الأسبوع العالمي للصمّ.. "غزة نموذجاً"

22 سبتمبر 2014
يوجد نحو 10مليون أصم في العالم العربي (من الملتقى)
+ الخط -

نريد المساواة مع الآخرين، بهذه العبارة لخّص عصام "35 عاماً من لبنان" المعاناة التي يعيشها نحو 10 ملايين أصم في العالم العربي، خلف جدران الصمت والإهمال والتهميش والانتقاص من الحقوق.

مطالبة عصام، أو إن شئت صرخته، جاءت أمام ملتقى الصمّ الذي أقامته شبكة الجزيرة بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية بالدوحة، اليوم الإثنين، بمناسبة الاحتفال بالأسبوع العالمي للصم 22—28 سبتمبر/أيلول، والذي بحث "واقع وتحديات الصم في العالم العربي.. غزة نموذجا" بمشاركة خبراء وباحثين ومترجمين في لغة الإشارة، وغاب عنه الصم في قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي وإغلاق معبر رفح.

وبدأ الملتقى بداية غير تقليديّة من خلال عرضه للفيلم الوثائقي "أقوى من الكلام" ضمن حلقة من حلقات برنامج "فلسطين تحت المجهر" الذي تنتجه قناة الجزيرة، ويشرح معاناة الصم في قطاع غزة اللذين يبلغ تعدداهم نحو 20 ألف شخص يعيشون تحت الحصار وتحت الاحتلال ونقص الخدمات، وفي مواجهة الحروب وآخرها حرب صيف 2014.

وكشفت دراسة لخبير لغة الإشارة، الدكتور سمير سمرين، أجراها صيف 2013 في 17 دولة عربية على واقع الصم في العالم العربي، عن أوضاع مزرية ومؤلمة لهذه الفئة من المجتمع في غالبية الدولة العربية، حيث يعيشون بلا حقوق تقريباً، أو أن حقوقهم التي تضمنها بعض التشريعات والقوانين العربية غير مفعلة و"حبر على ورق" حسب سمرين. 

وقال الدكتور سمرين لـ العربي الجديد"، إن ملايين الصمّ في العالم العربي يعانون من ضعف مستوى التعليم، وبالتالي قلة فرص العمل أو حتى انعدامها، فضلاً عن صعوبة التواصل مع المجتمع، وهو ما يخلق مشاكل لدى الصم من بينها العزلة والانطواء.

وبشأن غزة قال إن الحروب والحصار الذي يتعرض له القطاع يفاقم من معاناة الصمّ، خصوصا مع انقطاع الكهرباء، مما يتسبب في عدم قدرتهم على التواصل بواسطة لغة الإشارة ليلاً مع محيطهم.

وعرضت ندوة واقع الصم في قطاع غزة، جانباً من محاولات كسر الحصار على غزة، حيث استضافت الدكتور بول لاوردي، أحد مؤسسيي حركة "غزة الحرة" وهي الحركة التي سيّرت أول سفينتين لكسر الحصار عن غزة عام 2008، حيث عرض تجربته، مطالباً شعوب العالم بالضغط على حكوماتها لمنع استقبال السفن الإسرائيلية في جميع موانئ العالم رداً على الحصار الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأعلنت مؤسّسات ومنظمات غير حكومية، خلال المنتدى عن عدة مبادرات لمساعدة الصم في غزة، منها إعادة بناء عدد من منازل الصم التي دمرها الاحتلال في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، بالإضافة لإيجاد برامج تدريب وتأهيل للكوادر العاملة في مجالات الصم، ودعم مؤسسات الصم في القطاع مالياً، ودعم برامج تطوير لغة الإشارة.

وكان من ضمن المبادرات مساعدة أحد الصم ممن كان يعمل سائقاً على سيارة أجرة في غزة ودمرها الاحتلال بشراء سيارة أجرة جديدة له، وقد ظهر سائق الأجرة في الفيلم الوثائقي الذي أنتجته قناة الجزيرة.

وكان مدير موقع الجزيرة نت، محمد المختار خليل، ومدير معهد قطر للحوسبة، مجد عبار، قد كشفا خلال الملتقى عن التوجه لدى شبكة الجزيرة لإدخال خدمة "تحويل المنطوق إلى مقروء" في برامج القناة، في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، حيث ستبدأ في بعض البرامج المسجلة، بعد أن كان الموقع الإلكتروني "الجزيرة نت" قد بدأ هذه الخدمة في الأشهر الماضية، حيث يقوم زائر الموقع عند مشاهدته لفيديوهات قناة الجزيرة بالضغط على زر أسفل الشاشة، ليظهر عندها الحديث المنطوق على شكل نص مكتوب.

وهذه الخدمة مفيدة للصم ولضعاف السمع الذين يواجهون مشكلة في السماع بوضوح، وبإمكانهم بهذه الطريقة متابعة القناة دون الحاجة إلى وجود مترجم إشارة.

وقال مجد العبار، لـ"العربي الجديد"، إن معهد قطر للحوسبة بالتعاون مع شبكة الجزيرة قد وفر منذ انطلاق المشروع 1500 ساعة فيديو للخدمة الجديدة، منها 360 ساعة منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي وحتى اليوم. وبلغت تكلفة البرنامج الجديد التقديرية نحو مليون دولار أمريكي، وتحتاج قناة الجزيرة عاماً كاملاً على الأقل، حتى تستطيع تحويل المنطوق إلى مكتوب في البرامج ونشرات الأخبار المباشرة.