الإنتاج الغنائي: شركات موازية لـ"إمبراطوريات" غائبة

30 ديسمبر 2015
أحلام من روتانا إلى بلاتينوم (getty)
+ الخط -
قبل سنوات حاولت مجموعة MBC الدخول إلى عالم الإنتاج الغنائي، الشركة التي عرفت كيف تُوظف برامج المواهب العربية لصالحها، وتحرز تقدمًا كبيرا في هذا النوع من البرامج، قررت استثمار هذا النجاح، ومواكبة عدد من المواهب التي تخرجت من برامجها في النجاح والإنتاج، لذلك عمدت الى إنشاء "بلاتينوم ريكوردز" والتي ظهرت فجأة في محاولة منها لضبط السوق الفني والاستفادة المالية من بناء نجوم المستقبل وتوظيف هذا الاستثمار على صعيد الحفلات والمهرجانات التي تدر عائدات مالية كبيرة.

هذا في الشكل، أما في المضمون فلم تحرز "بلاتينوم ريكوردز" أي تقدم يذكر منذ سنوات، وكانت قد بدأت أعمالها العام 2010 وحاولت أن تراهن على تبنيها للمشتركين الأوائل في برنامج "أراب آيدول" لكنها فشلت في ذلك وكل ما قامت به كان مجرد تلميع صورة الهواة الذين فازوا في الموسم الأول من كارمن سليمان ودنيا بطمة التي اختارت الخروج من البوابة السعودية الجديدة والعمل مع شركة أنشأها زوجها محمد الترك لها خصيصًا.

إقرأ أيضاً:روتانا.. مزيد من تخفيض النفقات

في المقابل، جاء الموسم الثاني من "أراب آيدول" واحتفلت "بلاتينوم" بالنجاح الصاعق الذي حققه الفلسطيني محمد عساف ورأت أن من الضروري العمل على مثل هذه الموهبة الفنية، وذلك ما دعا الشركة الى إعادة هيكلة فعقدت في العام 2014 مؤتمرا صحافياً في أبو ظبي بمشاركة لا بأس بها من أشهر الملحنين والموزعين الشباب العرب للإعلان عن "بريسترويكا" والسياسة الجديدة، وشارك في المجموعة كمستشارين للشركة ميشال فاضل، وهادي شراره، ونزار فرنسيس، ومحمد رحيم، وأمير طعمه، وفايز السعيد، وفهد الناصر، وعلي الخوار.. سمّتهم الشركة نواة المؤسسة الفنية التي تعمل كمرجع موسيقي فني تحت مظلة "بلاتينوم ريكوردز".

وانضم رامي عياش إلى "بلاتينوم ريكوردز" رسمياً في الحفل نفسه، إلى جانب محمد عساف وزياد خوري وكارمن سليمان ودنيا بطمة وجميلة وحلا الترك، وفق ما أعلنت الشركة العام 2014. وأكثر من ذلك فقد تبنت الشركة تأسيس Platinum Independent Label كأول شركة عربية تنتج لفنانين عرب يقدمون أغنيات أجنبية..

وأعلن يومها تيمور مرمرشي، المدير العام لشركة "بلاتينوم ريكوردز"، عن استكمال المرحلة الأولى من عملية إعادة الهيكلة الداخلية للشركة، وتأسيس فريق "صنّاع الموسيقى في بلاتينوم"، كنواةٍ لمؤسسة فنية متكاملة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، تنضوي تحت مظلة "بلاتينوم ريكوردز" وتعمل كمرجع فني- موسيقي، إذ تضم نخبة من الأساتذة المختصّين في الشأن الموسيقي والأسماء الكبيرة ذات التاريخ الفني الناصع، وهم إلى اليوم: ميشال فاضل، وهادي شراره، ونزار فرنسيس من لبنان؛ ومحمد رحيم، وأمير طعيمه من مصر؛ وفايز السعيد، وفهد الناصر، وعلي الخوار من الخليج. وأوضح مرمرشي أن الباب ما زال مفتوحاً لضمّ المزيد من الأسماء والخبرات الموسيقية، مُبيّناً أن الأسماء الحالية هي بمثابة "أول الغيث".. وأنه "ليس ثمة حدود للعملية الإبداعي". 

