البحث عن وطن

13 فبراير 2015
+ الخط -

بني وطني، ما أصعب أن تتبلّد المشاعر، ويموت الانتماء والوطن، ويحل مكانهم انعدام الهوية. بدأت أشعر أن مصر ليست وطني الذي ولدت فيه، ربما ليس أنا فحسب، بل أغلب أبناء جيلي، وهذا حال كثيرين أيضاً، وطني الذي كنت أعتز به، وأعشق تاريخه، أصبح الآن كتاباً أسود للجميع، لا يمكن قراءة ملامحه. شباب جيلي أراهم على قضبان قطار الموت، مكبلين لا يستطيعون الهرب من هذا القطار الأسود، ضاعت الأماني والأحلام وضاع الحب وسط آلام كثيرين من أبناء هذا الجيل الذى أصبح دمه حلالاً، في نظر كثيرين، كأنهم حيوانات أو عبيداً في نظر بعضهم، لكن.. لماذا؟
أليس من حقنا أن نعيش كباقي البشر؟ لماذا لم نعش حياة كريمة؟ لماذا لا نعيش عمرنا لا نحمل أكبر من همنا، ونسعى إلى تحقيق أحلامنا البسيطة؟ لماذا كل شيء أصبح محالاً؟
أصبحت فكرة الهجرة من هذا البلد تراود أبناء هذا الجيل، بحثاً عن الأمل، بعد أن فقدوه في هذا البلد (بلد الأمن والأمان) سابقاً، فلم يعد مَن يتحمّل تلك الظروف القاسية التي يصعب العمل، ورؤية الأمل فيها بعد ثورتين، كان من المفترض أن تغيّر الواقع. لكن، للأسف، حدث أسوأ من قبل ما كانت عليه الثورة.
إن أبناء جيلي لم يعد أحد منهم يتحمّل تلك الظروف السيئة، فقد أصبحنا الجناة بدلاً من أن نكون المجني عليهم، نحاول فعل المستحيل، ولكن دون أمل، فأين نحن من هذا الزمان؟
كثيرون من هم يتهموننا بالعمالة، فهل أصبح أبناء هذا الجيل عملاء وفاسدين؟ إن ثورة 25 يناير و30 يونيو قام بهما أبناء هذا الجيل، من أجل الهرب من مرارة الحياة، ولكن، لم نكن نعلم أن هذه النهاية دم يراق، وشباب يموت هدراً، من أجل تحقيق المصلحة.
إنها نهاية بني وطني، فلقد أصبحت بلا انتماء، بسبب ما أراه كل يوم. دماء وقتلى وعنصرية وإرهاب، فقد أوشك صبر بني وطني على الانتهاء، فلقد أصبح البحث عن وطن أمراً مستحيلاً. وطن نرى فيه الأمل والحرية، وطن نرى فيه الحق والعدل، وطن نرى فيه الحياة.
فيا بني وطني، كفاكم دماً، كفاكم ظلماً، أنشروا العدل، لعلكم ترحمون.

 

avata
avata
أمير أحمد عبدالله (مصر)
أمير أحمد عبدالله (مصر)