اشتباكات في مصفاة بيجي العراقية تعرقل عمليات إنتاج النفط

اشتباكات في مصفاة بيجي العراقية تعرقل عمليات إنتاج النفط

27 يوليو 2014
تأثر الإنتاج العراقي بأعمال العنف(مهند فلاح/getty)
+ الخط -
تحولت مصفاة بيجي النفطية، التي تبعد 200 كيلومتر شمالي بغداد، قرب مدينة تكريت، إلى محور اقتتال بين الجيش العراقي وتنظيمات مسلحة، على رأسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش"، من جديد، بعد معارك قوية حصلت الشهر الماضي.

وافادت مصادر في محافظة صلاح الدين، شمالي العراق، اليوم الأحد، بأن مسلحين بينهم عناصر داعش، شنوا هجوما على مصفاة بيجي شمالي المحافظة، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة.

 

بيجي في مرمى النيران

وقال الشيخ أحمد الجبوري، أحد شيوخ عشائر الجبور في المحافظة، لوكالة الأناضول إن "عناصر مسلحة، بينهم عناصر تنظيم الدولة الاسلامية، هاجموا منذ صباح اليوم مصفاة بيجي، التي يتواجد فيها عدد كبير من القوات الامنية من الجيش وحماية المنشأة النفطية".

وأضاف أن "الاشتباكات مستمرة حتى الآن بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة"، مشيراً إلى أن "الهجوم بدأ من محورين، الاول من جسر الفتحة في منطقة البجواري شمال بيجي، والمحور الآخر من منطقة الستمية وسط بيجي".

وتقدر طاقة مصفاة بيجي بأكثر من ربع قدرات البلاد في تصفية النفط، ويذهب إنتاجها كله إلى الاستهلاك المحلي، خصوصاً في إنتاج البنزين والزيت والوقود للمحطات الأخرى، حيث تؤمن المصفاة يومياً 8.5 مليون لتر من البنزين، و7.5 مليون ليتر من الغاز، و6.5 مليون لتر من النفط الابيض.

وتعرضت مصفاة بيجي الى هجوم في 19 يونيو/ حزيران من قبل تنظيم داعش، وتحولت الى ساحة اقتتال، مما ادى الى انخفاض إنتاج مصفاة الدورة في محافظة بغداد، بسبب توقف بيجي عن العمل، ليصبح إنتاجها 30 ألف لتر يومياً، بدلاً من 110 آلاف لتر يومياً.

وفي 19 يونيو/ حزيران، وبعد معارك عنيفة داخل المصفاة، واحتجاز عدد كبير من موظفيها، توصّل المسلّحون، الى هدنة ليوم واحد، مع قوات الجيش، حيث قضى الاتفاق بإخراج 290 موظفاً محتجزاً من الجزء الشمالي والغربي للمصفاة، التي يسيطر عليها المسلّحون، بسبب استمرار تبادل النيران بين الطرفين.

 

معارك داعش


وتسيطر جماعات مسلحة، وفي طليعتها تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف بـ"داعش"، على مناطق ومدن الصينية وبيجي والشرقاط وتكريت وأجزاء من الضلوعية، في محافظة صلاح الدين، في حين أن مدينة سامراء، ذات الأهمية الاستراتيجية القريبة من بغداد، لا تزال خاضعة لسيطرة القوات الحكومية.

ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحين على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل، في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها من دون مقاومة تاركة كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، فيما تحاول القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) طرد المسلحين واستعادة السيطرة على المناطق، التي سيطروا عليها مؤخراً، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات ومعارك بين الجانبين سقط فيها قتلى وجرحى.

انخفاض الإنتاج

الى ذلك، سجلت صادرات النفط العراقي، خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، انخفاضاً مقارنة بالشهر الذي سبقه، نتيجة توقف صادرات النفط من كركوك (شمال) بسبب العمليات الإرهابية، حسبما نقل بيان وزارة النفط العراقية.

ونقل بيان عن المتحدث باسم وزارة النفط، عاصم جهاد، قوله إن "كميات النفط المصدرة بلغت 72.8 مليون برميل خلال يونيو/حزيران، وحققت إيرادات قدرها 7.47 مليار دولار".

ويمثل معدل صادرات النفط والإيرادات المتحققة انخفاضاً مقارنة بشهر مايو/ ايار، حيث بلغت الصادرات أكثر من 80 مليون برميل وحققت إيرادات قدرها 8.68 مليار دولار وفقا لبيان سابق.

وأكد المتحدث، وفقاً للبيان، أن كميات النفط المصدرة كانت من الموانئ الجنوبية في البصرة، في حين أن صادرات نفط كركوك الى ميناء جيهان التركي متوقف بسبب العمليات الارهابية.

وبلغ معدل سعر البيع للبرميل 102.6 دولار خلال يونيو/ حزيران، وفقا للبيان.

وتمثل مبيعات النفط الخام العراقي 95 في المائة من عائدات الحكومة، وقرابة ثلثي إجمالي الناتج الداخلي للبلاد.

ويملك العراق ثالث احتياطي من النفط في العالم، ويقدر بنحو 143 مليار برميل بعد السعودية وإيران.

المساهمون