البابا من سجن إيطالي: أنقذوا الأطفال من صراع المافيا

البابا من سجن إيطالي: أنقذوا الأطفال من صراع المافيا

21 يونيو 2014
استقبال حاشد للبابا فرانسيس اليوم (GETTY)
+ الخط -


شَهر البابا فرنسيس، اليوم السبت خلال زيارته الأولى إلى كالابريا (جنوب إيطاليا) بالمعاناة التي يقاسيها الأطفال ضحايا المافيا، موجها رسالة تضامن إلى أمهات وجدات التقاهن في سجن المنطقة.
قال البابا في سجن كاستروفيلاري، القريب من كاسانو ألو يونيو، لجدتي ووالد الطفل نيكولا (كوكو) كامبولونيو (3 سنوات) الذي قتل في يناير/ كانون الثاني نتيجة تصفية حسابات أحزنت إيطاليا كلها: "يجب ألا يعاني أي طفل أبدا من هذه الآلام".
وعثر على جثة الطفل وجثة جده في سيارة متفحمة. وبالإضافة إلى هؤلاء الأطفال الصغار، تم تجنيد شبان من كالابريا للاتجار بالمخدرات ولقوا حتفهم أيضا في أعمال العنف التي قامت بها منظمة ندرانجيتا، أو زج بهم في السجن.
وخلال احتفال سادته أجواء عاطفية في حضور حوالى 200 رجل وامرأة معتقلين صافحهم فردا فردا وكان بعض منهم يذرف الدموع، قال البابا فرنسيس "أنا أيضا أرتكب أخطاء وأطلب التوبة".
وأضاف البابا "أرغب في أن أعبر عن تعاطف البابا والكنيسة مع كل رجل وامرأة موجود في السجن، في كل أنحاء العالم".
وغالبا ما كان خورخي برغوليو (77 عاما) يزور السجون في بوينوس أيرس، وغسل أقدام شبان مسجونين في روما خلال "خميس الأسرار"، بعيد انتخابه حبرا أعظم في 2013.
وركز البابا رسالته حول إعادة الاندماج في المجتمع حتى لا يكون السجن فقط "أداة عقاب وثأر اجتماعي". ودعا المسجونين إلى "التقرب من الله" في السجن. وقال إن الله هو "سيد من أسياد إعادة الاندماج، يأخذنا بأيدينا ويرافقنا في الحياة الاجتماعية".
وتناول البابا الأرجنتيني الغداء مع الفقراء، اليوم السبت في قرية كاسانو الفقيرة القريبة من البحر الأيوني، خلال زيارة غلب عليها الطابع الاجتماعي، فيما تزدهر المافيا من خلال عمليات الابتزاز، ومع فشل الاستثمار في الاقتصاد الشرعي في منطقة بلغت فيها بطالة الشبان الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما 56,1 بالمئة، وهو رقم قياسي في إيطاليا في 2013، كما ذكرت يوروستات.


وقد استقبلت البابا الذي بدا متعبا في الأيام الأخيرة واستعاد حيويته على ما يبدو اليوم ،جموع مبتهجة عندما زار أولا دارا للعجزة قبل أن يلتقي كهنة المنطقة في الكاتدرائية. وطلب من الكهنة ألا يكونوا فقط "موظفين" في الكنيسة، بل أن يكونوا "قنوات مفتوحة وسخية" مع الرعية.
وتنتهي الزيارة التي تستمر تسع ساعات في المنطقة الجنوبية، أفقر المناطق الايطالية بعد كمبانيا، بقداس قد يبلغ عدد المشاركين فيه 100 ألف شخص.
وهذه هي زيارة البابا الرابعة في إيطاليا خارج إبرشية روما. وفي العام الماضي، زار البابا الذي يتمتع بشعبية كبيرة في شبه الجزيرة، كالياري (سردينيا) حيث انتقد بطالة الشبان، وأسيزي (أومبريا) حيث احتفل بعيد القديس فرنسيس الأسيزي، وجزيرة لامبيدوزا (جنوب) حيث ندد بـ"عولمة اللامبالاة" وطالب بحقوق المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا.
وتعتبر المافيا في كالابريا التي يعبرها قسم من الكوكايين من أميركا اللاتينية، اليوم الأغنى والأكثر تنوعا بين تنظيمات المافيا، ولها مصالح في شمال إيطاليا وأوروبا.
ولا تزال مظاهر التواطؤ الموروثة من ثقافة الصمت بين بعض أعضاء الاكليروس وتنظيمات المافيا، قائمة في جنوب إيطاليا حتى لو أن البابوات والكنيسة وجهوا إليها إدانة صريحة، وعمدت الهيئات الكاثوليكية إلى زيادة المبادرات لمكافحة الجريمة المنظمة.

 

دلالات