الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في جنوب السودان

15 ديسمبر 2014
تفاقم الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان (GETTY)
+ الخط -

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد بن الحسين، من وجود ما وصفها "مؤشرات مثيرة للقلق العميق من أن القتال سوف يشتد الآن في دولة جنوب السودان، وسط الوضع المروع والظروف المعيشية البائسة التي يعاني منها المدنيون هناك منذ عام"، مطالبا طرفي الصراع بتجنيب البلاد "كارثة إنسانية جديدة".

وأضاف الحسين في بيان صادر عن مكتبه من مقر مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية، بمناسبة الذكرى السنوى الأولى لاندلاع أعمال العنف في دولة جنوب السودان أن "حصيلة عام من الحرب في دولة جنوب السودان خلفت ضحايا عمليات قتل مستهدف ونهب وعنف متصاعدة، جعلت سكان جنوب السودان يعيشون في برميل بارود".

وأوضح أن "الأجواء في دولة جنوب السودان مشحونة بحضور كمية كبيرة من الأسلحة وقيام طرفي النزاع بتجنيد مقاتلين قسريا ومن بينهم أيضا أطفال، فضلا عن لغة خطابة ملهبة للمشاعر ترتفع وسط اشتباكات متقطعة ومدنيين مشردين فقدوا كل ما لديهم".

وأشار إلى أن "تقارير منظمات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة، رصدت خلال عام واحد فرار نصف مليون جنوب سوداني إلى دول الجوار وتشريد نحو 1.4 مليون نسمة داخل دولة جنوب السودان، وبقاء نحو 97 ألف نسمة في حماية رعاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس)".

ووصف الحسين، وهو أمير من الأسرة الهاشمية وكان سفيرا للأردن في الأمم المتحدة بنيويورك، حالة اللاجئين والمشردين بأنها "مفعمة باليأس بسبب ظروف المعيشة الفظيعة والخوف الدائم من العنف وتبعاته، فضلا عن نقص الخدمات بما في ذلك تعليم الصغار".

ويتوقع المفوض السامي "صعوبات ستواجه اللاجئين والمشردين في العودة إلى حياتهم الطبيعية، إذ فقد الكثيرون منهم بيوتهم وموارد رزقهم".

وطالب المفوض السامي طرفي النزاع بضرورة وضع المسائلة وإحقاق العدالة كأولويات يجب تطبيقها في احقاق السلام، ولا سيما بعد أن برزت "الطبيعة الوقحة" لانتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال هذا الصراع.

وحذر من أن "الإفلات من العقاب قد يشجع على ارتكاب مزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، إذ يجب أن تصبح العدالة والمساءلة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان عنصرا أساسيا في أية خطة سلام، إذا أريد للسلام أن يكون مستداما".

كما شدد المفوض السامي على "دور طرفي النزاع في ضرورة تجنيب دولة جنوب السودان كارثة إنسانية جديدة، والتي يمكن تلافيها بضبط النفس والدخول في مسار تفاوضي هادف يعدل على استعادة الهدوء، وتجنيب المدنيين تحمل هذا الثمن الباهظ للصراع".

ومنذ 15 ديسمبر/كانون الأول 2013، تشهد جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية، التابعة للرئيس سلفاكير ميارديت، ومعارضة مسلحة يقودها النائب السابق للرئيس، ريك مشار، ولم تفلح مفاوضات أطلقت في أديس أبابا في يناير/كانون الثاني الماضي، واتفاق لوقف إطلاق النار وقعه الطرفان في مايو/أيار الماضي، في وضع نهاية للصراع حتى اليوم.