البارزاني في طهران: لن نسمح أن تكون حدودنا البرية مصدر خطر

21 يناير 2018
قدم البارزاني تفاصيل حول التطورات التي شهدها الإقليم والعراق(تويتر)
+ الخط -
وصل رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجرفان البارزاني إلى العاصمة الإيرانية، قادما إليها من بغداد، والتي التقى فيها برئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، لتكون الزيارة الأولى من نوعها للعاصمتين، منذ إجراء استفتاء انفصال إقليم كردستان سبتمبر/أيلول الفائت.

والتقى البارزاني اليوم الأحد، بالرئيس حسن روحاني وبأمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى علي شمخاني، وبحث وإياهما ملف العلاقات بين إيران والإقليم، فضلا عن الملفات المتعلقة بالحوار بين بغداد وأربيل.

وأكد البارزاني لروحاني أن الالتزام بالدستور من قبل كل الأطراف العراقية ضروري، قائلا إنه يجب الرجوع إليه لحل الخلافات، مشيدا بالدور الإيراني في الحرب على داعش في العراق، وذكر أن الإقليم يعلم أهمية هذا الدور، حسب تعبيره.

وأضاف البارزاني أن السلطات في الإقليم لن تسمح بأن تكون حدوده البرية مع إيران مصدر خطر على هذا البلد، واصفا ذلك بالخط الأحمر بالنسبة لأربيل، وقال إن تلك المنطقة يجب أن تشهد تعاونا اقتصاديا، داعيا المستثمرين الإيرانيين للمشاركة في مشاريع تنمية كردستان العراق.

وخلال لقائه بشمخاني، قدم البارزاني تفاصيل حول التطورات التي شهدها الإقليم والعراق في الفترة الأخيرة، مؤكدا على أهمية العلاقات مع إيران.

وقال إن "أربيل لن تسمح لمساع المستغلين بتخريب العلاقات الثنائية، وسيستخدم إقليم كردستان العراق كل السبل لمنع التهديدات الأمنية ضد إيران"، في إشارة منه للامتعاض الإيراني من وقوع هجمات واشتباكات من طرف الحدود البرية مع الإقليم.

وهو ما جاء على لسان أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني، الذي أوضح أن إيران لن تتحمل أن تستخدم بعض الأطراف المعارضة لبلاده أراضي الإقليم للهجوم عليها، واصفا الأمن القومي الإيراني بالخط الأحمر الذي يمنع التعدي عليه.

وأضاف شمخاني أن إيران ستدعم الحوار بين بغداد وأربيل لحل المشكلات بين الطرفين، داعيا المعنيين في العراق للتنبه مما وصفه بالتهديدات الاستعمارية، ومن مساعي بعض الأطراف الإقليمية والدولية الراغبة بإضعاف العراق، واعتبر أيضا أن الاستفتاء على انفصال كردستان العراق كان خطأ استراتيجيا تسبب بتبعات سلبية سياسية وأمنية واقتصادية، حسب قوله.

من جهته، نقل موقع الرئاسة الإيرانية عن روحاني قوله خلال اللقاء إن طهران تقف مع وحدة العراق وانسجام أطرافه وتدعم عدم تقسيمه، مضيفا إنه يقع على عاتق الأطراف الإقليمية عدم السماح بتهديد أمن المنطقة وإضعاف دولها، وهو ما يتطلب تعاونا إقليميا، "فالأطراف الخارجية تفكر في مصالحها وحسب". 

وأكد الرئيس الإيراني على أهمية تحسين العلاقات بين إيران وإقليم كردستان العراق، بما يصب لصالح الطرفين والمنطقة ككل، كما دعا كل أطراف العراق بمن فيهم الأكراد للالتزام بالدستور العراقي، مشيرا إلى رغبة إيران برفع مستوى التعاون الاقتصادي وحجم استثماراتها في العراق.

وتحمل زيارة رئيس حكومة كردستان العراق لطهران التي وصلها برفقة نائبه قباد طالباني أهمية خاصة كونها الأولى بعد الاستفتاء الذي رفضته طهران جملة وتفصيلا، حتى قبل الإعلان عن نتائجه المؤيدة للاستقلال عن العراق، وهو ما تسبب بإغلاق المجال الجوي والحدود البرية بين الطرفين، والتي فتحت في وقت لاحق لمرور المركبات المحمّلة بالبضائع.

وتستطيع أن تلعب إيران دورا في التقارب بين بغداد وأربيل لعلاقاتها مع الطرفين بما يساهم بحل المشكلات المرتبطة بالمنافذ الحدودية والنفط، إضافة إلى أن مسألة الانتخابات البرلمانية المرتقبة تعني طهران بشكل مباشر.