الانفجار العراقي يتمدّد إلى كركوك.. ولجان شعبية لإدارة الموصل

الانفجار العراقي يتمدّد إلى كركوك.. ولجان شعبية لإدارة الموصل

بغداد
عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
10 يونيو 2014
+ الخط -

استمرّ مشهد الانفجار العراقي، مساء الثلاثاء، مع وصول المسلحين إلى مدينة كركوك، مع الانسحاب "الغريب" لقوات الجيش والشرطة من دون مواجهة تقريباً، في ظل تحذيرات من وصول "الغزو" إلى تكريت في محافظة صلاح الدين.

وفي آخر تطورات تقدّم المسلحين، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ضابط برتبة ملازم أول في الجيش، قوله إن ناحية الصينية الواقعة على بعد نحو عشرة كيلو مترغرب بيجي "سقطت بيد مسلحي (داعش) بعد انسحاب الفوج الخامس من شرطة الطوارئ". قبل أن يُعلن مدير ناحية سليمان بيك، سليمان البياتي، في وقت لاحق، أن الناحية "باتت في أيدي مقاتلي (داعش) بعد اشتباكات خاضوها مع عناصر من الشرطة عند حدود الناحية".

وفي السياق، قال مصدر في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد"، إن مدناً أخرى تشهد معارك عنيفة في محافظة كركوك، مثل مدن الزاب والحويجة والشرقاط في محافظة صلاح الدين.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنّ "الجيش يُجري تنقلات كبيرة في قطعاته الجنوبية، للزج بها في شمال ووسط وغرب العراق. كما تم نقل تسعة ألوية تقيم قرب الحدود مع إيران جنوباً، إلى بغداد لتعزيز أمنها. وتابع المصدر أن الحكومة استدعت 711 جندياً وضابطاً من القوات الخاصة، يتدربون في الأردن، وتم قطع دورتهم التدريبية للاشتراك مع القوات العراقية في ضبط الملف الأمني.

وبثّت قناة العراقية الحكومية، خبراً عاجلاً عن المالكي، مفاده أنه أصدر أمراً باعتقال الجنود والضباط المتخاذلين أو الفارين من القتال، فضلاً عن مطالبة المواطنين بحمل السلاح والوقوف مع الجيش وإسناده.

وشهدت مدن الفلوجة والأنبار ومناطق قريبة من سامراء، احتفالات وإطلاق نار في الهواء، بعد الإعلان عن سيطرة المسلحين على مدينة الموصل، بينما فرضت أجهزة الشرطة، على مدن محيط بغداد، حظراً شاملاً للتجوال، بدأ من الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء، وينتهي في السادسة صباحاً، مع منح قوات الأمن حرية استخدام القوة القاتلة لكل من يخالف تلك الإجراءات.

وبدأ سكان محافظة بابل وواسط وديالى وصلاح الدين، بتخزين المواد الغذائية والأطعمة والوقود، تخوفاً من وصول المعارك إلى مدنهم، وفقاً للنائب حسين الموسوي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد".

وساد مدينة الموصل هدوء تام هذا المساء، بعد يوم طويل من المعارك والتفجيرات التي طالت معظم أحياء المدينة، وانتهت بانسحاب الجيش والشرطة وسيطرة المسلحين على جميع مفاصل الموصل، وسط عمليات نزوح من قبل الاهالي، تخوفاً من شن الجيش النظامي هجمات جوية وصاروخية على المدينة، مشابهة لما حدث في الفلوجة والكرمة.

وقال شيخ عشيرة في مدينة الموصل، يُدعى عبد اللطيف حسن الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن المدينة هادئة تماماً، لكن هناك تحشيدات من قبل الفصائل المسلحة على حدود الموصل تحسباً لأي هجوم عسكري من قبل الجيش.

