تجددت الاشتباكات وعمليات القصف بين قوات النظام السوري من جهة، والفصائل المقاتلة المدعومة بالقوات التركية من جهة أخرى، في محافظة إدلب شمالي غرب البلاد، فيما تسود خطوط التماس بين الجانبين، في ريف حلب وشرقي البلاد، أجواء التوتر بعد عمليات قصف متبادلة يعتقد أنه شاركت فيها طائرات روسية وتركية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام قصفت، فجر اليوم الجمعة، مناطق الفطيرة وسفوهن والحلوبي ومحيط البارة بريف إدلب الجنوبي، وقرية العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
وكانت الفصائل ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، إلى جانب القوات التركية، قصفت الليلة الماضية مواقع لقوات النظام في قرية ميزناز غرب حلب، ردا على قصف تلك القوات بلدة معارة النعسان ومواقع في محيطها شرق مدينة إدلب، وخروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الجانبين التركي والروسي في 5 مارس/ آذار الماضي.
وفي إطار التحشيد المتبادل لما يعتقد أنها جولة جديدة من القتال في تلك المنطقة، دخل صباح اليوم رتل عسكري تركي عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمالي إدلب، نحو الأراضي السورية، حيث توجهت الآليات التي تحمل تعزيزات عسكرية ولوجستية نحو النقاط التركية المنتشرة في المنطقة، الأمر الذي يرفع عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الأخير إلى نحو 4730 آلية، إضافة لآلاف الجنود، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في إطار التحشيد المتبادل لما يعتقد أنها جولة جديدة من القتال في تلك المنطقة، دخل صباح اليوم رتل عسكري تركي عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمالي إدلب، نحو الأراضي السورية
وتشهد المنطقة تصعيدا لافتا تشارك فيه القوات التركية إلى جانب الفصائل، والطيران الروسي إلى جانب قوات النظام، خاصة منذ حادثة التفجير على الطريق (إم4) قبل يومين، والذي نتج عنه وقوع إصابات بين الجنود الروس الذين كانوا في دورية مشتركة مع جنود أتراك على هذا الطريق، فيما اتهمت موسكو "فصائل راديكالية" بالمسؤولية عن التفجير، وحملت ضمنا تركيا مسؤولية التصدي لتلك الفصائل.
وامتدت أجواء التوتر هذه إلى مناطق انتشار القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني" في ريف حلب الشمالي والشرقي في مواجهة قوات النظام و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، حيث طلبت القوات التركية من فصائل "الجيش الوطني" رفع جاهزيتها واستنفار عناصرها في منطقة الباب شمال شرق حلب، وفق المرصد السوري، الذي أضاف أن "الجيش الوطني" عزز قواته ورفع الجاهزية، وسط تحليق لطائرات حربية في أجواء المنطقة.
وكان قتل شخص وأصيب 10 آخرون، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف جوي استهدف عدة مواقع في مدينة الباب شرق حلب التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل الجيش الوطني، يعتقد أن طائرة حربية روسية قامت به، في حادثة نادرة، تشير إلى امتداد التوتر بين الجانبين إلى هذه المناطق.
وفي المقابل، قصفت طائرة مسيرة، أمس الخميس، نقطة متابعة للقوات الروسية في ريف الحسكة الشمالي.
وذكرت وكالة "هاوار" الكردية أن طائرة مسيرة يعتقد أنها تركية عاودت قصف ناحية الدرباسية، واستهدفت نقطة التنسيق للقوات الروسية الواقعة على طريق الدرباسية- الحسكة، ما أدى إلى إصابة عناصر من النقطة الروسية وقوات النظام المرافقين لهم.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع في مدينة الدرباسية أنّه أثناء اجتماع قيادات وعناصر القوات الروسية في نقطة التنسيق للتحقيق في حادثة القصف التي تعرّضت لها النقطة صباح أمس، تم استهداف تجمّعهم من قبل طائرة مسيرة، والتي انفجرت فوق النقطة وأدّت لإصابة 6 أشخاص من المجتمعين.
وأشار المصدر إلى أنّ من بين المصابين 3 من القوات الروسية و3 من عناصر قوات النظام المرافقين لهم.