التنكيل بالأسرى سياسة إسرائيلية رسمية ممنهجة

"هيئة الأسرى": التنكيل بالأسرى سياسة إسرائيلية رسمية ممنهجة

29 مايو 2018
يتعرضون لمعاملة وحشية وقاسية (Getty)
+ الخط -

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، إنه "من خلال متابعة واقع الاعتقالات اليومية المتواصلة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فإن معظم المعتقلين يتعرضون لمعاملة وحشية وقاسية منذ لحظة اعتقالهم على يد الجنود والمحققين، وأن هذه أصبحت سياسة رسمية ومنهجية دائمة تمارس بحقهم وبطريقة تنتهك كل المعايير الإنسانية والدولية وحقوق وكرامة المعتقلين".

وشددت الهيئة في بيان لها، على أن الأطفال الأسرى يدفعون ثمنا كبيرا نتيجة هذه الممارسات الخطيرة، إذ يتعرضون لأشكال مختلفة من الضرب والتعذيب والتنكيل والمعاملة المهينة.

ورصدت خلال شهادات أدلى بها الأسرى لمحامي الهيئة، أساليب التنكيل العديدة التي يتعرضون لها خلال اعتقالهم ومنها الضرب الشديد، العزل والإهانات والشتائم، التهديد الجنسي، التهديد باعتقال الوالدين، الضغوطات النفسية، المساومة على العلاج، الحرمان من النوم والطعام، الشتائم القذرة، إطلاق الرصاص وغيرها.

ومن شهادات الأسرى الذين تعرضوا لمعاملة قاسية، نقلت إفادة الأسير منذر محمد أبو شامة، من سكان بيت دقو شمال غرب القدس (17 عاما) والمعتقل منذ الحادي عشر من الشهر الجاري، والذي يقبع في سجن عوفر، أكد أن جنود الاحتلال ألقوا القبض عليه من الطريق الساعة العاشرة ليلا وانقضوا عليه بالاعتداء بشكل هستيري، وبالضرب بالبنادق وشدّ شعره وتوجيه الصفعات المتتالية على وجهه واللكمات على رأسه.

أما الأسير محمود محمد علي خدرج (30 عاما) من سكان قلقيلية والمعتقل منذ التاسع من الشهر الماضي، ويقبع في سجن مجدو، فقد أفاد بأنه اعتقل الساعة الثالثة والنصف فجرا عندما داهم جنود الاحتلال المنزل، وأن الجنود أحدثوا الرعب والفزع لعائلته وأولاده خلال اقتحامهم المنزل بطريقة بربرية.

وقال إنهم "اقتادوه إلى مستوطنة تسوفيم معصوب العينين ومقيد الأيدي، ومن هناك نقلوه إلى تحقيق سجن الجلمة، وخلال التحقيق هدده المحققون باعتقال زوجته فترة طويلة، وباعتقال أولاده، وكانوا يوجهون له التهديدات والشتائم النابية".

وأفاد الأسير خدرج بأن ظروف الزنازين في الجلمة سيئة جدا، فالزنزانة ضيقة وقذرة ولها رائحة كريهة وبدون نوافذ والضوء مشتعل فيها على مدار 24 ساعة، ولا يوجد فيها سوى بطانية وفرشة وسخة.

إلى ذلك، أفاد ممثل الأسرى الأطفال في سجن مجدو الإسرائيلي، محمد جولاني (30 سنة)، من سكان مخيم شعفاط شمال القدس، والمحكوم 13 سنة، بأن الأسرى الأطفال المقدسيين ما زالوا يتعرضون للضرب والتنكيل وسوء المعاملة من قبل ما يسمى قوات النحشون الإسرائيلية، وذلك خلال نقلهم إلى المحاكم الإسرائيلية.

وقال جولاني إن "عددا من الأسرى الأطفال تم ضربهم داخل المحكمة وهم عصام درويش ومحمد درويش ونصر الله محمود، وإنهم تقدموا بشكوى ضد قوات النحشون التي قامت بضربهم".

