البطاطا الفلسطينية على موائد الأردن

فوق تلة صغيرة في أرض سهلية مرتفعة بمنطقة صير في محافظة جنين بالضفة الغربية المحتلة، يجلس المزارع أحمد أبو الخيزران، وينظر إلى ساعته أربع مرات أو أكثر خلال ساعة، يتحدث عبر الهاتف باستمرار، ثم يؤكد لبقية المزارعين "وصل الأردنيون".

وأبو الخيزران هو واحد من ثلاثة شركاء يملكون شركة زراعية تزرع نحو ثلاثة آلاف دونم بالخضروات وعلى رأسها البطاطا.

ويقول لمراسل العربي الجديد "تعاقدنا مع الأردنيين، سنصدر لهم من موسم السنة الحالية 6000 طن من البطاطا".

وخطفت البطاطا الفلسطينية السوق من تلك التي ينتجها الاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط سوق الضفة الغربية وحسب، بل السوق الأردنية أيضا.

وحسب بيانات للحكومة الأردنية فقد تراجعت واردات الأردن الزراعية من الاحتلال إلى خمسة آلاف طن خلال العام الماضي 2013، مقابل نحو ضعف هذه الكميات في العام 2012، حيث رافق ذلك الانخفاض، ارتفاع في انسياب المنتج الفلسطيني إلى الأردن.

وقال صلاح الطراونة، مساعد الأمين العام للتسويق في وزارة الزراعة الأردنية، للعربي الجديد، إن الصادرات الزراعية الفلسطينية إلى الأردن سجلت نموا كبيرا في العام الماضي، بعدما تضاعفت عن مستواها في عام 2012 إلى نحو 5.5 ألف طن.

وأضاف الطراونة، الذي ترأس الوفد التجاري القادم لفلسطين لشراء ستة آلاف طن من البطاطا، إن تقليص المنتج الإسرائيلي من السوق الأردنية مطلب شعبي أردني، لكن الحكومة لا تمنع الاستيراد من الاحتلال لسد الفجوة، إلا أنها تتشدد في وضع الشروط لذلك الغرض.

وأضاف، أن الأردنيين لم يجدوا في الحقل الزراعي الفلسطيني بدائل لكل أصناف المنتج الإسرائيلي، "في فلسطين مثلا لا يوجد مانجو، نستوردها من اليمن والسودان بدلا من إسرائيل".

ويقول منذر صلاح، مهندس زراعي، إن المزارع الفلسطيني قطع في السنوات الأخيرة شوطا طويلا في تطوير إنتاجه.

وقبل سنوات معدودة كانت السوق الفلسطينية مفتوحة لمدة ثمانية أشهر سنويا أمام البطاطا الإسرائيلية، إذ كانت الأرض الزراعية في الضفة الغربية تنتج البطاطا في شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران وهذا يسمى الموسم الصيفي، وشهرين آخرين هما ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون ثاني وهو الموسم الشتوي، وبذلك تغطي البطاطا الفلسطينية الاستهلاك المحلي لأربعة أشهر فقط مرتبطة بموسمي الحصاد.

لكن المزارعين في فلسطين تمكنوا مؤخرا، من إيجاد مناخ مناسب لإنتاج البطاطا لمدة أربعة أشهر جديدة تختلف عن موسمي الحصاد المعتادين.