الاحتلال يعتقل 50 محرراً من صفقة "وفاء الأحرار"

الاحتلال يعتقل 50 محرراً من صفقة "وفاء الأحرار"

18 يونيو 2014
وحدة من المستعربين اعتقلت فلسطينياً في القدس(مأمون وظوظ/الأناضول/Getty)
+ الخط -

أقدمت قوات الاحتلال، ليل الثلاثاء – الأربعاء، على اعتقال العشرات من محرري صفقة "وفاء الأحرار" التي أبرمتها حركة "حماس" مع الحكومة الإسرائيلية في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، والتي بموجبها أفرجت إسرائيل عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط.

ونفذت قوات الاحتلال عمليات دهم واقتحامات واسعة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، منذ منتصف الليل حتى ساعات فجر اليوم الأربعاء، لتكون الحصيلة الأولية من الاعتقالات حتى الآن نحو 50 من الأسرى المحررين.

وأحدثت قوات الاحتلال خلال دهم منازل الأسرى المحررين خراباً كبيراً فيها، إلى جانب قيامها بالتحقيق مع الأسرى المحررين بوحشية قبل اعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة. وأكد أهالي أكثر من أسير محرر لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال أبلغتهم خلال عملية الاعتقال أن "مصير أبنائهم سيكون الطرد إلى قطاع غزة".

وفي سياق اقتحام بيوت الأسرى المحررين من "صفقة شاليط"، واعتقال قادة وعناصر محسوبين على "حماس" اعتقلت قوات الاحتلال أيضا عناصر من حركة "فتح".

وفي غضون حملة الاعتقالات الشرسة في جميع أنحاء الضفة الغربية، وما رافقها من تفجير لأبواب المنازل وتخريب في محتوياتها، أكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال استخدمت خلال اقتحاماتها أجهزة تشويش ضد الهواتف النقّالة وعطلتها.

واقتحمت قوات الاحتلال مكتب فضائية "الأقصى" المحسوبة على "حماس" في رام الله والخليل، وقامت بتخريب المكتب ومصادرة أجهزة الحاسوب والبث المباشر، ودهمت كذلك مقر وفرع شركة "ترانس ميديا" في نابلس، ورام الله والخليل، وقامت بمصادرة معدات للشركة بقيمة مليون دولار، كما أكد صاحبها عامر الجعبري لـ "العربي الجديد". إذ قال "إن شركته (ترانس ميديا) تقوم بتزويد أكثر من 13 فضائية بخدمات إعلامية، وتعيل موظفين لأكثر من 30 عائلة.

ونجم عن اقتحام مقرات "ترانس ميديا" الإعلامية تحطيم جميع محتوياتها وسرقة أجهزة للبث، كما اعتقل الجنود المخرج محمد عمرو، حيث أخضع للتحقيق لبعض الوقت قبل ان يطلق سراحه.

وفي محافظة الخليل اقتحمت قوات الاحتلال عيادة طبية، ومعرض سيارات، وعدداً من الأسواق التجارية في منطقة وادي أبو كتيلة في المدينة، وقامت بمصادرة كاميرات المراقبة منها، بعد تفجير أبواب المحال التجارية حيث سمع الأهالي أصوات انفجارات متكررة.

واشتكى المواطنون من قيام جنود الإحتلال بنهب المحال التجارية ومنازل المواطنين أثناء الاقتحامات. كما جرى اقتحام لقرية بيت كاحل وصوريف، وقام جنود الاحتلال بمداهمة البيوت وتفتيشها.

وفي محافظة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي بلاطة وعسكر شرق المدينة، ودهمت العديد من بيوت المواطنين، وقامت بتخريبها، واندلعت مواجهات بين جنود الاحتلال والشبان الذين أشعلوا الإطارات وأغلقوا مداخل المخيمين بالسواتر لإعاقة حركة المركبات العسكرية الإسرائيلية، وأصيب عدد من الشبان بجراح جراء الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز.

واندلعت مواجهات بين الجنود والمواطنين في منطقة تل ورفيديا غرب المدينة، حيث أصيب ثلاثة مواطنين بجراح، أحدهم قامت سيارة عسكرية إسرائيلية بدهسه بشكل متعمد. وأكدت مصادر طبية في مستشفى رفيديا الحكومي لـ"العربي الجديد"، وصول إصابتين إلى المستشفى وصفتا بالمتوسطتين.

في هذه الأثناء، اعتقلت وحدة من "المستعربين" (جنود متخفين وملامحهم شرقية) التابعة لجيش الاحتلال، مساء الثلاثاء، شاباً من بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة، خلال مواجهات اندلعت بين مجموعات من الشبان وجنود الاحتلال في البلدة. 