وأوضح الحمداني أن "المسلحين وفروا حماية للمصارف والمؤسسات المالية الأخرى، فضلاً عن جامعة الموصل، وباشروا بتشكيل لجان شعبية من السكان أنفسهم لحماية الأسواق والمتاجر والمنازل التي تركها أهلها".

من جانبه كشف مصدر قبلي في مدينة الموصل، عن عقد قادة الفصائل المسلحة السنية العربية، اجتماعاً موسعاً مع رجال الدين وشيوخ ووجهاء وأعيان الموصل، في أحد مساجد المدينة، مساء الثلاثاء، تناولوا خلاله الوضع العام في المدينة، وترتيب الوضع الداخلي الجديد فيها.

وأوضح المصدر، وهو أحد المشاركين في الاجتماع، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع أفضى إلى نقاط رئيسة أهمها التأكيد على قدسية المساجد والكنائس ودور العبادة وتوفير حماية للمصارف والمؤسسات الخدمية بكل أنواعها، وعدم السماح بالعبث بها والعفو عن عناصر الشرطة المحلية، والذين هم من أهل المدينة، بواقع عفو واحد، يخضع بموجبه من يعود إلى جهاز الشرطة مرة ثانية للعقاب. وتوافق المجتمعون على تشكيل لجان لحماية المناطق السكنية والتجارية من عمليات السرقة أو النهب، والتأكيد على دور شيوخ العشائر ورجال الدين في إدارة المدينة، والعمل على إعادة الأوضاع إلى طبيعتها، ودعوة السكان إلى فتح محالهم التجارية ومزاولة أعمالهم بشكل طبيعي.

وأشار المصدر إلى أن نقاطاً أخرى تمت مناقشتها، تتعلق بالمرحلة المستقبلية والهدف مما سمّاه المشاركون في اللقاء "تحرير" الموصل، و"طرد الجيش منها رداً على الظلم والتهميش والتمييز الطائفي" في سنوات حكم رئيس الحكومة نوري المالكي.

وتابع المصدر أن شيوخ العشائر وجهوا نداءً لأقرانهم في جنوب العراق، مطالبين إياهم بـ"سحب أبنائهم من الجيش، وعدم توريطهم بقتال أخوانهم العراقيين بشكل يعطي انطباعاً طائفياً لما يحدث، مثلما يحاول المالكي فعله اليوم".

وانهالت ردود الفعل الدولية المستنكرة لهجمات المسلحين ضد القوات الأمنية العراقية. وكان الأبرز تأييد الإدارة الأميركية لقيام السلطات بـ"رد قوي ومنسق لصد هذا العدوان". وعرضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، على الحكومة العراقية مساعدة بلادها لأن "الولايات المتحدة تشعر بقلق شديد إزاء الأحداث التي وقعت في الموصل، إذ سيطرت عناصر من جماعة الدولة الإسلامية في العراق (والشام) على أجزاء كبيرة من المدينة، والوضع لا يزال خطراً جداً". وأضافت بساكي أن كبار المسؤولين الأميركيين "يؤيدون ردّاً قوياً ومنسقاً لصد هذا العدوان، وستقدم الولايات المتحدة كل المساعدة الملائمة لحكومة العراق بموجب اتفاقية إطار العمل الاستراتيجي (بين البلدين) للمساعدة في ضمان نجاح تلك الجهود". كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن "قلقه البالغ إزاء الهجمات الإرهابية على الموصل"، داعياً المسؤولين العراقيين إلى التوحد، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه، ستيفان دوغاريك.

ذات صلة

الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
"خطوة".. مشروع صناعة الأطراف لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بالموصل

مجتمع

معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعرضوا لبتر أحد أطرافهم خلال الحرب أو بسبب مضاعفات مرض السكري أو من يعانون من تشوهات منذ ولادتهم، ألهمت جميعها تقى عبد اللطيف (25 عاما)، رفقة زميلها محمد قاسم، افتتاح مركز لصناعة الأطراف الصناعية

المساهمون