التدريبات الإسرائيلية في الـ 48: شعارها تنكيد حياة الفلسطينيين

التدريبات الإسرائيلية في الـ 48: شعارها تنكيد حياة الفلسطينيين

09 ابريل 2014
دبابات عسكرية داخل بلدة دير حنا، الجليل (العربي الجديد)
+ الخط -

اعتاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن يدخل، وبصورة مفاجئة، الى البلدات العربية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بعتاده العسكري وآلياته الثقيلة، بغرض إجراء تدريبات عسكرية، وهو ما يهدّد سلامة السكان ويخالف القوانين.

وقد ازدادت وتيرة هذه التدريبات في الآونة الأخيرة، وبشكل مكثف وخطير يهدد حياة الفلسطينيين، ويعرضهم للخطر بفعل إجرائها بشكل مفاجئ مع ما يصاحبها من حالات صدمة ورعب، فضلاً عن الآثار المدمرة لهذه التدريبات، سواء على البنى التحتية أو الأراضي الزراعية للفلسطينيين في الداخل.

وفوجئ أهالي قرية دير حنا في الجليل، الأسبوع الماضي، بآليات إسرائيلية مجنزرة تسير في شوارعهم وداخل أحيائهم من دون اكتراث لسلامتهم، فيما اقتحم جيش الاحتلال بآلياته العسكرية، في اليوم نفسه، كروم زيتون القرية وبلدة عرابة المجاورة، ما ألحق أضراراً بها.

وقبل أيام قليلة، فوجئ سكان سخنين العربية بنصب الجيش الإسرائيلي صواريخ ومنصات إطلاق وهمية على أراضٍ زراعية في محيط البلدة. كما صالت وجالت دبابات ومركبات جيش الاحتلال في النقب، وعلى تخوم البلدات العربية المسلوبة. أكثر من ذلك، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات في مدينة الناصرة على جبل المقفزة المقدس بالنسبة للطوائف المسيحية.

وعلم "العربي الجديد" من رئيس مجلس عرابة، علي عاصلة، أن اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية، ستبحث في اجتماعها المقبل، مسألة الانتهاكات المستمرة للأراضي العربية، في محاولة لردع جيش الاحتلال عن المضي قدماً في مخططاته.

وقال عاصلة "قبل أيام، اتصل بي أحد أصحاب الأراضي، وأعلمني بوجود تدريبات عسكرية على أراضٍ تابعة لأهالي القرية. توجهت إلى المكان على الفور، وطلبتُ من الضابط إخراج الفرقة من أراضينا، وحذرته من غضب الأهالي واستجاب للأمر، واكتشفنا بعدها أن أضراراً لحقت ببعض الأشجار، وسنتقدم بشكوى للمطالبة بتعويضات".

وحول عدم إبلاغ الجيش للمجلس المحلي في وقت سابق بالتدريبات، بحسب المتطلبات القانونية، قال عاصلة إن "الأراضي هي لأهالي عرابة، لكن للأسف تقع ضمن نفوذ المجلس الاقليمي الإسرائيلي ــ ميسجاف ــ (الذي أقيم على أراضي صودرت من الفلسطينيين ضمن خطة تهويد الجليل)، وبالتالي التوجه يكون لهم وليس لنا. وبغض النظر عن الموضوع القانوني، فإننا من الناحية المبدئية نرفض إجراء التدريبات على أراضينا وفي محيط بلداتنا ولن نسكت عن هذا الموضوع، وبناءً عليه، توجهتُ لرئيس اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مازن غنايم لبحث الموضوع في الجلسة المقبلة".

من جهته، أكد مسؤول الأمن في بلدية سخنين، أحمد خلايلة، لـ "العربي الجديد"، موقف سخنين الرافض أيضاً لمثل هذه التدريبات، مشيراً إلى أن المواطنين كانوا قد أبلغوه قبل أيام بوجود منصات وهمية لإطلاق الصواريخ في محيط البلدة.

ويوضح رئيس مجلس دير حنا، سمير حسين، لـ "العربي الجديد"، أن هذه الظاهرة ليست جديدة، "ودائماً كانت هناك تدريبات للجيش في محيط البلدة ومنطقة البطوف بشكل عام، وهذا أمر مرفوض من قبل الأهالي".

ويضيف حسين أنه "عشية يوم الأرض، فوجئ أهالي دير حنا بمجنزرات اسرائيلية داخل الأحياء. اتصل بي عدد منهم وأكدتُ لهم أنه لم يتم اعلام المجلس بهذه التدريبات، وتبين أيضاً وجود أضرار في الأراضي الزراعية يتحمل الجيش مسؤوليتها.


انتهاك مقدسات الناصرة

ولا يقف الأمر عند انتهاك الأراضي الفلسطينية الداخلية المحتلة من قبل القوات الاسرائيلية، ولكنه يتجاوزه إلى انتهاك حرمة أماكن مقدسة وتاريخية، مثلما حدث في جبل القفزة بالناصرة قبل أيام، وهو ما أثار غضب وحفيظة أبناء المدينة على وجه الخصوص.

على ضوء ذلك، أرسلت النائب حنين زعبي، رسالة إلى وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يَعلون، تطالبه فيها بمنع تدريبات الجيش الإسرائيلي بمحاذاة الناصرة أو أي بلد عربي آخر واحترام مشاعر الفلسطينيين.

وجاء في الرسالة أن "تدريبات الجيش بمحاذاة القرى والبلدات العربية، غير مقبولة. يحرص الجيش أن يبتعد عن التجمعات السكانية اليهودية، ويختار أن يتدرب بمحاذاة التجمعات السكانية العربية"، رغم أن ذلك يتعارض مع التعليمات التي تقضي بعدم تشكيل خطر على السكان، وبعدم الإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة.

وشدّدت زعبي في رسالتها، على أهمية جبل القفزة من الناحية التاريخية والدينية، مشيرة إلى صدور تعليمات عام 2014 تمنع الجيش من التدرب في أماكن تتمتع بمكانة دينية أو ثقافية خاصة.

وسبق أن أجرى جيش الاحتلال تدريبات في منطقة القفزة بالناصرة عام 2006، وفي العام نفسه أعاد الكرّة بمحاذاة مدينة شفا عمرو في الجليل، ومدينة الطيرة بالمثلث الجنوبي. وقبل نحو عامين، أجرى تدريبات واسعة على أراضي الروحة في منطقة وادي عارة. وخلال العام المنصرم، شهدت قرية كفر قرع مشهداً مماثلاً.