الأميركيون والأخبار الكاذبة: علاقة حبّ

الأميركيون والأخبار الكاذبة: علاقة حبّ

10 ديسمبر 2016
لا يزال الأميركيون يثقون بقنواتهم (بلومبرغ)
+ الخط -
أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع "باز فيد" الأميركي بالتعاون مع شركة "إيبسوس" أنّ أغلب الأميركيين يُصدّقون الأخبار الكاذبة عندما يقرأونها. وأوضحت الدراسة أنّ 75 بالمئة من البالغين الأميركيين كانوا يألفون أخبارًا كاذبة واعتبروها صادقة.
ويُعتبر هذا الاستطلاع الأول من نوعه الذي يُجرى على شريحة واسعة من الأشخاص، حول معضلة الأخبار المفبركة والكاذبة التي شغلت العالم خلال الشهر الماضي، خصوصاً مع اتهام موقع "فيسبوك" بالتسبب من خلالها بقلب نتائج الانتخابات الأميركيّة، وصولاً إلى مهاجمة مسلّح مطعم بيتزا في واشنطن "لينقذ أطفالاً يتعرضون لاستغلال جنسي فيه"، بعدما قرأ الخبر الكاذب على الإنترنت.
ومن شأن هذا الاستطلاع أن يقضي على احتمالات النجاح لاستطلاعات "فيسبوك"، إذ اعتمد من خلالها على رأي الجمهور في تصنيف الأخبار، المضلّلة منها والحقيقيّة. إذ يُشير الاستطلاع إلى أنّ المستخدمين الأميركيين لا يستطيعون تصنيف الأخبار التي يقرأونها على مواقع التواصل، كما أنّهم يميلون إلى تصديق الأخبار الكاذبة، حتى وإن لم تكُن تتوافق مع أيديولوجيّتهم السياسيّة.
وشمل الاستطلاع الإلكتروني 3,015 بالغاً في الولايات المتحدة، من 28 نوفمبر/تشرين الثاني، وحتى الأول من ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وسُئل المشاركون عن 6 عناوين إخبارية متعلقة بالانتخابات، ثلاثة منها حقيقية، وثلاثة كاذبة. وهذه العناوين الستة تمّ اختيارها من لائحة من 11 عنواناً تفاعل معها المستخدمون على "فيسبوك" بكثافة خلال الانتخابات، تبيّن لاحقاً أنّ 5 منها كاذبة و6 حقيقية. كما طُلب من المشاركين تقييم الأخبار تحت خانات "صادقة جداً"، "صادقة نسبياً"، "ليست صادقة كثيراً"، و"ليست صادقة أبداً".
وحصدت الأخبار الحقيقية نسبة أعلى من التصنيف الجيّد على حساب الأخبار الكاذبة، فصنّف 2619 شخصاً الأخبار الحقيقية على أنها صادقة، أي ما نسبته 83 بالمئة، بينما صنّف 1516 شخصاً أخباراً مفبركة قرأوا عنها في السابق كـ"صادقة جداً" و"صادقة نسبياً". وبين المشاركين، حوالى 33 بالمئة أكّدوا قراءة واحد من الأخبار الكاذبة خلال الانتخابات، بينما 57 بالمئة أكدوا قراءة واحد من الأخبار الحقيقيّة المندرجة في الاستطلاع.
بينما كشف استطلاع أميركي آخر أن الأميركين ما زالوا يثقون في شبكاتهم التلفزيونية المحلية. وجاءت شبكة "إي بي سي" في صدارة الترتيب بين المؤسسات التي يراها الأميركيون موثوقة، فيما احتلت مؤسسات تدعم ترامب المرتبة الأخيرة. أما شبكة مثل "سي إن إن" فلم تكن ضمن المراتب المتقدمة بدورها.
ونشر موقع "بيزنيس إنسايدر" نتائج دراسة أعدتها مؤسسة الاستطلاعات عبر الإنترنت، مورنينغ كونسيلت. وجاء فيها أن 67 في المئة اعتبروا مؤسسة "إي بي سي" شبكة "موثوقة" أو "موثوقة جدا".
ولم تحتل شبكة "سي إن إن" المراتب الأولى. فقد تقدمتها كل من شبكات "إي بي سي" و"سي بي إس " و"إن بي سي". بينما سبقت كلاً من "فوكس" و"إم إس إن بي سي".
هذا واحتلت صحيفة "وول ستريت جورنال" المرتبة الأولى بين الصحف الورقية من حيث المصداقية في نظر المستجوبين.
أما وسائل الإعلام الداعمة لترامب فجاءت جميعها في المراتب الأخيرة. ففي ذيل القائمة استقرت كل من "أنفو وورز" و"برايتبارت"، في نفس المرتبة مع موقع "ذا أونيون"، موقع الأخبار الكاذبة الساخر.
و "برايتبارت" موقع يديره المسؤول في حملة ترامب، ستيف بانون، وعرف ببثه لأخبار داعمة لترامب خلال الحملة الانتخابية. أما "أنفو وورز" فيديره الإعلامي المثير للجدل، أليكس جونز، الملقب بـ"عكاشة أميركا". والذي يعرض عبر برنامجه الإذاعي أخباراً محملة بنظريات المؤامرة، كما بث موقعه أخباراً تدعم ترامب طوال الحملة.
وشمل الإحصاء 1605 مستجوبين بين الأول والثاني من ديسمبر/كانون الأول. مع هامش خطأ من نقطتين.
وجاء في تفاصيل نتائج الإحصاء احتلال شبكة "إي بي سي" المرتبة الأولى بـ 67 في المئة ممن يرونها موثوقة، تلتها "سي بي إس" و "إن بي سي" بنسبة 65 في المئة، ثم صحيفة "وول ستريت جورنال" بـ 64 في المئة من الواثقين بمصداقيتها، ثم "نيويورك تايمز" بنسبة 63 في المئة، ثم "سي إن إن" بنسبة 60 في المئة.
بينما حصلت "فوكس" و"ام اس ان بي سي " على نسبة 55 في المئة من الواثقين بها، تلتها "ذا هافينغتون بوست" بنسبة 46 في المئة. ثم "برايتبارت" بنسبة لم تتعدَّ 19 في المئة ثم "ذا أونيون" بنسبة 18 في المئة وفي آخر الترتيب جاءت "أنفو ورز" بنسبة لم تزد عن 17 في المئة.
هذا ونفى 42 في المئة من المستجوبين علمهم بوجود موقع يدعى "برايتبارت" و بينما كان "أنفو وورز" مجهولاً من نصفهم.