الإعلام الاميركي يتهرّب من كلمة "التعذيب"..و"فوكس نيوز" استثناء

الإعلام الاميركي يتهرّب من كلمة "التعذيب"..و"فوكس نيوز" استثناء

18 ابريل 2014
صحفيون في "غوانتنامو" يستمعون لمسؤول في مركز التعذيب (Getty)
+ الخط -
ثار الجدل في الأسابيع الأخيرة حول تقرير "لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ" عن الاستجوابات التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية في عهد إدارة بوش، وكانت قصة صحفية كبيرة لوسائل الإعلام الرئيسية. والقصة هي أن "سي آي إيه" تجسست على مساعدي مجلس السناتور الذين أعدوا التقرير.

ويقول جيم ميركسون في صحيفة "هافنينغتون بوست" ان الخبر غير الجديد، ان الميديا (الاميركية) لا تتوقف عن الرقص حول كلمة "التعذيب". ويربط ميركسون بين التوجه الاعلامي الذي بدأ منذ عشر سنوات في تحوير المصطلحات عندما يصل الامر لكلمات كان ينظر لها عالميا، انها تعني "التعذيب"، ثم توقفت مؤسسات الاعلام الكبرى عن استخدامها. على سبيل المثال، توقف استخدام مصطلح "التعذيب بالغرق" عندما بدأت إدارة بوش باستخدامه عمليا!
وبنظرة الى تغطية الصحف والتغطية التلفزيونية في الولايات المتحدة، يتبين أن العديد من وسائل الاعلام لا تزال مترددة في استخدام كلمة "التعذيب".

واستخدمت مجموعة نشر ماكلاتشي، التي سرّبت تقرير مجلس الشيوخ، توصيف "تقنيات استجواب قاسية"، حتى وهي تقدم وصفا بشعا لتلك التقنيات، التي من بينها محاكاة الغرق، أوضاع مجهدة: مثل الحرمان من النوم لمدة تصل إلى 11 يوما في إحدى المرات، الحبس في صندوق ضيق، صفع المعتقلين ودفعهم باتجاه الجدران.
ووضعت وكالة المخابرات المركزية المعتقلين في سجون سرّية اطلق عليها "الموقع الاسود" في بلدان مختلفة، وكذلك فعلت مع غيرهم من الذين اختطفوا وتمّ تسليمهم إلى حكومات أجنبية لاستجوابهم.

تهذيب التعذيب
ويعرض الكاتب نماذح من الأداء الاعلامي على هذا المستوى، عندما يتم تخفيف وقع المصطلحات "وتهذيبها الى كلمات مخففة".
على سبيل المثال أشارت "واشنطن بوست" إلى "وحشية"، "قاسية" و"تقنيات مبرحة". بينما ذكر مقال "نيويورك تايمز" مصطلح "أساليب وحشية." وكتبت "رويترز" عن "أساليب الاستجواب الوحشية التي يقول منتقدون انها تصل إلى حدّ التعذيب."
أما وكالة "اسوشييتد برس" فقد وصفت التقرير الواقع في مقالة واحدة بأنه "تقرير التعذيب،" على الرغم من أنها استخدمت في وقت لاحق مصطلح "تقنيات الاستجواب المعززة" بين علامتي اقتباس.

وقد راقبت خدمة "تي في آي" أداء التلفزيونات على مدى الاسبوعين الماضيين، ووجدت ما يدل على ان أخبار التلفزيون، مع بعض الاستثناءات، ترددت في استخدام مصطلح "التعذيب".
أما "سي بي اس" ومن خلال برنامجها "هذا الصباح"، فقد استخدمت مصطلح "أساليب الاستجواب القاسية."
من جهة اخرى فقد وجه مراسل "ان بي سي" سؤالا لديفيد غريغوري مستشار إدارة أوباما دان فايفر، عن "تقنيات الاستجواب الماضية".
والمدهش ان شبكة تلفزيونية كبيرة واحدة فقط بدت معها كلمة "التعذيب" أكثر قبولا، وهي "فوكس نيوز". اذ يمكن المشاهدبن في تلك القناة سماع المذيع شيب سميث يقول: "ان مصطلح "تقنيات الاستجواب المعززة" "يعني التعذيب في اللغة الإنجليزية".
ويمكن سماع المذيع شانون بريم، يقرأ الاخبار التي تقول "إن مجلس الشيوخ خلص إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية "عذبت المشتبه بهم وحصلت على القليل من الأدلة".

المساهمون