استعداداً للحرب

استعداداً للحرب

28 نوفمبر 2014
من إحدى التظاهرات المعارضة لبوتين في موسكو (فرانس برس)
+ الخط -
في الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اقترح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الرئيس فلاديمير بوتين، أثناء اجتماع مخصص لمسائل الصناعات الحربية، إلزام المحافظين ورؤساء مجالس المدن والبلديات بالخضوع إلى دورات تدريبية، في أكاديمية الأركان، على إدارة مناطقهم في ظروف التعبئة. واقترح تعديل القانون ليشمل ذلك أو إصدار مرسوم رئاسي بهذا الشأن. جاء طرح وزير الدفاع من صلب الاستنتاجات التي خلصت إليها وزارته بعد تدريبات عسكرية جرت في سبتمبر/أيلول الماضي وشملت 13 إقليماً روسياً، تحت عنوان "الشرق-2014".

تهدف الدورات التي اقترحها شويغو إلى تدريب المسؤولين على إدارة مناطقهم في حالة نشوب حرب، بما يوافق خطة الدفاع عن البلاد التي صادق عليها الرئيس بوتين عام 2013. كما تحدث شويغو عن خطة وزارته لاستخدام طرق السيارات كمدرجات للطيران في حال نشوب حرب.

هي الحرب إذن؟! ولكن، عن أي حرب يدور الحديث؟ وفي حال كان الغرب يجر روسيا، فعلاً، إلى حرب، فهل تنشأ الحرب من طرف واحد، أي هل نتوقع هجوماً على روسيا؟ أم أن الكرملين يرى في استجاباته وردوده على تصرفات الغرب ما يجعل الحرب حتمية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل تتقاسم القيادة الروسية مسؤولية الحرب مع خصوم روسيا؟ وإذا كان التاريخ لا يترك للروس أن يثقوا بعهود خصومهم، أفلا يمكن الاستعداد للمواجهة من دون إعلان صاخب؟ أم المطلوب نشر هاجس الحرب بين الناس ليهون عليهم كل شيء أمام تصوّر فظائعها؟ أهذا الذي يهون هو المطلوب؟ وهل تخاض الحروب بمواطنين مفقرين وفاقدي الثقة بنخبهم السياسية والاقتصادية؟ أم أن تمكين الناس معيشياً قبل شحنهم معنوياً لا يدخل في إطار الاستعداد للحرب؟

يتمسك المسؤولون الروس بوهم أن الإنسان الروسي لا حدود لتحمّله، فهل حقاً لا حدود؟ وهل صورة الوطن لا تشوبها شائبة مهما مارست نخبه الحاكمة من أفعال لا وطنية؟ أم يمكن حقاً استعادة زمن الحرب الوطنية العظمى (العالمية الثانية)، حيث النساء يحرثن الأرض بدل الخيول لزراعة ما يؤكل، والرجال يموتون على الجبهات؟

المساهمون