الثانوية العامة في تونس وسط تعزيزات أمنية

الثانوية العامة في تونس وسط تعزيزات أمنية

04 يونيو 2014
تستعد تونس لاختبارات الثانوية العامة اليوم (Getty)
+ الخط -
نقلت، أمس الثلاثاء، مروحية للجيش التونسي نماذج امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) إلى مطارات تونس، ليتم توزيعها على مراكز الامتحانات في مختلف جهات البلاد.

وتجري امتحانات هذا العام، التي تنطلق اليوم، الأربعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة وبتنسيق مباشر بين وزارة التربية ووزارتي الداخلية والدفاع، ويتولى الجيش الوطني حماية مراكز الاجتماعات، في حين تتولى قوات الأمن حراسة المعاهد، حيث تجري الامتحانات بمساعدة الجيش في بعض المناطق الحساسة.

ورغم أن هذا الإجراء لا يعد جديدا، إلا أنه تعزز بشكل ملحوظ في استعدادات هذه السنة.

وقال وزير التربية، فتحي الجراي، إن مجلسًا وزاريًا ترأسه رئيس الحكومة نظر في الاستعدادات لمختلف الامتحانات التونسية، ومن بينها امتحان البكالوريا، الذي يتقدم إليه هذا العام 143 ألفا و762 تلميذا، مقابل 143 ألفا و320 تلميذا في السنة الماضية.

ويؤدي 18 طالبا البكالوريا في السجن، وطالبان اثنان يؤديانها في المستشفى، إضافة إلى أن 53 طالبا (من ذوي الاحتياجات الخاصة) سيتمتعون بإجراء "تضخيم الخط".

وقال الجراي إن هدف الحكومة هو "الوصول إلى مستوى الصفر من الأخطاء ومستوى الصفر من الأخطار". وأضاف: "إن مواضيع الامتحانات محصنة ومؤمّنة بنسبة 100 في المائة، وإنه تم تنظيم خطة أمنية محكمة هدفها حماية الامتحانات من أي تسريب"، لافتاً إلى أن "مراكز إيداع الاختبارات مجهزة بنظام المراقبة الإلكترونية".

وتأتي الاختبارات هذا العام في محافظة القصرين، في ظل وضع أمني خاص، بعد استمرار المواجهات بين الجيش والشرطة مع مسلحين على امتداد أشهر في جبل الشعانبي، الذي لا يبعد عن المدينة كثيراً (حوالي 17 كلم)، خاصة بعد الهجوم على منزل وزير الداخلية في مدينة القصرين، الذي أدى إلى مقتل أربعة من رجال الشرطة كانوا يحرسون المنزل.

وقال أساتذة وتلاميذ من مدينة القصرين يستعدون لامتحانات الثانوية العامة  لـ"العربي الجديد" إن الأحداث ساهمت في الزيادة من حالة التوتر، التي يشعر بها التلميذ أصلا أيام الامتحانات.

ويرى التلميذ، إبراهيم المرايحي، من مدينة القصرين أن "الأحداث الأمنية فرضت نفسها على تركيزنا خلال أيام التحضير للامتحان، ونحن لم نتعود على هذه الأحداث في القصرين، فزادت من الضغط النفسي والتوتر على التلميذ".

وقال علي النصيبي من مدينة سيدي بوزيد، الذي يدرس في "المعهد النموذجي" في القصرين، إن "الأحداث في حد ذاتها لم تؤثر علينا، ولكن تبعاتها زادت من حالة الضغط التي نشعر بها، فحديث المدينة كلها كان حول الأحداث، خصوصاً بين التلاميذ المقيمين داخل المعهد من خارج القصرين. وحيثما ذهبت لا تسمع إلا الحديث عن العملية الأخيرة، وهو ما أثر فينا طبعا وسيطر على تركيزنا".

وقال الأستاذ في البكالوريا، لطفي المنصوري: "تعودنا على أصوات القنابل فوق الشعانبي، وكنا نسمعها داخل القسم، ولكن شباب القصرين وأهاليها يتميزون بشجاعة كبيرة.أنا شخصيا لم يبلغني إحساس بالخوف أو الرعب طيلة هذه السنوات، ولكننا نخاف على أحلام أبنائنا".

المساهمون