البطريرك الراعي في الرياض: زيارة بأبعاد دينية وسياسية

البطريرك الراعي في الرياض: زيارة بأبعاد دينية وسياسية

13 نوفمبر 2017
الزيارة تأتي في ظروف خاصة (تويتر)
+ الخط -



وصل البطريرك الماروني، بشارة الراعي، اليوم الاثنين، إلى الرياض، في مستهل زيارة رسمية تلبية لدعوة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وجهت له قبيل بدء التصعيد السعودي تجاه لبنان مع استقالة رئيس الوزراء، سعد الحريري، التي أعلنها قبل عشرة أيام من الرياض.

وحظي البطريرك باستقبال رسمي من قبل وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، وعدد من المسؤولين السعوديين وأركان السفارة اللبنانية في السعودية، وذلك في قاعدة الملك سلمان الجوية.

كما شارك في الاستقبال النائب اللبناني السابق فارس سعيد، الموجود في المملكة، علماً أن الأخير شارك في إطلاق "حركة المبادرة الوطنية" مع ما تبقى من شخصيات أكاديمية وباحثين من تحالف "14 آذار" كحركة معارضة لمسار التسوية السياسية التي انتهجها الحريري وتخللتها موافقته على انتخاب حليف "حزب الله" ميشال عون، رئيساً للبنان.

وسيستهل الراعي لقاءاته الرسمية، غداً الثلاثاء، بلقاء الملك سلمان ثم ولي العهد، محمد بن سلمان. كما سيلتقي الراعي مع سعد الحريري، بحسب ما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، قبل أن يغادر إلى روما للمشاركة في عدد من الاجتماعات الكنسية.

وتحمل الزيارة أهمية كبيرة في ظل التوتر السياسي في لبنان، علماً أنها الزيارة الأولى لبطريرك ماروني إلى السعودية. ومن المتوقع أن يثير الراعي الملفات الخلافية مع المملكة، وعلى رأسها علاقة الدولة اللبنانية بـ"حزب الله" والوجود المسيحي في المنطقة.

وتأتي زيارة الراعي بعد تنسيق مع عون، وبعد أن رفض الأخير اقتراحاً للقائم بالأعمال السعودي في لبنان والوزير المُكلّف وليد البخاري، الذي عرض أن يقوم وزير الخارجية جبران باسيل بزيارة المملكة ولقاء الحريري، الذي التقى اليوم في مكان إقامته في الرياض رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في المملكة العربية السعودية، ميكيلي سيرفون دورسو، وسفيري ألمانيا وبريطانيا على التوالي.

وفي بيروت، أعلنت "كتلة المستقبل النيابية" تأييدها "الكامل للمواقف التي يتخذها رئيس الحكومة سعد الحريري"، مثمنة "إطلالة الحريري لكونها إطلالة رجل دولة من قياس رجال الدولة الكبار".

وأشارت في بيان تلاه النائب عمار حوري، عقب اجتماعها الأسبوعي، إلى أنها "تؤيد مواقف الحريري وتطالب بسياسة النأي بالنفس"، معربة عن "تأييدها الكامل للمواقف التي يتخذها الحريري، لا سيما لجهة الالتزام بالحوار الوطني لحل الخلافات الداخلية والأسباب التي دفعت بالبلاد إلى الأزمة الراهنة".