اسم طوني بلير في قضية اختراق هواتف المشاهير

20 فبراير 2014
بعض الصحف الصادرة اليوم يتصدرها خبر بلير وبروكس.
+ الخط -

لا تزال تداعيات قضية التنصت على هواتف المشاهير، التي شغلت المجتمع البريطاني والمتهمة بها صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد"، تكشف عن تورط كثير من الشخصيات في تفاصيلها بعد أن تجاوزت الاتهامات الإعلاميين الى السياسيين، فقد كشفت المحاكمة امس عن أن طوني بلير رئيس الوزراء السابق قدم لرئيسة التحرير السابقة للصحيفة نصائح لتجاوز الفضيحة، خلال مكالمة استمرت لمدة ساعة صيف عام 2011.

وقد اطلعت المحكمة التي تنظر في القضية على هذه النصائح من خلال اطلاع لجنة التحقيق على الرسائل البريدية الإلكترونية لربيكا بروكس في تلك الفترة، والتي كان من بينها ايميلات تبادلتها مع رئيسها في العمل، جيمس ميردوخ، حكت له فيها عن مكالمة بينها وبين بلير استمرت لمدة ساعة.
وربيكا بروكس متهمة مع ستة من الصحافيين في المؤسسة باختراق هواتف المشاهير عبر التنصت على رسائلهم الصوتية والمكتوبة، ونشر خصوصيات حياتهم في صحيفة كانت هي الاعلى مبيعا يوم الاحد "نيوز اوف ذا وورلد"، أغلقتها المؤسسسة لاحقا بسبب هذه الفضيحة. وتبين الرسائل الالكترونية التي وضعت تحت تصرف المحكمة كثيرا من التفاصيل حول فضيحة شغلت الرأي العام البريطاني ولا تزال، وفتحت ملفات الفساد في الميديا التي يفترض انها هي التي تلاحق هذا النوع من القضايا.
ومما كشفته ايميلات بروكس قولها لرئيسها جيمس روبرت ميردوخ ان بلير قدم لها نصائح غير رسمية لتجاوز الأزمة تتلخص بالتالي:
1-انشاء لجنة خاصة على شاكلة "لجنة هاتون" يقودها محقق قضائي جيد غير كبير للتحقيق داخليا في قضية التنصت، وذلك بتوجيه أسئلة لبروكس وعدد من الصحافيين في الصحيفة. "لجنة هاتون حققت في انتحار خبير سلاح الدمار الشامل بعد موقفه الرافض لحرب العراق التي قادها بلير".
2-نشر الجزء الاول من التحقيق الداخلي تزامنا مع تحقيق الشرطة ، تخلى فيه مسؤولية جيمس ميردوخ، وينشر الجزء الثاني بعد انتهاء المحاكمات.
3-أهمية البقاء قوية واللجوء الى الحبوب المنومة، لأن هناك حاجة الى صفاء في الرؤية. وتذكري ان لا مجال لحلول قصيرة المدى لأنها تمنحك وجع رأس على المدى الطويل.
4- ستمرّ الأزمة. اثبتي وقوّي نفسك.
وبعد ان عددت النصائح كتبت تنويها يقول لجيمس: "هو متوفر للمساعدة الخاصة لي ولك ولوالدك (روبرت ميرودخ)، على ان يبقى الأمر بيننا".
ونوهت الصحف الصادرة اليوم، مثل "ديلي تلغراف"، "الغارديان" و"التايمز"، بأنه في الوقت الذي كان فيه  قائد حزب العمال "إيد ميليباند" ينتقد في البرلمان الفضيحة الاخلاقية والنشاط غير القانوني للصحيفة ويطالب بتحقيق قضائي شامل وبتنحي بروكس عن منصبها، كان زميله في الحزب، طوني بلير، يقدم النصائح للمتهمين الاساسيين فيها.
إلا ان مكتب طوني بلير سرعان ما اصدر توضيحا يقول انه قدم نصيحة غير رسمية بناء على ما سمعه من ربيكا بروكس وقتها، لكنه لم يكن يعرف عن القضية حينذاك خارج ما أخبرته به. وانه نصحها بالشفافية وبعمل تقصّ ٍ داخلي يكون لمصلحة المؤسسة يبين المخطئ في هذه القضية.

الخبر في الصحافة الصحافة البريطانية

اخذت اهم الصحف البريطانية الخبر بتفاصيله على الصفحة الاولى، وبعضها نشر صورة كبيرة قديمة تجمع بلير مع بروكس في إحدى المناسبات. بينما وضعت صحيفة "التايمز"واحدة من مطبوعات امبراطورية "نيوز كورب"، التي يملكها روبرت ميردوخ في بريطانيا، اشارة إلى الخبر على الصفحة الاولى، ونشرت تقريرا داخليا على صفحة كاملة مع وضع نصائح بلير داخل كادر.

من هي ربيكا بروكس؟

-التحقت بصحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" عام 1989 للعمل سكرتيرة وهي في سن العشرين. ثم تحولت الى كتابة تحقيقات صحافية للجريدة، مثل التحقيق عن جيمس هيويت عشيق ليدي ديانا عام 1994. وقد انجزت مقالها بعد ان استأجرت جناحا في الفندق الذي يقيم فيه، وتعاونت مع فريق فني مختص زرع آلات تسجيل صغيرة في المزهريات والخزائن في غرفته.
-اصبحت أصغر رئيسة تحرير في بريطانيا (مواليد 1968) عندما استلمت "نيوز أوف ذا وورلد" عام 2000 -2003 ، ثم أول رئيسة تحرير امرأة لجريدة "صن" بين 2003 - 2009. 
-رفّعت في عام 2009 الى منصب مديرة تنفيذية في "نيوز كورب"، حتى استقالتها منتصف 2011 بسبب فضيحة التنصت.
-متهمة بست مخالفات ارتكبتها للحصول على اسرار المشاهير، بينهم قتيلة مراهقة تجسست الصحيفة على هاتفها الجوال واخترقت رسائله، إلا أن ربيكا لم تعترف بمسؤوليتها عن أي منها.
-يقول بعض من عمل معها سابقا انها صاحبة طموح كبير وتحصل على ما تريد ان تصل اليه في النهاية. وقد كشف زملاؤها كذب معلومة قدمتها عن نفسها تتعلق بدراستها في جامعة السوربون في باريس.

 

المساهمون