين

وفي السياق، فتحت السلطات الجزائرية حدودها البرية المغلقة مع ليبيا، بصورة استثنائية، للسماح بدخول 40 من الرعايا المصريين، وصلوا إلى المركز الحدودي في ولاية إليزي جنوبي الجزائر، كانوا قادمين من الأراضي الليبية.

وقبل يومين، سمحت السلطات الجزائرية بدخول أكثر من 500 من الرعايا الأجانب من دول عربية وأفريقية، كانوا قد وصلوا إلى مركز الدبداب الحدودي بين الجزائر وليبيا.

وكانت الجزائر قد قررت إغلاق حدودها البرية مع ليبيا قبل شهر، بسبب الفوضى الأمنية هناك. كما سحبت سفيرها من طرابلس وكافة الموظفين الدبلوماسيين.

وبشأن الأزمة الليبية، حذرت الحكومة الجزائرية من التداعيات الوخيمة للمواجهات العسكرية التي تشهدها ليبيا على أمن واستقرار الجزائر.

وجدد وزير الخارجية الجزائري، رمضان لعمامرة، أمس الخميس، دعوة الحكومة الجزائرية الفرقاء في ليبيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وحل الخلافات في إطار الحفاظ على الوحدة الوطنية وحقن الدماء.

وقال لعمامرة، عقب استقباله وزير الخارجية والاندماج الأفريقي والتعاون الدولي المالي، عبدو اللاي ديوب، إن بلاده ترفض الحلول العسكرية للأزمات الداخلية في الدول، وتدعو الأطراف المتنازعة في ليبيا إلى الحوار.