البنتاغون: تركيا شريك في التحالف ضد "داعش"

البنتاغون: تركيا شريك في التحالف ضد "داعش"

13 سبتمبر 2014
سبق لتركيا أن أكدت عدم مشاركتها بالتحالف (الأناضول)
+ الخط -
لم تمنع الخلافات الواضحة، بين الجانبين الأميركي والتركي، حول استراتيجيّة الحلف ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية-داعش"، إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، جون كيربي، أمس، أنّ "تركيا ستشارك في الجهود ضد داعش على كل من الأراضي السوريّة والعراقيّة".

وأوضح، في إطار ردّه على أحد الأسئلة المتعلّقة بعدم توقيع تركيا على البيان الختامي لمؤتمر جدة، أن "توقعاتنا من تركيا، كونها عضواً في حلف الأطلسي ولقربها الجغرافي الذي يخوّلها أن تكون شريكاً في الجهود المبذولة ضد داعش".

وأشار إلى أن "الأتراك أكدوا نيتهم المشاركة، وسيقومون بذلك"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "الأمر متروك للقادة الأتراك والشعب التركي، ليحدّدوا كيف ومتى ستحصل المشاركة". وأضاف: "نحن لا نملي ذلك على أحد".

وأجاب كيربي، إثر سؤاله عن الخطط في حال لم تشارك تركيا: "لن يكون أمراً خطيراً، كما أظنّ بأنّهم سيشاركون، فلقد أكدوا لنا هذا، لكن على طريقتهم ووفق ما تملي عليهم واجباتهم تجاه الشعب التركي"، في إشارة إلى الرهائن الأتراك الذين تحتجزهم "داعش"، بعد اقتحام التنظيم للقنصليّة التركيّة في الموصل في يونيو/حزيران الماضي.

وفي السياق نفسه، أكّد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في لقاء تلفزيوني أمس، أن "داعش تمتلك الآن أكثر الأسلحة الأميركيّة تطوراً، بعد استيلائهم عليها من الجيش العراقي، الذي انهار في بداية المعركة، وهذه الأسلحة تركها الأميركيون للجيش العراقي قبل مغادرتهم العراق".

وفي إطار ملاحظاته على الاستراتيجيّة الأميركيّة والرغبة التركيّة بإدراج نظام الأسد كهدف ضمن الاستراتيجيّة، كونه المسبب الحقيقي لكل هذا، أشار أوغلو إلى أن "التطرّف هو المشكلة، التي تواجه العالم بأسره".

وأضاف أن "القتال الطائفي في سورية، كان نتيجة لمحاولة أقليّة، لا تتجاوز الـ 12 في المئة، من السكان السيطرة على البلاد كلّها"، مشدداً على أنّ "الذين يشعرون بالإقصاء يميلون إلى التطرف".

كذلك عارض داود أوغلو دعم النظام السوري، معتبراً أنّ "من شأن هذه الخطوة توجيه المعارضة المعتدلة في البلاد نحوه، ولا ينبغي أن نجبر شعب الشرق الأوسط على الاختيار بين خيارين سيئين".

وكانت أنقرة قد أكدت عدم المشاركة في أي عمليات عسكرية، والتركيز على العمليات الإنسانيّة، خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يوم أمس.

وتعدّ قاعدة "إنجرليك" الجوية الأميركيّة المتواجدة في محافظة أضنة، جنوبي تركيا، من أكثر الموضوعات حرجاً، لناحية امكانيّة استخدامها كقاعدة إمداد لوجستي، في العمليات الجويّة ضد "داعش" في سورية.

وأوضح الجانب التركي لوزير الخارجية الأميركي، أن أنقرة لن تشارك في أي عمليات عسكريّة وستركز فقط على الدعم اللوجستي وتقديم المساعدات الإنسانيّة. كما أن أنقرة لا تريد أن تلعب دور المقاتل في الصراع القائم بين القوات الأميركية و"داعش"، بسبب الرهائن الدبلوماسيين الأتراك، البالغ عددهم 46 دبلوماسياً، بمن فيهم القنصل العام بالموصل، أوزتورك يلماز، الذين احتجزهم التنظيم قبل ثلاثة أشهر عند اقتحام القنصليّة التركيّة.

وشملت مباحثات كيري في أنقرة طرح موضوع المقاتلين الأجانب، الذين يمرون إلى سورية عبر الأراضي التركية، للقتال في صفوف داعش.

وطالبت واشنطن أنقرة، التي شدّدت تدابيرها الأمنية على الحدود في الفترة الأخيرة، أن تبذل مزيداً من الجهود بخصوص منع عبور المسلحين الأجانب والذخائر والأسلحة، فيما شدّدت أنقرة على ضرورة تبادل المزيد من المعلومات الاستخباريّة مع حلفائها الغربيين.

وبدا لافتاً اتّهام السفير الأميركي السابق لدى أنقرة، فرانسيس ريتشاردوني، تركيا بدعم جبهة "النصرة"، التي تعتبر الذراع اليمنى لتنظيم "القاعدة" في سورية.

وأشار ريتشاردوني إلى وجود "خلاف فكري مع تركيا، في مرحلة تحديد الجماعات المعارضة، التي سيتمّ دعمها، والأخرى التي لا يمكن دعمها في الحرب الأهلية الجارية في سورية"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة كانت قد طلبت من تركيا إغلاق الحدود في وجه الجماعات الإرهابية، لكن تركيا لم تنفذ ذلك".

المساهمون