الاحتلال يعاقب الآباء بالأبناء: ياسمين المقدسية نموذجاً

الاحتلال يعاقب الآباء بالأبناء: ياسمين المقدسية نموذجاً

26 يونيو 2014
ياسمين واحدة من عشرات الأطفال المبعدين عن الأقصى(العربي الجديد)
+ الخط -
لم تدرك ياسمين الشريف (12 عاماً)، الطالبة في الصف السادس الابتدائي، وهي من سكان باب المجلس في البلدة القديمة من القدس، أن دخولها إلى المسجد الأقصى، يوم الأربعاء، للالتحاق بمخيم صيفي هناك، سيكلفها ترويعاً، وإرهاباً، وإبعاداً عن المسجد الأقصى، لمدة خمسة عشر يوماً.

حدث ذلك حين استوقفها، صباح أمس الأربعاء، أحد أفراد شرطة الاحتلال المكلفين بالتواجد عند بوابات الأقصى. وبعد سؤالها عن اسمها، أخبرها بأنها موقوفة بتهمة التكبير، وإعاقة سياحة المستوطنين للأقصى، وإزعاجهم، ليقوم عنصر شرطة الاحتلال باقتيادها إلى مركز الشرطة في ساحة البراق، ومن هناك إلى مركز شرطة القشلة في باب الخليل، على بعد مئات الأمتار من منزل عائلتها.

والد ياسمين، عبد الرحمن الشريف، وهو أحد حراس المسجد الأقصى، روى لـ"العربي الجديد"، حقيقة ما جرى لطفلته من قبل شرطة الاحتلال، وتلفيق التهمة لها بإزعاج المستوطنين من خلال إطلاق هتافات التكبير؛ يقول عبد الرحمن إن "ما حدث كان عقاباً لطفلة لم تتجاوز الثانية عشرة، لم ترتكب أي جرم، لكنهم أرادوا من خلالها معاقبتي". وكان صدر بحق عبد الرحمن أمراً بالإبعاد لمدة شهر، من قبل ما يسمى بـ "ضابط شرطة الحرم".

ويضيف والد ياسمين: "لقد نجحوا في ذلك، فما أن تمكنوا من تحديد هويتها حتى اعتقلوها من دون مراعاة لسنها، وتسببوا لها بحالة من الرعب، قبل أن تنقل إلى شرطة القشلة، حيث وجدت ضابط شرطة واثنين من المحققين يستجوبونها".

ويشرح والد ياسمين أنه اعترض على التحقيق مع طفلته "كون قانونهم يلزمهم بذلك، إلى أن حضر محامٍ، وسمحوا لي بحضور جلسة التحقيق التي تضمنت تهماً سخيفة لطفلة، كل ذنبها هو أنها أرادت الدخول إلى الأقصى، والمشاركة في فعاليات المخيم الصيفي هناك".

ويكشف أن ابنته نفت أن تكون قد أعاقت المستوطنين، "بل هم من حضروا إلى الأقصى واستفزوا الناس هناك"، على حد تعبيرها. وحين سألوها عن هتافات التكبير التي أطلقتها، أجابت أن "هذا هتاف نردده نحن المسلمين، حباً بالله، وتعظيماً له، ولا علاقة له بالمستوطنين".

ويتابع والد ياسمين أنه "رغم ذلك، قرروا معاقبتها، ومنعها من دخول الأقصى لمدة خمسة عشر يوماً، رغم أن منزلنا ملاصق تماماً لساحات المسجد، وكان لهم ما أرادوا، فتقليص مدة الإبعاد التي فرضت علي كعقوبة، حمّلت إلى ياسمين لتقضيها عني".

ليس لدى ياسمين ما تقوله سوى سرد كيف صرخ بها الشرطي وشدها من ذراعها بعنف. وتقول لـ"العربي الجديد" إنه في كل مرّة كان عناصر الاحتلال يطرحون عليها سؤالاً، كانت تجيب بـ "أنا ما عملت إشي غلط".

المبعدون عن المسجد الأقصى، عقاباً لهم على تصديهم لاقتحامات المستوطنين، يُعَدّون بالمئات، بحسب مدير "نادي الأسير" في القدس، ناصر قوس، من بينهم العشرات من الأطفال، ممن تتراوح أعمارهم بين 9 و15 سنة، في حين تشير معطيات "مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية" إلى إبعاد أكثر من 350 فلسطينياً من القدس، ومن داخل فلسطين المحتلة، منذ بدء تطبيق هذه السياسة قبل ثلاث سنوات.

وتضم قائمة المبعدين، رموزاً وطنية ودينية، وحتى من موظفي وحراس المسجد الأقصى، من أبرزهم رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، الشيخ رائد صلاح، ومدير الأقصى، الشيخ ناجح بكيرات.