الأغنية الشعبية في لبنان مقياس للنجاح

09 سبتمبر 2017
ملحم زين (العربي الجديد)
+ الخط -
يودع الصيف أيامه الأخيرة، ولبنان ما زال يستقطب مجموعة من الحفلات والمهرجانات التي وصلت إلى أكثر من مئة مهرجان خلال الشهرين الماضيين.
الواضح أن الأغنية الشعبية كان لها حيز هام في اهتمام الجمهور اللبناني، وربح وائل كفوري، وملحم زين، وناصيف زيتون، المنافسة، من خلال الأرقام التي بينت مدى تفاعل وحضور الجمهور لهذه الحفلات. فأحيا وائل كفوري أكثر من 12 حفلاً توزعت بين المحافظات اللبنانية، وتابع السوري ناصيف زيتون نجاحه هذه السنة، من خلال مجموعة حفلات شارك فيها، ساهمت في تقدمه الواضح أمام منافسيه من مغني سورية المتواجدين في لبنان، وكذلك فعل ملحم زين الذي لم يتأثر بحادث السير الذي تعرض له وواصل الغناء رغم إصابته.

بدا واضحاً أن جمهور مهرجانات هذا الصيف، هو من الجيل الشاب، الذي شارك بتفاعل ملحوظ مع مغنّي اللون الشعبي، فكان يردد الأغنيات ويطالب بالمزيد. وازدحمت المدرجات بالفئات العمرية ما دون الثلاثين التي أظهرت تعلق هذا الجيل بنمط الغناء اللبناني البسيط، الذي تكرس في السنوات الأخيرة، وجعل عدداً من المغنين يتجهون نحو هذا الخط، بعد اعتزال الفنان فضل شاكر تحديداً وغياب هذا اللون. وجاءت محاولة وائل كفوري، وملحم زين تحديداً للتعاون مع شعراء وملحنين أسهموا في نجاح فضل شاكر في سنوات سبقت اعتزاله ومنهم بلال الزين، وهشام بولس، ومنير بوعساف، وسليم سلامة
ابتعد المغنون، عن الغناء الفلكلوري الذي كان مسيطراً لسنوات، واستعاضوا عنه بأغنيات خاصة لا تتجاوز الخمس دقائق كانت أقرب إلى الناس.

كسر ناصيف زيتون، مقولة غياب "نجم" سوري، وأظهر حرفية عالية في اختيار أغنياته، ومشاركته في أبرز المهرجانات الفنية التي أقيمت في لبنان وبعض الدول العربية، وهو ما بدا واضحاً من خلال التفاعل التونسي في مهرجان قرطاج مع زيتون وخطه الغنائي
لا يساوم ملحم زين على فنّه، ولا على لونه الغنائي، بهذه الكلمات تحدث صاحب "غيبي يا شمس" لـ"العربي الجديد" بعد ليلة وصفت بالمجنونة في "مهرجان الأضحى" غنى فيها لمدة ساعتين وأثار فيها إعجاب الحاضرين الذين تفاعلوا معه بطريقة لافتة.
قبل شهرين أصدر ملحم زين ألبومه الغنائي الجديد "الجرح الي بعدو". للمرة الأولى يتعامل زين مع شركة بلاتينوم، ورغم ضعف الشركة السعودية لجهة تسويق الألبوم، قطف زين نجاح عدد من أغنياته الجديدة، وطالبه الجمهور في مهرجانات الصيف بإنشادها. يؤكد ملحم زين في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه يعمل وفق إحساسه بالكلمات والألحان على الأغنيات التي يختارها، وهي أغنيات تحمل نكهة الطرب بقالب شعبي لبناني، "لا أساوم على التوزيع الموسيقي الذي يُمكن الأغنية من جذب الناس، وأحافظ على كلمات بسيطة، تحكي لغة الشارع، واهتمام الشباب، بعض المفردات التي ترد في الأغاني يرددها الناس بشكل عفوي، لكنني أضعها في قالب يليق بالمستمع ولا ينال منه أو يصل إلى حدود الابتذال".

لا يعترف ملحم زين بأن هناك أزمة إنتاج عربية. الناس برأيه تتجه إلى الإنترنت والمنصّات وهذا أصبح "إضافة" جيدة لما نقدم وما نريد أن يصل إلى الناس، لكنه في المقابل يعترف بأنه كسول في التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي مع معجبيه لقلة الوقت.

المساهمون