الاحتلال الإسرائيلي يستولي على مؤسسة داعمة للأقصى في الناصرة

الاحتلال الإسرائيلي يستولي على مؤسسة داعمة للأقصى في الناصرة

03 سبتمبر 2014
هدم منازل الفلسطينيين قرب جنين (عصام الريماوي/الأناضول/Getty)
+ الخط -

داهمت قوات كبيرة من عناصر الشرطة الإسرائيلية وجهاز "الشاباك"، مكاتب جمعية "عمارة الأقصى"، في مدينة الناصرة، وقامت بإغلاقها وصادرت ممتلكاتها وأموالها، وحولتها إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية، بأمر مباشر صادر عن وزير الدفاع موشيه يعالون، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 16 فلسطينياً في الضفة الغربية.
ورأى مراقبون في الاستيلاء على الجمعية سرقة في وضح النهار لأموال المسلمين في الداخل الفلسطيني، الذين يتبرّعون لصالح إعمار المسجد الأقصى وإحياء نشاطات تعزز صموده.

وأوضح المراقبون أن الخطوة العقابية تأتي في أعقاب العدوان على غزة، والكلفة المالية الباهظة التي تكبّدتها إسرائيل، ومحاولة إيجاد طرق للتعويض عنها، ومنها التضييق على المؤسسات العربية في الداخل الفلسطيني خصوصاً تلك التي تدعم المسجد الأقصى.

وقال المحامي، حسان طباجة، لـ"العربي الجديد" إن "هذه هي المرة الثالثة التي يتم خلالها اقتحام المؤسسة في السنوات الأخيرة، ولم يتم الإفصاح بعد عن أسباب هذه الإجراءات، لكن بالاعتماد على تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين، فإن المؤسسة الإسرائيلية تسعى لتخريب وإجهاض الجهود التي تقوم بها الجمعية من مشاريع، دعماً للمسجد الأقصى المبارك ومصاطب العلم فيه".

وأوضح طباجة أنه "تمت خلال العملية مصادرة الحواسيب والملفات من مكاتب المؤسسة، بذريعة الحاجة إليها لغرض استكمال تحقيق تجريه الشرطة الإسرائيلية".

وعلم "العربي الجديد" أن القوات الإسرائيلية سلّمت الموظفين في المكتب، قراراً إدارياً موقعاً من يعالون بإغلاق المؤسسة وحظر نشاطها، وأمراً آخر لضبط وإحضار الممتلكات.

وذكر يعالون أن "هذا الإجراء يأتي في إطار الصلاحيات الممنوحة له كوزير للدفاع، وينسحب على كل ما هو مسجّل على اسم المؤسسة، بما في ذلك الأموال الموجودة فيها أو تلك الموجودة في حساباتها في المصارف، وستتم مصادرتها لمصلحة الحكومة الإسرائيلية".

في سياق آخر، وفي القدس المحتلة، هدمت جرافات الاحتلال، اليوم الأربعاء، منزلاً في حي بيت حنينا ومنشآت تجارية في قرية الجب.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن "جرافات الاحتلال هدمت منزلاً يعود للمواطن، عز الدين أبو نجمة، في وادي الدم بحي بيت حنينا، وهدمت غرفاً متنقلة (كرفانات) ومخازن".

وأشارت المصادر إلى أن "الاحتلال اعتقل أثناء عملية الهدم الشاب طارق عز الدين أبو نجمة، واقتادته إلى جهة مجهولة".

وفي قرية الجيب، شمالي القدس، هدمت جرافات الاحتلال، ورشاً صناعية في حي الخلايلة، منها ورش لطلاء المركبات وتصليحها، وورشة لتصنيع الألمنيوم المنزلي، وفرضت طوقاً محكماً حول المنطقة، وبدأت بعملية الهدم.

وفي الضفة الغربية، أخطرت ما يسمى بـ"الإدارة المدنية الإسرائيلية"، اليوم الأربعاء، عائلتين في منطقة واد الرخيم، جنوبي شرق بلدة يطا، بهدم مساكنهما.

ولفت منسّق "اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في يطا" راتب الجبور، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "قوة كبيرة من جيش الاحتلال وضباطاً مما يسمى بالإدارة المدنية، اقتحموا واد الرخيم وسلموا عائلتي إحسان وسعد شنران، إخطارات بهدم خيامهما".

وأوضح الجبور أن "كل خيمة من الخيام المهددة تؤوي نحو عشرة أشخاص، مما يعني أنهم سيصبحون بلا مأوى".

وتضم خربة الرخيم أكثر من أربعين خيمة، ويبلغ عدد سكانها قرابة 130 نسمة، تهددها قوات الاحتلال بالهدم والترحيل لمصلحة توسيع وبناء المستوطنات.

