كشفت المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء أنها تضع خططاً لوجستيّة تحسباً لنزوح كل سكان بلدة كوباني (عين العرب) الكرديّة في سورية، وعددهم 400 ألف، إلى تركيا هرباً من تقدّم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش). وكانت تركيا قد استقبلت خلال أيام، 138 ألف لاجئ سوري. وهذا يعادل ما استقبلته أوروبا خلال ثلاث سنوات من عمر الأزمة السوريّة.
وقالت المتحدثة باسم المفوضيّة، ميليسا فليمينغ، في مؤتمر صحافي عقدته في مدينة جنيف السويسريّة، "نستعدّ لفرار كل السكان إلى تركيا. كل شيء وارد وعدد سكان كوباني 400 ألف نسمة". أضافت "لا نعرف إن كان كل السكان سيفرّون. لكننا نستعدّ لهذا الاحتمال".
وأوضحت أنه من المقرّر وصول الإمدادات الأولى التي تكفي 200 ألف شخص إلى مطار أضنة التركي انطلاقاً من الأردن، الأربعاء، على أن تعقبه ثلاث رحلات جويّة في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
من جهته، قال المتحدث باسم المفوضيّة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، روبرت كولفيل، إن "قلقنا الأكبر هو أن تسقط كوباني بأكملها". وكان مكتب حقوق الإنسان قد تلقّى تقاريراً عن مائة قرية أخرى هجرها سكانها، خوفاً من سقوطها في أيدي المقاتلين المتشدّدين. أضاف أن "داعش" سيطر على موارد المياه التي تغذّي المدينة.
وأوضح كولفيل أن منطقة كوباني التي تضمّ نحو 440 قرية، تستضيف أيضاً ما بين 200 و400 ألف نازح سوري فرّوا من مناطق أخرى من البلاد، منها الرقّة وحلب وحمص.
تجدر الإشارة إلى أن التنظيم كان قد شنَّ هجوماً مباغتاً على القرى المحيطة بكوباني، في 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، وتمكّن من السيطرة على جميع القرى المحيطة بها، وفرض حصاراً على المدينة من الجهات الأربع، مع تراجع قوات الأسايش (الكرديّة) وانسحابها. وتسبّب ذلك في نزوح جُلّ سكان ناحية كوباني.
ولفتت فليمينغ إلى أن السلطات التركيّة تتحقّق من السوريّين الذين يصلون حدودها، للتأكد من انهم ليسوا مقاتلين وذلك "للمحافظة على السمة المدنيّة للجوء". أضافت أن الأطفال السوريّين الصغار يخضعون لفحوص طبيّة ويزوّدوا بلقاحات خاصة بالحصبة وشلل الأطفال.
ودعت فليمينغ، إلى تقديم العون للحكومة التركيّة ودول الجوار الأخرى التي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري. ولفتت إلى أن تركيا تستقبل مليوناً ونصف مليون لاجئ سوري، 800 ألف منهم مسجلون لدى المفوضيّة. وقالت: "شاهدنا هذا الصباح طوابير طويلة من السوريّين الفارين من هجمات داعش الإرهابيّة، ينتظرون عند المعابر من أجل الدخول إلى تركيا".