البيت الأبيض: ضرباتنا لـ"داعش" لن تمتد لسورية

البيت الأبيض: ضرباتنا لـ"داعش" لن تمتد لسورية

08 اغسطس 2014
تنسيق أميركي مع البشمركة ضد "داعش" (فريق فارق/الأناضول/Getty)
+ الخط -

أعلن البيت الأبيض، يوم الجمعة، أن الضربات الجوية الأميركية التي تستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ستظل محصورة جغرافياً في نطاق العراق، ولن تمتد إلى سورية أو أي مكان آخر. جاء ذلك في بيان وزعه البيت الأبيض على الصحافيين، تضمن تأكيداً على أن التفويض الرئاسي الممنوح لسلاح الجو الأميركي ليس ترخيصاً لشن حرب مفتوحة على "داعش" في أماكن تواجده خارج العراق.

وألمح البيت الأبيض، في البيان الذي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إلى أن بغداد واقعة تحت الخطر، بالقول "إن أربيل من المدن التي يتم التركيز على حمايتها حالياً بسبب وجود القنصلية الأميركية فيها، ولكنْ لدينا كذلك وجود كبير في بغداد وسفارتنا موجودة هناك، ولهذا فإن ما ينطبق على أربيل ينطبق على بغداد، وبصورة عامة فإن أي مكان داخل العراق من المحتمل أن يتعرض فيه أميركيون أو منشآت أميركية للخطر، فإن القوات الجوية ستتصرف بناء على التفويض الممنوح لها".

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أجاز لسلاح الجو الأميركي العمل في نطاق هدفين محددين، الأول هو حماية المنشآت الأميركية وأرواح الأميركيين العاملين فيها بمنع الإرهابيين من الوصول إليها، والثاني هو تخفيف المعاناة الإنسانية التي يقاسيها الآلاف من أبناء الطائفة الأيزيدية المحاصرين من قبل مقاتلي "داعش".

كذلك، استعرض البيت الأبيض، في بيانه، ما قدمته الولايات المتحدة للمحاصرين من الطائفة الأيزيدية في إحدى المناطق الجبلية شمالي العراقي، قائلاً إنه تم إلقاء إمدادات غذائية لهم من ناقلتين جويتين من طراز "سي -130" و"سي -17" تحرسهما مقاتلتان من طراز "إف 18". ومن بين ما تم إلقاؤه، بحسب البيت الأبيض، خمسة آلاف غالون من المياه الصالحة للشرب، وثمانية آلاف وجبة جاهزة، بعد تحليق فوق المنطقة المستهدفة استمر 15 دقيقة.

كما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست، أن أوباما، الذي أمر بشن غارات على مواقع لمقاتلي "الدولة الإسلامية"، لم يحدد موعداً لإنهاء هذه العملية. وفيما استبعد "مشاركة الولايات المتحدة في نزاع عسكري طويل"، أو إرسال قوات على الأرض، وفق ما أفادت وكالة "فرانس برس"، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة مستعدة لنشر قوة عسكرية لمساعدة العراق في صد مقاتلي الدولة الإسلامية فور تشكيل حكومة جديدة "لا تقصي أحدا".

في هذه الأثناء، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، لـ"العربي الجديد"، أن حماية المدنيين من أي طائفة دينية لن تقتصر على إلقاء الأطعمة، بل إن القوات الجوية الأميركية مخوّلة استهداف القوات التي تقوم بمحاصرة المدنيين.

وقال المسؤول إن تنسيقاً ثلاثياً غير مسبوق يتم حالياً بين القوات الجوية الأميركية وقوات البشمركة وكذلك القوات العراقية الحكومية، مشيراً إلى أن نتائج هذا التنسيق سوف تظهر ميدانياً خلال الأيام المقبلة.

لكن المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قال إن مقاتلي "داعش" لديهم مهارات قتالية وقدرات على المناورة والتحرك السريع، الأمر الذي يزيد من صعوبة صدهم.

وتابع قائلاً: "ليل السبت الماضي، شن "داعش" هجوماً متعدد الجبهات عبر مئات الكيلومترات في شمال العراق، وكانت هجماته تتسم بالسرعة والفاعلية. إنه يتصرف بكفاءة عسكرية كبيرة". وأضاف: "من جانبنا بدأنا على الفور التنسيق من خلال مراكز عملية مشتركة مع قادة البشمركة ومع قيادة القوات الجوية العراقية وقيادات قوات الأمن العراقية في بغداد، وبدأنا في تطوير ما يمكن اعتباره تنسيقاً تاريخياً غير مسبوق خصوصاً بين القوات الجوية العراقية وقوات البشمركة، وتحديداً في القيام بطلعات جوية تكتيكية بالتزامن مع عمليات على الأرض".

رغم ذلك، فإنه وفقاً للمسؤول العسكري في البنتاغون، فإنه "بالنظر إلى قدرة "داعش" على التحرك السريع والمناورة، ومهارات مقاتليه في شن هجمات بنيران غير مباشرة تليها هجمات بالأسلحة الثقيلة، فنحن ندرك أننا نواجه تنظيماً يتقن العمل العسكري، وقد رصدت استطلاعاتنا مستوى قدراته في سورية بشكل رئيسي، وفي العراق على نحو متزايد، ولهذا فإن مواجهة مثل هذا التنظيم تتطلب مستوى من العمل والتنسيق الأكثر تطوراً وتعقيداً".