في حين، أفاد الأسير القاصر محمد سامر طالب سليمان (16 سنة)، سكان بلدة العيسوية بالقدس، المعتقل يوم 13 يونيو /حزيران 2017، والمحكوم بالسجن 12 شهرا بأنه خلال تواجده في السجن عانى من مرض فقر الدم واصفرار بالبشرة، وعلى إثرها نقل إلى مستشفى العفولة حيث مكث هناك أسبوعين، وأنه بحاجة إلى استمرار العلاج.

بينما أفاد الأسير عبد الحميد عايد عبد الحميد عواد (17 عاما) من سكان حي المطار بالقدس المعتقل يوم الرابع من أغسطس/ آب الماضي، ومحكوم 16 شهرا ويقبع في سجن مجدو، بأنه اعتقل من البيت حوالي الساعة الرابعة فجرا على يد قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت البيت وفجرت الباب، وقامت بالعبث بمحتويات المنزل وتخريب ممتلكاته وإحداث الرعب والفزع في وسط أسرته.

أما الأسير محمد عبد الناصر النوباني (24 عاما)، من سكان رام الله، المعتقل يوم 16 من الشهر الجاري، ويقبع في سجن عوفر العسكري، فقد أفاد بأنه اعتقل الساعة الثانية عشرة ظهرا، حيث هجم عليه الجنود وضربوه بوحشية وتم التسبب بإصابته بجرح غائر في جبينه من الجهة اليسرى والتسبب بجرح داخل العين اليمنى، وأن الدماء سالت من عينيه التي أصبح لونها أحمر مع آلام شديدة لا تطاق.

وقال النوباني إن "الجنود استمروا بضربه بالركلات على كافة أنحاء جسمه، وهو ملقى على الأرض مما سبب له آلاما حادة في خاصرته من جراء الضرب الشديد بأحذيتهم وبساطيرهم المدببة".

بينما أفاد الأسير عبد العزيز عرفة أحمد عرفة (26 سنة) سكان الخليل، المعتقل يوم التاسع من أغسطس / آب الماضي، ويقبع في سجن عوفر العسكري، بأنه خلال اعتقاله ليلا أطلق الجنود الرابضون أمام منزله الرصاص عليه من مسافة قريبة فأصيب في القدم اليسرى، وسقط أرضا وبدأ ينزف الدماء لمدة نصف ساعة وهو على الأرض.

وفي سياق ذي صلة، أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى كريم عجوة، اليوم الثلاثاء، بأن الأسيرين رامي حجازي من قطاع غزة، المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم (20 عاما)، ومحمد أبو حميد من مخيم الأمعري جنوب رام الله، والقابعان في سجن عسقلان، يتعرضان لإهمال طبي ومماطلة متعمدة في تقديم العلاج، مما أثر على حالتهما الصحية والنفسية.

وأوضح عجوة في تصريح له، أن الأسير حجازي يعاني من عدة مشاكل صحية تتمثل في انحراف في فقرات العمود الفقري الأولى والثالثة والرابعة والخامسة وذلك منذ 4 أعوام، سببت له آلاما حادة وتعيق من قدرته على الحركة، ووجود كتلة كروية الشكل في الركبة اليمنى سببت له انتفاخا والتهابات، ويعاني منها منذ شهر ونصف تقريبا ولم يقدم له شيئا سوى بعض المسكنات.


أما فيما يتعلق بحالة الأسير أبو حميد، فقد بين عجوة أنه تم نقله الأسبوع الماضي إلى مستشفى برزيلاي من أجل إجراء عملية في الأنف، حيث أجريت له العملية الأولى وكانت مدتها ساعة، وفي نفس اليوم وبعدها مباشرة حصل له نزيف حاد في الأنف استمر ما يقارب 7 ساعات، حيث فقد الكثير من الدم، الأمر الذي تطلب إدخاله مرة أخرى لغرفة العمليات وإخضاعه لعملية أخرى.

في سياق آخر، أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين سليمان شاهين، في تصريح له، بأن المحكمة المركزية الإسرائيلية في بئر السبع، أجلت في جلستها التي عقدت مساء أمس الإثنين، النظر في الالتماس الذي قدمه الأسير محمد براش فيما يتعلق بوضعه الصحي وتقديم العلاج له حتى مطلع يوليو/ تموز القادم.