استثمارات "الرجل الآلي" لتطوير الصناعات السعودية

استثمارات "الرجل الآلي" لتطوير الصناعات السعودية

22 يونيو 2015
استخدامات متعددة للذراع الآلية في السعودية (Getty)
+ الخط -
أنفقت المملكة العربية السعودية، خلال العام الحالي، نحو 50 مليار ريال على قطاع تقنية المعلومات والتكنولوجيا، ومن بينها تطوير وتوطين صناعة "الروبوتات"، وخصصت منذ عام 2010 مركزاً وطنياً للروبوت والأنظمة الذكية، من أجل توطين هذه التكنولوجيا في المملكة، والاستفادة من تطبيقاتها المتعددة، سواء في المجال الصناعي أو الذكاء الاصطناعي والممارسات الطبية والترفيه، وكذلك الجوانب الأمنية والعسكرية، وتنطلق في خطتها الطموح مستندة إلى رؤية أن "تقنية المعلومات والاتصالات تعد المحرك الرئيس للاقتصاد المعرفي".

الصناعات البتروكيماوية

يقول المشرف على "أولمبياد الروبوت التقني العالمي"، عميد الكلية التقنية في الدمام، الدكتور أحمد الثنيان، "أدركت المملكة منذ فترة بعيدة أهمية الروبوت أو "الذراع الآلية" في حياة الإنسان، بدءاً من غزو الفضاء، ومروراً بالغوص في أعماق البحار والمحيطات والقيام بمهام صعبة في دورة الإنتاج الصناعي، وانتهاء بالخدمات المنزلية البسيطة التي يقوم بها الروبوت على أفضل ما يكون، بالإضافة إلى تطبيقاته التي تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على القيام بمهام عملهم والتنقل بدون الحاجة إلى مرافقين". ويؤكد، في هذا السياق، أن قطاع النفط والغاز في المملكة يستفيد من تطبيقات الروبوت، حيث تستخدمه كبرى الشركات العاملة في مجال الاستخراج أو الصناعات البتروكيماوية، إذ يمكن للذراع الآلي أن يقوم بالمهام الخطرة في عملية الكشف عن الأنابيب مهما كان طولها أو عمقها، وكذلك إعطاء قراءات ومؤشرات دقيقة خلال استخراج المواد البتروكيماوية التي لها أثر بالغ على صحة الإنسان.

ويضيف "ندرك أهمية أن نستثمر في صناعة وتطوير الروبوت، لأن العائد سيكون كبيراً، فمثلا في دولة صناعية كبرى مثل الصين ارتفعت الإنتاجية، العام الفائت، 17% بفضل استخدام الروبوت، بينما قلت الأيدي العاملة بما يقارب 7%، بالإضافة إلى أن مبيعات أجهزة الروبوت للأغراض الصناعية ارتفعت بنسبة 27% خلال العام الفائت، بسبب نمو صناعات السيارات والإلكترونيات، وتم بيع 225 ألف جهاز، وهذا يعني أن العالم - وليس السعودية وحدها - مقبل على التوسع في استخدام الروبوت، خاصة في المجال الصناعي".

وبحسب الثنيان، فإن كلية التقنية في الدمام استضافت أولمبياد الروبوت التقني العالمي في نسخته الرابعة، وكانت إبداعات الطلاب تبشر بمستقبل واعد في صناعة الروبوت. فعلى سبيل المثال، تم اختراع روبوت لإطفاء الحرائق يعمل بقدرة فائقة على الوصول إلى الأماكن الصعبة، ويستطيع تتبع الدخان، والقيام بإطفاء النيران، وهو اختراع تحتاج له المملكة، ومن شأنه أن يقي رجال الإطفاء من الحوادث في الأماكن الصعبة.


التنسيق الطبي
في سياق آخر، نجح فريق طبي سعودي، في مستشفى الملك فهد في جدة، في إجراء عدة عمليات جراحية معقدة جداً باستخدام الروبوت، وبذلك تكون المملكة هي أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تستخدم الذراع الآلية في مثل هذه العمليات الدقيقة.

يقول مساعد المدير العام في مستشفى الملك فهد في جدة، الدكتور إياد فتيح، "من خلال روبوت ماجلان تمكنا من إجراء عدة عمليات دقيقة للغاية عن طريق التحكم به عن بعد، وقد حققنا نتائج طبية جيدة، وتلافينا أخطاء العمليات التقليدية وآثارها الجانبية، وهي تقنية تستخدم في أوروبا وأميركا للعمليات التي تحتاج إلى دقة متناهية وتحقق نجاحات قد تصل إلى 95%".

اقرأ أيضا: الطب عن بُعد... ثورة التكنولوجيا

ويضيف "لا يخفى على أحد ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في المملكة، ولذلك من الضروري التوسع في استخدام الروبوت في استئصال الأورام، فهي تقدم خيارات جديدة للعلاج، مع تقليل الأضرار المصاحبة للسرطان، وإجراء العمليات بأقل قدر من الألم".

الروبوت التعليمي
ومن جانبه، يقول موجه النشاط العلمي بالقصيم، حمدان العسيري، "إن انتشار أندية الروبوت التعليمي في مختلف مناطق المملكة ساهم في تخريج جيل جديد يتلقى تعليماً نوعياً لا يقوم على الحفظ والتلقين، ويتمحور حول المعلم إلى نوعية جديدة يصبح فيها الطالب فاعلاً ومتفاعلاً، يتعلم من خلال التعود على تصميم وتركيب روبوت ينطلق من مبادئ بسيطة يتعلمها ويقوم بالاستفادة منها كمدخل لتعلم المبادئ الأساسية في العلوم والتقنية، وممارسة الأنشطة والتجريب والبحث والاستقصاء وتطوير مهارات الاتصال والتفاعل.

المساهمون