الانفجارات في لبنان: خسائر تمتد لكل القطاعات

24 يونيو 2014
التفجير الانتحاري في العاصمة بيروت(انور عمرو/فرنس برس/getty)
+ الخط -

هز مساء أمس الإثنين، انفجار نفذه انتحاري استهدف نقطة تفتيش حاجز للجيش اللبناني في منطقة الطيونة عند مدخل الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وهو الانفجار الثاني الذي يقع بعد 3 أيام من استهداف انتحاري نقطة تفتيش في منطقة ضهر البيدر في البقاع شرق العاصمة بيروت، هذه الأحداث الأمنية المتوترة والمتنقلة بين المناطق اللبنانية من شأنها أن تترك اثاراً بالغة على الاقتصاد، ولعل أوّل المتضررين القطاع السياحي، وغياب الفرص الاستثمارية.

السياحة أوّل المتضررين

 أ
ول المتضررين من تداعيات أعمال العنف في لبنان القطاع السياحي، حيث كشف نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر أن الوضع السياحي في لبنان شارف على الانتهاء قبل البدء به.

وقال لـ "العربي الجديد": إن ما حصل خلال الأيام الماضية، من توقيفات ومداهمات، وإقفال شوارع في العاصمة، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات إرهابية طالت الجيش اللبناني، ساهمت في إنهاء الموسم السياحي، حيث تراجعت نسبة الحجوزات في لبنان بشكل لافت، مشيراً إلى أن نسبة الحجوزات وصلت إلى ما يقارب 65% منذ الشهر تقريباً، لكن الأوضاع الأمنية الأخيرة بثت الخوف عند المصطافين وبالتالي هناك اتجاه لإلغاء العديد من الحجوزات.

واضاف عريس" أن خسائر القطاع السياحي في السنوات الماضية بلغ مليارات الدولارات نتيجة إقفال العديد من الفنادق والمنتزهات السياحية، وتراجعت نسب الأشغال الفندقي إلى أكثر من 50%"، موضحاً أن تأليف الحكومة بداية العام وعودة بعض الدول عن قرارا منع رعاياها من زيارة لبنان ترك اثراً ايجابياً لدى القيمين في القطاع السياحي لتعويض جزء من الخسائر، إلا أن ما حدث خلال الأيام الماضية من أعمال عنف، ستكبد القطاع السياحي خسائر إضافية".

من جهة أخرى، أوضح رئيس نقابة أصحاب الشقق المفروشة في لبنان زياد اللبنان أن الأحداث الأمنية في لبنان خلال الأيام الماضية أثارت الخوف لدى بعض المصطافين، وقال لـ" العربي الجديد": دفع القطاع السياحي خلال السنوات الماضية فاتورة مرتفعة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية حيث انخفضت نسب الإشغال الفندقي بشكل لافت، واليوم معرض أيضا لدفع المزيد بسبب الأعمال الإرهابية".

وطالب بضرورة اتخاذ الإجراءات التي تساهم في  ضبط الأمن، لأن استقرار القطاعات الاقتصادية في لبنان مرتبط بشكل مباشر بالوضع الأمني.


واقع الاستثمارات

تراجعت نسب الاستثمارت في لبنان بشكل لافت خلال السنوات الماضية، بسبب الأوضاع السياسية والتوترات الأمنية، ومع تأليف حكومة برئاسة تمام سلام، واستتباب الأوضاع الأمنية، بدأت موجة التفاؤل بعودة الاستثمارات إلى لبنان، لكن ما جرى خلال الأيام الماضية من شأنه أن يترك انعكاسات سلبية على ثقة المستثمر، حيث أكد رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارت في لبنان نبيل عيتاني أن الاستتباب الأمني، الشرط الأساسي لجذب الاستثمارت إلى لبنان.

وقال لـ "العربي الجديد": شهد النصف الأول من العام 2014 عودة العمل بمشاريع استثمارية كانت قد توقفت في السنوات الماضية بسبب الظروف السياسية، وتتعلق بشكل مباشر بالقطاع العقاري"، مضيفاً أن جذب استثمارات في النصف الثاني من العام متوقف على انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الفراغ الرئاسي يرسم صورة سلبية عن واقع مؤسسات الدولة ويبعد المستثمرين."

وأشار عيتاني إلى أن الأوضاع الأمنية تلعب دوراً في تقريب أو إبعاد المستثمرين، وبالتالي فإن التوترات الأمنية وعودة مسلسل الانفجارات ستطرد أيّ مستثمر عربي أو اجنبي.

وفي سيّاق متصل، بيّن  تقرير لمعهد التمويل الدولي، أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى لبنان بلغت 2,85 ملياري دولار في العام 2013 ، ما يشكل انخفاضاً بنسبة 22,4 % من 3,67 مليار دولار في العام 2012.

وشكلت نسبة انخفاض تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى لبنان الانخفاض الـ11 الأعلى بين 30 سوقاً ناشئة شملا المسح، بينما جاء انخفاض التدفقات إلى لبنان الرابع الأعلى بين الدول السبع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

عودة الحظر

في ظل ما شهده لبنان خلال الأيام الماضية من فلتان أمني، بدأت الدول العربية مطالبة رعاياها مغادرة لبنان، حيث طلبت دولة الإمارات، من رعاياها ضرورة مغادرة الأراضي اللبنانية فوراً، بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة، وأهابت وزارة الخارجية بمواطنيها، في بيان نشر نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عدم السفر في الوقت الحاضر إلى الجمهورية اللبنانية نظراً للأحداث الأخيرة والأوضاع الأمنية المضطربة.

وقال حمد محمد الجنيبي القائم بالأعمال في سفارة الدولة لدى الجمهورية اللبنانية في بيان": إنه  على مواطني الدولة المتواجدين حاليا في لبنان ضرورة المغادرة فوراً من خلال التواصل والتنسيق مع سفارة الدولة في بيروت".

وكانت المملكة العربية السعودية قد سمحت لرعاياها السفر إلى لبنان قبل أشهر بعد الهدوء النسبي، إلا أن السفير السعودي في لبنان على عواض العسيري أوضح في حديث سابق لـ "العربي الجديد" أن السعودية سمحت لرعاياها زيارة لبنان بعد استتباب الأمن، لكن في حال حصول أي توتر أمني، فإن المملكة وحرصاً منها على سلامة رعايها ستحذر المواطنين من السفر إلى لبنان".

المساهمون