البطل خضر عدنان

البطل خضر عدنان

05 يوليو 2015
+ الخط -
كثيرون وصفوا انتصار المناضل خضر عدنان على الكيان الصهيوني أنه يمَثِلُ مرحلة متقدمة في إطار تعاقب فصول الصراع، ويمهد لكسر السياسيات العنصرية التي ينتهجها الكيان.
صحيح أن انتصار عدنان يُسَجِل نقطة فارقة في صراع الإرادات مع العدو الصهيوني، ويعتبر إنجازاً وطنياً كبيراً يعتبر إضافة نوعية ومتقدمة في رصيد الشعب الفلسطيني عموماً، والحركة الأسيرة خصوصاً، ودليلاً واضحاً أن النهج المقاوم بكل أشكاله ووسائله السبيل الأمثل لتحرير العباد والبلاد، والخيار الأجدر في تحصيل الحق الفلسطيني من براثن العدو، ويحق لنا كذلك وصف ما حققه عدنان بالإنجاز الوطني الكبير، والإضافة النوعية المتقدمة في رصيد الشعب الفلسطيني المرابط.
يُثبت خضر عدنان من جديد أن مدرسة صمود الأسرى يمكن أن تخرج قامات وطنية وجهادية كبيرة، تحتذى في مقارعة الصلف الصهيوني، وأن ما حققه إضافة إلى أنه يمثل انتصاراً كبيراً للأجيال المقبلة، إلا أنه يمثل نموذجاً قابلاً، بل وجديراً بالاحتذاء والتكرار.
الأمر الذي يفرض على الحركة الأسيرة ربما توظيف انعكاسات انتصار خضر عدنان، والاستفادة من هذا التأثير الكبير على كل المناضلين الذين يتعرضون للاعتقال الإداري الظالم، بهدف كي وعي الاحتلال، وجعله على يقين بأنه سيحسب ألف حساب للمعتقلين الإداريين وكل الأسرى الفلسطينيين، قبل إيقاع الظلم عليهم.
من يخوض درب المقاومة، ومن يختار أن يضحي بالغالي والنفيس في المواجهة المفتوحة في مع الاحتلال في إطار معركة التحرير المقدسة، لن يكون كثيراً عليه أن يكمل هذه المواجهة مع العدو خلف قضبان الأسر، ولكن بسلاح مختلف هذه المرة، وهو سلاح الأمعاء الخاوية.
الاحتلال لا يحتمل تداعيات موت أسير أمام العالم ومنظمات حقوق الإنسان جراء إضرابه عن الطعام، خصوصا إذا كان هذا الأسير لم يخضع لأية محاكمة، ولم توجه له أية تهمة، كما هو حال المعتقلين الإداريين، وهذه قاعدة يجدر الانطلاق منه لخوض فصول المعركة.
ثم يقع على عاتق الحركة الأسيرة عبء القيام بحملة وطنية مكثفة، لتشجيع كل الأسرى الإداريين على خوض معركة الأمعاء الخاوية.
ولم ينتصر خضر عدنان في معركته، إلا عندما وصل في معركة عض الأصابع إلى حافة الهاوية، وتدهورت حالته الصحية كثيراً، وبدأت أعراض الموت تبدو عليه، ما شكل حالة من الرعب للسجان، الأمر الذي يثبت أن كل مضرب عن الطعام يجب أن يواصل مشوار التحدي، وصولاً إلى حافة الهاوية مع الاحتلال.
وقد هددت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال بأنها في حل من التهدئة مع الاحتلال في غزة، حال تعرض عدنان لأي خطر على حياته، الأمر الذي ساهم في دفع الاحتلال للتفكير مرتين، قبل أن يقرر مواصلة اعتقاله، خوفا من موته في الإضراب، واندلاع مواجهة جديدة، سيكون مبررها إنسانياً أمام العالم. الأمر الذي يفرض على فصائل المقاومة توظيف ضغطها الميداني، انتصارا للمناضلين في الأسر، وما يؤسف له أن الفصائل تتعامل بشكل حزبي مقيت مع إضراب الأسرى، حيث كان يفترض بها أن تهدد إلى جانب حركة الجهاد بنقض الهدنة مع الاحتلال، انتصارا لحرية خضر عدنان وجميع أسرانا خلف القضبان.
وهناك العمل على تحشيد مختلف منظمات حقوق الإنسان، ومنظمات دعم الأسرى خلف أي أسير يعلن الإضراب خلف القضبان، لما لذلك من أثر معنوي، وبعد حقوقي وقانوني، يرخي ظلال الدعم والإسناد على إضراب الأسير خلف القضبان.
أخيرا وليس آخراً، إسناد ذلك كله بحملة إعلامية محلية ودولية، باستخدام كل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الجديد توحد مناصري الحق الفلسطيني في ميادين النصرة والإسناد، لتشكل عامل ضغط آخر موجع ومؤثر على كيان العدو.
7B62544C-2905-4EC5-9BF3-8CE568ADF7B0
7B62544C-2905-4EC5-9BF3-8CE568ADF7B0
عماد توفيق (فلسطين)
عماد توفيق (فلسطين)