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن "المستعربين" اعتقلوا الشاب محمد أبو صايمة، واقتادوه إلى جهة مجهولة، أثناء مواجهات في العيسوية، استخدمت خلالها قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

في سياق متصل، أصيب شاب من بلدة عناتا المجاورة للعيسوية بعيار مطاطي في قدمه، خلال مواجهات تجددت، مساء أمس الثلاثاء، وتركزت عند المدخل الشمالي للبلدة، وحطم الشبان زجاج سيارتين للمستوطنين لدى مرورهما بالقرب من مدخل البلدة.

إلى ذلك، أعادت قوات الاحتلال فتح الحاجز العسكري على مدخل قلنديا شمالي القدس، بعد ساعات من إغلاقه، في أعقاب إلقاء جسم متفجر على جنود الحاجز، من دون وقوع إصابات.

إعلان حرب

وفي تعقيبه على اعتقالات فجر اليوم، قال مدير "مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان" فؤاد الخفش، لـ"العربي الجديد" إن ما تقوم به إسرائيل عبارة عن إعلان الحرب على "حماس" أو كل من ساهمت المقاومة في تحريره، فهي لم تستهدف أبناء ومؤسسات الحركة فقط، بل هناك محررون من " فتح" تم اعتقالهم أيضاً". وأضاف أن "الخطير في الأمر أن إسرائيل أبلغت عدداً ممن تم اعتقالهم من محرري الصفقة بإبعادهم إلى غزة". وأكد أن إسرائيل صعدت بشكل كبير، فقد "اعتقلت وداهمت وخربت منازل وأغلقت مؤسسات وضربت بعرض الحائط الاتفاقيات الموقعة بخصوص صفقة تبادل الأسرى الأخيرة".

وناشد الأطراف الموقعة والراعية للصفقة أن تتحرك من أجل وقف ما تقوم به إسرائيل، كما دعا السلطة للتحرك من اجل وقف هذا العدوان". وشدد على أنه يجب إخراج محرري الصفقة من دائرة الابتزاز السياسي.

واعتبر أن ما يجري من اعتقال على مرأى السلطة "مهزلة"، وكان آخرها اعتقال المحرر نضال زلوم، من منزله بالقرب من مقر الرئاسة في "المقاطعة" وكان على مرأى حرس الرئاسة الفلسطيني و"الذين لم يحركوا ساكناً".

وأبرمت "حماس" صفقة "وفاء الأحرار" في 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 2011، وقضت الصفقة في حينه أن تفرج الحركة عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته في حزيران 2006 في قطاع غزة، مقابل أن يفرج الاحتلال عن 1027، أسيرا فلسطينيا، تم إبعاد العشرات منهم إلى خارج أماكن سكنهم في الضفة الغربية.

أسماء المعتقلين

وعُرف من بين المعتقلين، فجر اليوم، عميد الأسرى نائل البرغوثي، نضال زلوم، حمزه أبوعرقوب، صفوان العويوي، طه الشخشير، عبد المنعم طعمة، الشيخ مجدي عجولي، عايد هرشة، محمد الرشق، صفوان العويوي، زهير سكافي، محمد رشاد الجعبري،  نضال صبحي،  عبد الحق أحمد العواودة، بسام نعيم النتشة، عثمان مصلح، علاء الدين البازيان، جمال أبو صالح، إسماعيل مسالمة، محمد بركات، محمود السويطي، عدنان مراغمه، إبراهيم مشعل، عدنان ذياب شادي زيد، عباس شبانه أحمد السلوادي، عبد الرحمن صلاح عماد فاتوني، يعقوب الكيلاني، عارف فاخوري، عبد الجبار فقهاء، وهيب ابو الرب، رجب الطحان، معمر الجعبري، زاهر خطاطبه، اشرف الواوي، ربيع البرغوثي، وعبد الله أبو شلبك.

نتنياهو يؤكد مواصلة الاعتقالات 

وبعد اعتقال نحو 50 أسيراً محرراً بموجب صفقة "وفاء الأحرار"، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في تغريدة له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "أود أن أهنىء الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام على العمليات المعقدة التي نفذوها خلال ساعات الليل".

وأضاف أن "اعتقال الإرهابيين من حركة "حماس"، بمن فيهم أولئك الذين تم الإفراج عنهم في صفقة شاليط، تحمل رسالة مهمة". وأكد أن عملية أمس "جزء من سلسلة من الكثير من العمليات التي ستتواصل، والهدف هو استعادة الشبان المخطوفين وتوجيه ضربة كبيرة لحركة "حماس" في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ".

المساهمون