الإدمان على المخدرات القويّة يرفع حوادث السير في العالم

الإدمان على المخدرات القويّة يرفع حوادث السير في العالم

03 اغسطس 2014
نتيجة القيادة تحت تأثير المخدرات
+ الخط -

تشير العديد من الدراسات إلى أنّ المخدّرات تلعب دوراً رئيساً في ارتفاع نسبة حوادث السير القاتلة. إذ إنّ تعاطيها يؤثر على كيمياء مخ المتعاطي ويزيد الثقة الكاذبة بالنفس، التي غالباً ما تؤدي عند القيادة إلى تقدير خاطئ للأمور.

وفي السنوات الأخيرة أثّر انخفاض سعر الكوكايين من 150 يورو عام 1990 إلى 60 يورو اليوم، وفق الأرقام المنشورة من قِبَل "الرقابة الفرنسية للمخدرات والإدمان"، في تسهيل القدرة على شرائه وتعاطيه، فأصبح بمتناول جميع فئات المجتمع بعدما كان يقتصر على الميسورين.

وأدى الأمر إلى ارتفاع نسبة السائقين تحت تأثير المخدرات، وذلك على الرغم  من غياب التقييم الصحيح لأعداد الحوادث المميتة التي يخلّفها تعاطي الكحول أو هذه السّموم على أنواعها. ووصلت نسبة الحوادث جرّاء معاقرة  المواد المخدّرة، إلى 21% في عام 2013، وذلك وفق تقرير أصدرته "الرقابة الوطنية المشتركة لسلامة الطرق". إذ شكّلت الخمور نسبة 30% منها.

وفي عام 2012، تسبّب مدمنو المخدّرات من وراء عجلات القيادة بموت ما يوازي 531 شخصاً، أي بنسبة تجاوزت العام الذي قبله باثنين وثلاثين ضحيّة.

 ويشير التقرير، الصادر عام 2012 عن "الرقابة الوطنية"، إلى أنّ 38% من الحوادث القاتلة العائدة إلى الإدمان، غير مسجّلة. ويعود العجز في تقييم المعلومات إلى صعوبة التحاليل المتعلّقة بها.

وشرح البروفيسور كود جوت، مؤلّف كتاب "عنف الشارع"، باللغة الفرنسية، أنّ الفحوصات اللازمة للكشف عن متعاطي المخدرات طويلة ومكلفة، بينما يسهل الكشف عن مدمن الكحول.

كما تشير التحقيقات إلى أنّ هذه المعلومات في شأن ارتفاع كلفة اكتشاف متعاطي الكوكايين أو الماريجوانا غير صحيحة. إذ إنّ نفقة تحليل اللعاب في الشارع تبلغ 12 يورو، و في حال إيجابية الفحص تؤخذ عيّنة دم لتأكيد النتيجة الأولى. ولا تزيد نفقة هذه الفحوصات عن 450 يورو،  يتحمّل كلفتها السائق في حال ثبوت تعاطيه.

ووفق دراسة حول السّائق المدمن، تفيد تحقيقات "سام"، المموّلة من قِبَل وزارة الصحة بالتنسيق مع "الرقابة الفرنسية للمخدّرات والإدمان"، والتي تعتبر مصدر معلومات هام في هذا المجال، فإنّ تسعة أشخاص من أصل عشرة يتعاطون الماريجوانا.
ويعود تاريخ هذه الاختبارات إلى عام 2003، إذ إنّ العدد ارتفع خلال السنوات العشر الماضية.
ويخيّم الغموض على تقارير "الرقابة الوطنية"، لأنّها لا تقدم تفاصيل عن أنواع السموم المُستخدمة. ولذلك وجب اللجوء إلى المتخصصين للإجابة عن تفاوت آثار هذه المواد على جسم الإنسان.

ويفيد شارل ميرسييه ـ جويون، طبيب ورئيس "اللجنة الطبية لرابطة حماية الطرق"، بأنّنا نشهد، وبشكل ملحوظ، ارتفاع نسبة السائقين تحت تأثير الكوكايين، كما تختلف خطورة القيادة بين متعاطي الماريجوانا و مدمن الكوكايين. إذ تتضاعف إمكانية وقوع حادثة مميتة عند معاقرة الأولى وتزداد المجازفة بأرواح البشر، بقياس ثمان مرّات، عند استخدام المخدّر الثاني.

فما هو أثر الكوكايين على السائق؟

توهِم هذه المادة السّائق أنّه متحكّم بقيادة المركبة بشكل جيّد، وذلك بسبب أثرها عليه، فيزيد الإحساس بالنشاط والإثارة. وترتبط آثاره بالكميّات التي يتناولها كل فرد على حدة.
يستخدم سائقو المركبات الثقيلة الكوكايين لمساعدتهم على البقاء مستيقظين طوال الليل، وذلك بسبب ظروف مهنتهم التي تفرض عليهم القيادة لساعات طويلة. وفي أستراليا يعتبر الأمفيتامين (منبّه عصبي) والكوكايين الأكثر شيوعاً واستخداماً لدى هؤلاء.
وأكمل شارل، مستشهداً بطبيب من "سافوا هوت" (منطقة تقع في شرق فرنسا)، إذ قال إنّه في الماضي كنّا نواجه حالتين من حوادث تعود إلى تعاطي الكوكايين. أمّا اليوم فإنّنا أمام حالتين مماثلتين كلّ شهر. ودعا إلى إعادة النظر بما يتعلّق بمنح رُخص القيادة في هذه المدينة.
وأثبتت الدراسات، في الثلاثين سنة الأخيرة، أنّ الدول الغربية وأستراليا شهدت تزايداً ملموساً في تعاطي واستخدام المخدّرات.

دلالات

المساهمون