الأردن: نقابة المعلمين تدعو الطلاب للإضراب في مستهل الموسم

دعا نقيب المعلمين الأردنيين، حسام المشة، اليوم السبت، أولياء أمور الطلاب إلى عدم إرسال أبنائهم إلى المدراس، يوم غد (الأحد)، أول أيام الدوام المدرسي، تجاوباً مع إضراب المعلمين الذي بدأته النقابة اعتباراً من الأحد الماضي، للمطالبة بتحسين أوضاع المعلمين وتأمين الحماية لهم.

وحمل النقيب، خلال مؤتمر صحافي، الحكومة المسؤولية الكاملة عن الإضراب، نتيجة عدم تجاوبها مع مطالب المعلمين، التي مضى على إعلانها أكثر من ثمانية شهور.

ووضعت النقابة ستة مطالب، رهنت العودة عن الاضراب بتحقيقها كاملة، وهي تعديل نظام الخدمة المدني، وتحسين خدمات التأمين الصحي، وإحالة صندوق ضمان التربية لمكافحة الفساد، وإصدار تشريعات رادعة تعالج ظاهرة الاعتداء على المعلمين، وإقرار علاوة الطبشورة، وإقرار نظام المؤسسات التعليمية الخاصة.

وكانت النقابة بدأت الإضراب قبل أسبوع من دوام الطلاب لإتاحة الفرصة أمام الحكومة للوصول إلى اتفاق معها ينهي الإضراب، قبل دوام الطلاب المقرر غداً.

وشدد المشة على أن الإضراب كان الخيار الأخير أمام النقابة بعد إغلاق جميع أبوب الحوار مع الحكومة التي رفضت جميع وساطات إنهاء الاضراب، وتحقيق مطالب المعلمين.

وخاضت النقابة على مدار الأسبوع الماضي حوارات مع لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب الأردني للوصول إلى اتفاق ينهي الإضراب، لكنها حوارات منيت بالفشل، بعدما أعلنت الحكومة بشكل رسمي عدم قبولها مسودة الاتفاق التي تم التوصل إليه.

وقال رئيس لجنة التربية في مجلس النواب الأردني، النائب محمد القطاطشة، لـ"العربي الجديد": إن وزارة التربية والتعليم أبلغته برفض الحكومة مسودة الاتفاق، خاصة الشق المتعلق بالعلاوة المالية التي يطالب بها المعلمون.

وتوصل النواب مع النقابة إلى اتفاق على تنفيذ خمسة مطالب خلال مدة أقصاها عام واحد، على أن يتم إرجاء الشق المالي المتعلق بإقرار علاوة الطبشور، ليبدأ العمل على تنفيذه مطلع عام 2016، وضمن جدول زمني يمتد إلى ثلاث سنوات.

وبررت الحكومة على لسان وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات رفض إقرار العلاوة بالأوضاع المالية الصعبة التي تعانيها موازنة الدولة، والتي تحول دون منح أي موظف زيادة مالية.
ويحصل المعلمون على علاوة 100 في المائة على رواتبهم الأساسية، ويطالبون برفعها إلى 150 في المائة، بكلفة تقديرية تبلغ 90 مليون دينار أردني (نحو 127 مليون دولار).

وكان رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، دعا النقابة إلى فض الإضراب حتى لا يكون الطالب ضحية، مشيراً إلى أن الإضراب يأتي تنفيذاً لأجندات حزبية وليست نقابية، على حد تعبيره. ويشار إلى أن حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، يسيطر على مجلس النقابة بعد فوزه بغالبية مقاعدها خلال الانتخابات التي جرت مطلع العام الجاري.

وحذر نقيب المعلمين من التجيش الذي تمارسه أجهزة الدولة بهدف إفشال الإضراب، كما حذر وزارة التربية والتعليم من اللجوء إلى فرض عقوبات على المعلمين المشاركين في الإضراب.