الاحتلال يصادر 3800 دونم من أراضي الخليل وبيت لحم

أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد٬ أهالي بلدة صوريف شمال غربي الخليل، وقريتي الجبعة وواد فوكين جنوبي وغربي بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة٬ بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، بحجة أنها أراض للدولة لا يمكن التعدي عليها.

وداهمت آليات عسكرية ومركبات تابعة لما يسمى بالإدارة المدنية للاحتلال بلدة صوريف، وقامت بغرس أعمدة حديدية علق عليها لافتات تحمل أوامر الاستيلاء على طول تلك الأراضي الزراعية بمساحة ألفي دونم على امتداد المنطقة الشمالية والغربية من البلدة.

وقال رئيس بلدية صوريف محمد غنيمات لـ"العربي الجديد"، إن سلطات الاحتلال أخطرت أهالي البلدة، بالإضافة إلى قريتي الجبعة وواد فوكين جنوبي وغربي بيت لحم٬ بمصادرة 3800 دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون الواقعة خارج جدار الفصل العنصري، والتي تعتبر مناطق حيوية ومصادر رزق للكثير من العائلات.

وتبلغ مساحة بلدة صوريف 28 ألف دونم٬ ويقطنها نحو 17 ألف نسمة٬ ومن المحتمل أن تتسبب أوامر المصادرة بعزل البلدة بشكل كامل عن الأراضي الزراعية٬ بحيث لن يتبقى أراضيَ للرعي ولا الزراعة.

وبيّن غنيمات أن "بعض المناطق التي تم ذكرها في إخطار الاستيلاء تقع داخل الجدار وتم ضمها إلى أراضي ما يسمى بدولة الاحتلال في وقت سابق، وهي منطقة خلة محمد سلامة٬ وراس حسان، بالإضافة إلى بئر الخور٬ فيما ضمت أراضيَ في مناطق الحيال وواد النتاشة وجورة الهربلة٬ وواد الحلوشة٬ ودير موسى والخور٬ وظهر الهوى٬ إلى أراضي دولة الاحتلال. وتعود ملكية الأراضي المهدّدة بالمصادرة إلى عائلات غنيمات والقاضي والهور والحميدات والحيح".

من جهتها، أبلغت بلدية صوريف الارتباط العسكري الفلسطيني حول ما قامت به سلطات الاحتلال صباح اليوم، من مصادرة للأراضي٬ كما ستتخذ البلدية إجراءات وخطوات في الأيام القادمة٬ من ضمنها التظاهرات والوقفات الاحتجاجية.

وفي السياق نفسه، أبلغت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أهالي بلدتي الشيوخ وسعير شمالي الخليل، نيتها الاستيلاء على عشرة دونمات ونصف من أراضي البلدتين بدواعٍ أمنية. وقال مدير بلدية الشيوخ حامد عيايدة لـ"العربي الجديد"، إن سلطات الاحتلال سلمت البلدية بلاغاً عن طريق ما يسمى بالإدارة المدنية يقضي بمصادرة العديد من الدونمات في البلدة لصالح مستوطنة "متسادا" المقامة على أراضي شرقي شمال للبلدة.

وأضاف عيايدة: "قام ضباط الاحتلال بمقابلة مسؤولي البلدية وأصحاب الأراضي من عائلة أبو شنب في الشيوخ والشلالدة في سعير٬ وأبلغوهم بخارطة الدونمات المنوي مصادرتها٬ وأمهلوهم سبعة أيام للاعتراض على القرار". وأشار إلى أنّ "أصحاب الأراضي اجتمعوا مع لجنة الدفاع عن الأراضي وقدّموا لهم أوراق ثبوت الملكية٬ ووكلوا المحامي الخاص بالسلطة الفلسطينية للاعتراض على القرار".

ويقيم جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة التي صدر فيها قرار المصادرة معسكراً للتدريب٬ ويمنع أصحابها من الوصول إليها منذ العام 1984.

الاحتلال يواصل انتهاكاته بالضفة

في غضون ذلك، فرضت قوات الاحتلال، منذ الصباح، قيوداً على دخول النساء المقدسيات إلى المسجد الأقصى، فيما اعتقلت سبعة شبان بمناطق متفرقة من الضفة الغربية. وقال حراس الأقصى لـ"العربي الجديد" إن سلطات الاحتلال تشترط على النساء المقدسيات تسليم بطاقاتهن الشخصية لعناصرها الموجودين عند بوابات الأقصى مقابل السماح لهن بدخوله.

وفي بلدة سلوان جنوبي القدس ألقيت، في وقت متأخر من ليل السبت، زجاجات حارقة على إحدى البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي البلدة.

وأفاد ناشطون في البلدة لـ"العربي الجديد" بأن قوات الاحتلال أحضرت مركبة إسعاف للمكان فيما أرسلت تعزيزات إلى المكان، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان ومنازل المواطنين، ما تسبب بحدوث إصابات بالاختناق تمت معالجتها ميدانياً.

وفي الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين، في بيت لحم والخليل ونابلس وجنين، واقتادتهم إلى جهات مجهولة. واعتقلت الشاب محمد أبو خضير، عقب دهم منزله وتفتيشه بمخيم عايدة شمالي بيت لحم، إضافة إلى الشاب تامر أبو دية من بيت لحم.

كما سلّمت قوات الاحتلال الشقيقين أوس وأحمد ماجد ثوابتة من بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم بلاغين شفهيين لمراجعة المخابرات الإسرائيلية في مجمع مستوطنة "غوش عصيون"، المقام على أراضي الفلسطينيين جنوبي بيت لحم، حيث نصبت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً مفاجئاً عند مدخل البلدة الرئيس، وفتشت ودققت في بطاقات المواطنين.

وفي الخليل جنوبي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين محمد الفسيسي من بلدة دورا، وعدي طميزي من بلدة إذنا، عقب تفتيش منزليهما. فيما اعتقلت الشاب يسار بشار قادوس في بلدة بورين جنوبي نابلس، عقب دهم عدة منازل في البلدة. كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب سلطان يحيى من بلدة العرقة غربي جنين، أثناء مروره، صباح اليوم، على حاجز دير شرف شمالي نابلس.

وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال مقهى للإنترنت في ضاحية شويكة، في وقت متأخر من ليل السبت، واعتقلت الشاب الوليد سروجي، واقتادته إلى جهة مجهولة.

إلى ذلك، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، في بلدة يعبد جنوبي جنين، خلال اقتحام تلك القوات للبلدة وسط إطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، دون أن يبلغ عن أي اعتقالات أو إصابات. فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الزبابدة جنوبي جنين، وشنت حملة تمشيط وتفتيش واسعة، دون التبليغ عن أية اعتقالات.

في سياق آخر متصل، أكد نادي الأسير الفلسطيني بأن الفتيين بدري أبو زلطة (14 عاماً) وكاظم النجار (16 عاماً)، المحتجزين في مركز توقيف "عتصيون" جنوبي بيت لحم، تعرضا للضرب من قبل جنود الاحتلال أثناء اعتقالهما، وسيتم نقلهما إلى سجن "عوفر"، اليوم.

واعتقلت قوات الاحتلال الفتيين قرب جدار الفصل العنصري في بلدتهما إذنا جنوبي الخليل، وتم ضربهما بواسطة الأيدي وأعقاب البنادق على رأسيهما، فيما لا تزال آثار الضرب ظاهرة عليهما.