 إقرأ أيضاً: أنغام في "أهي جت"... استعراض مستنسخ

وخلال حديثه عن الرؤية الاستراتيجية الجديدة للشركة، وأبرز الأهداف التي ستعمل على تحقيقها، أكد مرمرشي أن: "استراتيجية "بلاتينوم ريكوردز" خلال المرحلة المقبلة لا ترمي إلى جني الأرباح فحسب، بل تسعى إلى إضافة قيمة فنية حقيقية إلى قطاع صناعة الموسيقى، إلى جانب رفع معايير المنتَج الموسيقي في العالم العربي، والوصول إلى أفضل الممارسات في مجالَي المرئي والمسموع… كل ذلك إلى جانب أهداف أبعد تتمثل في نقل الموسيقى العربية إلى خارج حدود الوطن".

لم يُعمّر هذا الكلام كثيرا، بدا واضحًا في العام 2015 أن الشركة لم تعش أكثر من أشهر، ولم يكشف الفنان رامي عياش عن السبب وراء فسخه التعاقد مع بلاتينوم وهو اليوم سيذهب باتجاه شركة جديدة هي polaris لتقديم ألبومه المنتظر، ولم يبق من الشركة سوى أخبار تتناقلها عن إنتاجات ومواكبة حفلات الفنان محمد عساف على الرغم من تراجع نجوميته لأسباب كثيرة لم تحاول بلاتينوم تفاديها في تقريب عساف أكثر من الجمهور الذي عشقه من خلال الأعمال الفنية والأغنيات التي تختارها.

فيما بدا غامضاً التعاقد بين الشركة نفسها والفنانة أحلام التي أنتجت بداية العام الحالي ألبومها الغنائي "ابتحداك" وأسهمت إلى حد ما في الترويج له، لكن وفق مصادر شبه مؤكدة فإن أحلام لم تتلق من بلاتينوم ريكوردز ما كانت تتلقاه من شركات إنتاج أخرى واكتفت بتوزيع الألبوم وعائداته والحفلات التي لا تقبل أحلام مشاركة أحد بها. "العربي الجديد" حاولت الاتصال بالسيد تيمور مرمرشي لكننا لم نُفلح في ذلك، وذلك للوقوف حول ذهاب مشتركي ذا فويس، البرنامج الذي تملك حق بثه عربيا قناة mbc الشقيقة لبلاتينوم. والمفاجأة هذا العام في دخول المنتج جان ماري رياشي على الخط الخاص بالمواهب المتخرجة من برنامج "ذا فويس" وضمّها الى شركة إنتاجه عبر عقود وقعها مع Mbc وفق ما يراه مناسبا، وبالتالي عمدت Mbc إلى تسهيل مهمة رياشي في ذلك الاختيار وكأن الفعل لحماية هؤلاء المواهب بعد شهرتهم ونجاحهم لأسابيع على الهواء..


في السياق، فإن شركة "عالم الفن" المصرية التي يقودها المنتج محسن جابر عمدت أيضا إلى استقطاب مجموعة من المواهب التي شاركت في البرامج. المصرية صابرين النجيلي انضمت قبل أسبوع الى شركة "مازيكا عالم الفن" والتقت المنتج الذي وعدها قبل أشهر بدعمها والإنتاج لها.

أما باقي الفنانين فيعملون اليوم على الإنتاج الخاص خصوصا أن شركة "روتانا" أصبحت تنتج من خلال عائدات الفنان عبر عقود توقعها معه من خلال اتفاق مع شركة التسويق، على أن تسهم هي في الترويج للأعمال الغنائية عبر مواقعها وشاشات التلفزيون الخاصة بها.
كل ذلك سيأخذنا إلى شركات صغيرة قد تكون فاعلة أكثر من الشركات التي دفعت ثمنا لصراعات داخلية، لم تنعكس بالضرورة على الفنانين أنفسهم بل انعكست على سوق الإنتاج العربي ولم تفرق بين الغث والسمين.

إقرأ أيضاً:حفلات رأس السنة والأوضاع الأمنية
المساهمون