الأردن يكشف عن "كنز هرقل": جهاز تجسس إسرائيلي قديم

30 سبتمبر 2014
فجّرت القوات المسلّحة الأردنية الجهاز (صلاح ملكاوي/الأناضول)
+ الخط -
استنجدت الحكومة الأردنية، اليوم الثلاثاء، برئيس هيئة الأركان، الفريق الركن مشعل محمد الزبن، لدحض شائعات العثور على كميات طائلة من الذهب في محافظة عجلون، شمالي البلاد، التي تحول إلى أسطورة شعبية، حملت عنوان "كنز هرقل".

وعلى غير العادة ظهر الزبن في مؤتمر صحافي، في دار الرئاسة، إلى جوار رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، ووزير الداخلية حسين المجالي، ليكشف ما وصفه "أسراراً عسكرية"، تمت في الموقع الذي أثيرت حوله شائعات العثور على "الكنز".

وحسب الزبن، فإن العمليات الميدانية التي حصلت في المنطقة، يوم الخميس 18 سبتمبر/ أيلول، كانت عبارة عن تدمير جهاز رصد وتجسس إسرائيلي، زرعته الأخيرة عام 1969 للتجسس على المنطقة العسكرية الشمالية (الفرقة الثانية سابقاً).

ولفت الزبن إلى أن "الجهاز محمي بزراعة كميات من المتفجرات، صعب تقدير تأثير تفجيرها إن تمّت بالطرق العادية، خصوصاً وأنها تقع على مقربة من جامعة عجلون ومناطق سكنية".

وتابع "ألزمت القوات المسلّحة الجانب الإسرائيلي بتنفيذ العمل، تحت إشرافها، بما يضمن سلامة المواطنين في المنطقة وعدم وقوع أضرار في المباني التي تخصّ الجامعة والبيوت القريبة". وأضاف أن "القوات المسلّحة تعاملت مع الموقع بعد ساعات الدوام الرسمي، وأثناء عطلة نهاية الأسبوع".

وأكد أن "الجانب الإسرائيلي أحضر كافة المعدات المطلوبة، لضمان أقصى درجات الأمان، والتي شملت معدات فنية وإلكترونية وحواجز إسمنتية، وشبك امتصاص عصف التفجيرات، وألبسة واقية للشظايا، وطاقم خبراء مختصين بمثل هذه التفجيرات وآلية حفر خاصة".

وأشار الزين إلى أن "العملية استغرقت ساعات عدة، وأُجريت التفجيرات في ساعة متأخرة من الليل، وانتهت دون حدوث تأثيرات جانبية لتفجير الموقع وتدمير الأجهزة".
وعرض الجهاز المدمّر، وهو واحد من ست أجهزة تمّ اكتشافها في أعقاب انفجار مفاجئ وقع في 4 فبراير/ شباط 2013، على طريق الخالدية ـ المفرق، شمال شرق عمّان. وأشار إلى أنه "عند الكشف على موقع الانفجار، تبيّن أنه ناتج عن مادة متفجرة (تنفجر عند تحريكها أو نزعها)، مربوطة على أجهزة رصد وتجسس إسرائيلية مزروعة منذ نهاية ستينيات القرن الماضي".

وقال إنه "بالمسح الميداني الشامل الذي نفّذته القوات المسلحة تبيّن وجود خمسة مواقع تم زرع أجهزة مماثلة فيها، وهي المعلومات التي تطابقت مع المعلومات التي تم الحصول عليها من قبل الجانب الإسرائيلي، وأحد تلك الأجهزة كان موجوداً على خط عمّان ـ بغداد".

وشدد الزبن على أن "القوات المسلحة تكفلت بتدمير أربعة أجهزة، فيما استعانت بالجانب الإسرائيلي لتدمير جهازين، ومنهما الذي كان في عجلون". وأكد أن "جميع الأجهزة لا تعمل منذ 30 عاماً على أقل تقدير، بسبب نفاذ بطاريتها الزئبقية". وعرض الزبن خلال المؤتمر صوراً لعملية تفجير الجهاز، وما رافقها من إجراءات.

وردّ الزبن على أسئلة الصحافيين، مؤكداً قدرة القوات المسلحة على حماية الحدود المملكة والدفاع عن الأمن الوطني، في إشارة إلى أخطار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وأردف "أثبت سلاح الجو أن لديه القدرة والكفاءة للوصول إلى أي مكان يهدد أمن الأردن ضمن حدود الشرق الأوسط".

ويشار إلى أن "أسطورة الكنز" التي ظهرت إثر إغلاق القوات المسلحة طريق عجلون من دون سابق انذار، مدةً تقارب الـ17 ساعة، قد شغلت الرأي العام الأردني، الذي شكّك بالرواية الرسمية التي تحدثت عن القيام بأعمال عسكرية في المنطقة لم تحدد في حينها.

واتهم مجلس النواب الأردني وعموم الشعب الأردني، الحكومة بالكذب، وطالبوها بالكشف عن حقيقة الكنز الذي اتهموا القصر، في إشارة إلى العائلة المالكة، بالاستيلاء عليه.
وأقرّ النسور خلال المؤتمر بأن حكومته أخطأت عندما تأخرت في قول الحقيقة للشعب، مدافعاً عن الملك الذي طالته تهمة الاستيلاء على الكنز المزعوم، قائلاً "رموز هذا البلد تأتي بالمال للبلد، ولا تأخذه إلى خارج البلد".

دلالات