التحرش في ألمانيا يعود إلى الإعلام

التحرش في ألمانيا يعود إلى الإعلام

15 يوليو 2016
خلال تظاهرة ضد التحرش (روبيرتو بفيل/فرانس برس)
+ الخط -
أثار تسريب تقرير شرطي ألماني إلى وسائل الإعلام مؤخراً، حالةً من الجدل الممتزج مع الشمولية والعنصرية ضد المهاجرين وإمكانيّة دمجهم في المجتمع الغربي. حيث كشف التقرير عن حجم قضية التحرش الجماعي التي تعرضت لها مئات النساء عشية احتفالات رأس السنة الجديدة في ألمانيا، وأن أعداد النساء اللاتي تعرضن للاعتداءات لم تكن 90 حالة في مدينة بولونيا كما أشيع، بل إن الأرقام المسجلة لدى الشرطة وصلت إلى 1200 حالة.
التقرير المسرب الذي أعده المكتب الفيدرالي للتحقيقات في الجرائم يقع في 50 صفحة؛ أزال الاعتقاد العام الذي كان سائدًا في البداية أن الاعتداءات وقعت في كولونيا وحدها، وقال إن الاعتداءات تكرّرت في عدة مدن ألمانية في تلك الليلة نفسها.
ويقول التقرير إن هناك مجموعات من الذكور يعتقد أنها مسؤولة عن كثير من الجرائم، ولكنه يخلص إلى أن عدد المتورطين أكبر من أن تستطيع الشرطة تقديمهم كلهم للعدالة. حيث يقول رئيس المكتب الفيدرالي للتحقيقات الإجرامية، هولغر مونش: "نحتاج لأن نفترض أن كثيراً من مرتكبي هذه الجرائم لن يتم التحقيق معهم".
ويخلص التقرير أيضًا إلى التأكيد على أنه ستحدث توترات عرقية ومشاعر معادية للمهاجرين في ألمانيا، وعلى أنه توجد علاقة واضحة بين هذه الظاهرة الجديدة على المجتمع الألماني وبين موجة الهجرة الجماعية في 2015.
الصحف الألمانية، حصلت مطلع هذا الأسبوع، على التقرير الأمني الذي تم تسريبه، فذكرت من خلاله أنه تم تحديد حوالي 120 مشتبهاً به، وأن معظمهم من غير الألمان. وأنّ حوالي 90 سيدة قد تقدمن ببلاغات للشرطة تفيد بأنهن تعرضن لاعتداءات جنسية وأبلغت إحداهن أنها تعرضت للاغتصاب، كما تم تحديد حوالي ألف شخص من جانب الشرطة كمشتبه بهم محتملين مع بدء التحقيقات؛ أربعة منهم تمت إدانتهم بالفعل، وحكم على شخصين.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن المتهم الأول المدان يدعى "حسين"، وهو عراقي الجنسية يبلغ 21 سنة. أما المتهم الثاني فيدعى "حسان" وهو جزائري ويبلغ عمره 26 سنة. وكلا المتهمين حكم عليهما بسنة مع إيقاف التنفيذ، فيما تستعد المحاكم لاستقبال العديد من المتهمين في جلسات لاحقة، بحسب الصحيفة.
من جانبها، اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة بالقصة من بدايتها، مؤكدةً أن الصمت المطبق كان هو أسلوب المسؤولين تجاه الأزمة في مراحلها الأولى. ومع انتشار الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي؛ اضطرت الشرطة للحديث عن المزاعم بوجود اعتداءات جنسية جماعية وغيرها من الجرائم في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة. ولم تمر سوى أيام حتى تحدث تقرير حكومي مسرب عن وقوع مئات النساء ضحية اعتداءات في كولونيا وهامبورغ وغيرهما. وأنه خلال الاحتفال بالعام الجديد تعرضت مئات النساء الألمانيات للتحرش، من بينهم 600 سيدة في كولونيا، و400 سيدة في هامبورغ و200 سيدة في مدن أخرى متفرقة.
فيما نقلت قناة "فوكس نيوز" الأميركيّة أن المشرعين الألمان أصدروا مذكرةً ستجعل من السهل على ضحايا الجرائم الجنسية أن يتقدموا بالشكوى ضد تلك الجرائم، إذا رفضن بشكل واضح أي تجاوز ضدهن من قبل المهاجمين، وأنه بمجرد التلفظ بكلمة (لا) سوف يتم توصيف الأمر بأنه اعتداء جنائي.
بينما قالت صحيفة "يو إس إيه توداي" إنّ هذه الاعتداءات الكبيرة الحجم في ليلة رأس السنة، قد أغضبت ألمانيا ووترت أعصابها، وهي البلد التي تفخر بوجود إحساس صارم لديها بالنظام العام؛ لذا تعرضت الشرطة في كولونيا لانتقادات شديدة لفشلها في منع الاعتداءات، وشبهت أصوات من المعارضة بأن ما حدث فشل للدولة.