وفي السياق، أشار الجبور إلى أن "قوات الاحتلال قامت بتصوير مدرسة سوسيا الأساسية جنوبي الخليل، كي يتم ملاحقتها ومتابعتها من قبل الإدارة المدنية للاحتلال تمهيداً لإخطارها بالهدم في وقت لاحق".

وفي جنوبي نابلس، هددت قوات الاحتلال، بإغلاق مدرسة أساسية تقع على الشارع الرئيس لبلدة الساوية، مدعية تعرض مستوطن للرشق بالحجارة.

وقال مسؤول ملف الاستيطان، غسان دغلس، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال اقتحمت المدرسة، وشرعت بإطلاق القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع في مدرسة للأطفال، مما أدى إلى إصابة عشرات من الطلبة بحالات اختناق".

وأوضح دغلس أن "قوات الاحتلال هددت بإغلاق المدرسة في حال تكرر رشق مركبات المستوطنين بالحجارة بحسب ادعائها". وأشار إلى أن "هذا الأمر لا يمكن أن يحدث من أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً"، في حين ذكرت مصادر بأن المستوطن الذي ادعى أن مركبته تعرضت للرشق، قام بمهاجمة المدرسة برفقة الجيش الذي قام بملاحقة الطلبة أثناء انتهاء دوامهم المدرسي تحت تهديد السلاح.

في غضون ذلك، فشلت قوات الاحتلال، في اعتقال النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس"، أحمد الحاج علي (75 عاماً)، أثناء اقتحامها مدينة نابلس.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "قوات الاحتلال حاصرت مبنى في حي المعاجين في المدينة، واعتقدت وجود النائب الحاج علي فيها، وقامت بعمليات تفتيش ثم انسحبت ولم تتمكن من اعتقاله".
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت منذ ساعت الصباح الأولى 16 شاباً من مناطق متفرقة من الضفة الغربية واقتادتهم إلى جهة مجهولة، فيما أصابت شاباً أثناء اعتقاله.

وكشفت مصادر محلية أن "قوات الاحتلال اقتحمت حي رأس العين وشارعي أبو عبيدة والمأمون ومحيط المقبرة الغربية، وجمعية تعنى بشؤون المعاقين، وحضانة أطفال، في نابلس، وحاصرت مقر نادي سما الرياضي، لاعتقال الشاب، مصطفى أبو ريالة، الذي حاول الهرب، لكن قوات الاحتلال أصابته ونقلته إلى جهة مجهولة".

كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر القديم القريب من نابلس، واعتقلت شاباً من منزله، لم تعرف هويته بعد.

وشهدت نابلس مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال أسفرت عن إصابة الشاب، أمير قمحية، برصاصة في منطقة الصدر، نقل إثرها إلى مستشفى رفيديا، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

وفي مدينة جنين، اعتقلت قوات الاحتلال، الشقيقين علاء وأحمد يحيى، والشاب ماهر واكد، عقب اقتحامها لقرية العرقة غربي المدينة، في حين دهمت منزلي الشقيقين نزار وأحمد واكد وفتشتهما واستجوبت ساكنيهما.

كما اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان من جنين، أثناء محاولتهم الدخول إلى أراضي الداخل الفلسطيني بحثاً عن عمل.

وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب يزيد طه أثناء عودته إلى قريته دير أبو مشعل، على حاجز طيار أقامته قرب مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي قرية النبي صالح، في حين اعتقلت الشاب محمد برهوش، عقب اقتحام منزله، في قرية كفر اللّبد بمحافظة طولكرم.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال شهر آب/أغسطس الماضي، من مناطق الضفة الغربية والقدس 110 أطفال ما دون سن الثامنة عشرة، غالبيتهم من محافظة الخليل جنوبي الضفة.
وكشفت مسؤولة الإعلام في "نادي الأسير" أماني السراحنة في حديثها لـ"العربي الجديد" بأن "العدد الأكبر من الأطفال كان محافظة الخليل (50 طفلاً)، يليها محافظة القدس (20 طفلاً)، ثم محافظة رام الله (20 طفلاً)، ثم محافظة بيت لحم (10 أطفال)، وبقية المحافظات (10 أطفال).
وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها 250 طفلاً فلسطينياً دون سن الثامنة عشرة، من بينهم طفل من قطاع غزة، وسط انتهاكات لحقوق الأطفال والإهمال المتعمد بحقهم.

(شارك في التغطية: محمد عبد ربه،محمد عبيدات،نايف زيداني،محمود السعدي).

المساهمون