اعترافات أسوأ مغتصب أطفال في تاريخ بريطانيا... تنكّر بـ"الإيمان" وارتكب 91 جريمة

25 سبتمبر 2017
المنحرف البريطاني ريتشارد هاكل (فيسبوك)
+ الخط -
ظهرت اعترافات أفظع معتدٍ ومغتصب للأطفال والرضع في تاريخ بريطانيا إلى العلن، وتفاصيل أفعاله التي ارتكبها على مدى سنوات في ماليزيا والهند وكمبوديا وأخيراً في بريطانيا، عبر وثائقي بثته "بي بي سي"، اليوم الإثنين، مدته 59 دقيقة.

اعترافات المعتدي المنحرف ريتشارد هاكل (31 عاماً)، المحكوم بالسجن في بريطانيا 22 مؤبداً، والتي كتبها بفخر وتباهٍ عن جرائمه الجنسية، كشفت عن اعتداءاته على عشرات المراهقين والأطفال والرضع في شرق آسيا، إذ بلغ عمر أصغر ضحاياه ستة أشهر، وعن جرائم لم يكشف عنها سابقاً خلال التحقيق معه، بعد إلقاء القبض عليه في بريطانيا عام 2016.

منذ عام 2006 وحتى عام 2014، تسعة أعوام قضاها متنقلاً في أكثر من دولة آسيوية، ومارس خلالها انحرافه من دون أن يتعرض للشبهة أو المساءلة، مستخدماً عامل الإيمان والتعريف عن نفسه بأنه مسيحي ملتزم. كان يتقرّب من رجال الدين في الأديرة ودور الأيتام ليصل من خلالهم إلى الأطفال في المناطق الفقيرة والمهمشة، التي ارتكب فيها مئات الجرائم، ونشر عشرات آلاف الصور على الإنترنت، إذ وجدت الشرطة البريطانية على حاسوبه الشخصي 20253 صورة "غير لائقة".

وكان هاكل يبيع الصور والفيديوهات للحصول على المال، ومنها صور لفتاة استمر بالاعتداء عليها ثلاث سنوات، و249 صورة لفتاة رضيعة وإلى جانبها زجاجة الحليب.

وأعرب خبراء بريطانيون عن سلامة الأطفال عن اعتقادهم أن جرائم هاكل الجنسية لا تنحصر في دول آسيوية فقط، وإنما ارتكب اعتداءات في بريطانيا أيضاً. إذ ورد في المذكرات عن عمله في مدرسة الأحد البريطانية أنه تعرف إلى القس فيها، وبقي إلى جانبه من أجل التعرف على الفتيان. وقال "حصلت على قبلة من فتاة صغيرة"، ووصف نظرة الأطفال إليه بأنهم اعتبروه "الرفيق الكبير".



سجن ريتشارد هاكل (31 عاماً) في عام 2016، بعد أن وجهت إليه 91 تهمة، اعترف بـ 71 منها، وأدانته محكمة "أولد بيلي" الجنائية المركزية في إنكلترا وويلز، بإساءة معاملة 23 طفلاً في ماليزيا وكمبوديا. وتمكنت الشرطة البريطانية من القبض عليه بعد اكتشافها عشرات آلاف الصور والفيديوهات التي نشرها على شبكة الإنترنت، تظهر عمليات اغتصابه واعتداءاته على أعداد كبيرة من الأطفال في شرق آسيا، كما نشر صوراً للأطفال وحدهم، التي اعتبرها في مذكراته بمثابة "كتيب للراغبين جنسياً بالأطفال".



وتطرق الوثائقي في "بي بي سي" الذي أعدته الصحافية البريطانية بروناه مونرو، إلى الأسباب التي أخرت عملية القبض على هاكل لسنوات طويلة، وللدلائل والمعطيات التي كان من الممكن أن تفضي إلى اعتقاله قبل ذلك.

ويشير الوثائقي إلى أن هاكل لم يتعرض للتحقيق في الهند خلال إقامته هناك، لكنه في اعترافاته يكشف عن جرائم لم يعترف بها سابقاً. وقد تصل أعداد جرائمه إلى المئات، لأنه لم يكشف عن العدد الحقيقي لضحاياه.

أصغر ضحاياه طفلة عمرها ستة أشهر(فيسبوك) 


ضابط الشرطة البريطاني المتقاعد جيمس غامبل، والذي شغل منصب رئيس مركز استغلال الأطفال عبر الإنترنت، قال: "سأصاب بالصدمة إن علمت أنه (هاكل) لم يخلف ضحايا له في هذا البلد".

9 سنوات من الاعتداءات على الأطفال قبل وقوعه في الفخ(فيسبوك) 


وكان هاكل في 19 من عمره عندما سافر عام 2005 إلى ماليزيا، ولم يعد إلى بريطانيا، للالتحاق بالجامعة، مستعيناً ببرنامج "وورلد شالنج سكول" الذي يساعد الطلبة على أخذ سنوات "راحة" من الدراسة مقابل العمل في التطوع أو التدريس حول العالم. وقرر البقاء في آسيا وامتدت إقامته فيها إلى نحو عقد من الزمن. وتنقّل بين ماليزيا والهند وكمبوديا.

وتقول مسؤولة البرنامج إنهم تلقوا شكاوى عن هاكل من أولياء أمور، وكانوا يشيرون إلى أنه "يصفع التلاميذ على مؤخراتهم، كان قذراً أيضاً ولا يهتم بنظافته الشخصية، إلى أن جاء الطلب بإعادته إلى بريطانيا".

وفي سياق القصة، فإن الشرطة الأسترالية علمت بنشاط هاكل الجنسي المنحرف من خلال تحقيقها مع مشتبهين آخرين، ثم نبهت الشرطة البريطانية، والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة عام 2014، التي بدورها أعلمت السلطات الماليزية.

أنكر ريتشارد هاكل، أفظع المعتدين في تاريخ بريطانيا، التهم الموجهة إليه في البداية، لكنه ما لبث أن اعترف بها، وتبقى الشكوك بأن جرائم أخرى لم يفصح عنها بعد، لا تزال قائمة.

(العربي الجديد)


المساهمون