استبعاد "آخر أيام المدينة" من مهرجان القاهرة

استبعاد "آخر أيام المدينة" من مهرجان القاهرة

21 نوفمبر 2016
شاركت نيللي كريم في بطولة "يوم للستات" (كاميلا موراندي/Corbis)
+ الخط -
قبل بداية مهرجان القاهرة بعدة أسابيع، اختلقَت إدارته أزمة لاستبعاد فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج، تامر السعيد، من المسابقة الرسميّة، بدعوى مخالفة صنّاعه لاتفاق شفهي، وعرض الفيلم في عدد من المهرجانات الدوليّة، قبلَ عرضه في مصر. وهو الادعاء الذي رد عليه صناع الفيلم، بأن الاتفاق الوحيد كان عدم عرض الفيلم في المنطقة العربية (تحديداً مهرجان "قرطاج") قبل عرض القاهرة. وأنه لو كانت العروض في المهرجانات الدولية هي سبب الاستبعاد، فلماذا لم يتم التعامل بالمثل مع أفلام أجنبية في المسابقة الرسمية (مثل الفيلم الإسباني "ميموزا" وفيلم "الزوجة الطيبة") والتي عرضت في أكثر من 20 مهرجاناً دولياً؟

وأصدر صناع "آخر أيام المدينة"، بيانين يطالبون فيهما بعودة الفيلم إلى المسابقة الرسمية لمهرجان "القاهرة"، أحدهما محلي (ووقع عليه أسماء بقامة داود عبد السيد وخيري بشارة ويسري نصر الله إلى جانب 270 مثقفاً وسينمائياً مصرياً وعربياً)، وآخر دولي (وقع عليه رموز مثل كوستا جافراس وبيلا تار ودانيس تانوفيتش إلى جانب 1200 سينمائي عالمي).

ورغم ذلك تجاهلت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي تلك الأصوات، وأصرت على استبعاد الفيلم. ومع بداية المهرجان، وعرض الفيلمين اللذين يمثّلان مصر في المسابقة الرسمية وهما "يوم للستات" لكاملة أبو ذكري، و"البر التاني" لعلي إدريس، بدا واضحاً أن المهرجان لم يسيء ويضر فقط بـ"آخر أيام المدينة" وصناعه، ولكن أيضاً فقد فرصة أن يمثل مصرَ فيلمٌ قوي (فاز بجائزة في مهرجان برلين، ونال تقديراً استثنائياً في كل عروضه العالمية) في مهرجانها الدولي الأهم، وذلك بعد المستوى المحبط للفيلمين الآخرين.

فيلم الافتتاح، "يوم للستات"، كان الفيلم الأكثر انتظاراً في دوره هذا العام، سواء بسبب مخرجته كاملة أبو ذكري التي تعود للسينما بعد 7 سنوات من فيلمها الأول "واحد صحيح" (2009)،
أو بسبب الشراكة بين عدد ضخم من النجوم الشباب، مثل نيللي كريم وإياد نصار وأحمد داود، أو الأسماء المُكرَّسة مثل إلهام شاهين ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوي. موضوع الفيلم كذلك مثير للانتباه، والذي يحكي عن ساحة للسباحة في إحدى المناطق الشعبية تُخصّص "يوماً للستات" فقط، مما يفتح الباب لتفاصيل وحكايات لنساء الحارة. إلا أن المستوى الفني والترهل الذي ظهر عليه الفيلم كان مُخيّباً للجميع، وهو أمر ظهر ليلة افتتاحه أو في العرض الثاني الذي تبعته ندوة كانت بها الكثير من الأسئلة الحادة والغضب العام من مستوى الفيلم. وكانت أغلب التعليقات، سواء من النقاد أو الجمهور، تشير إلى الدرجة الكبيرة من التشتت في الأحداث، أو في القضية التي يتناولها العمل (على سبيل المثال هل هو فيلم عن قضايا المرأة؟ أو عن التشدد الديني؟ أم عن السن وعلاقة الأجيال ببعضها؟). وكذلك، فإنّ العدد الكبير من النجوم (10 ممثلين في أدوار رئيسية) أضرَّ بالفيلم، لأن السيناريو لهناء عطية، لم يستطع أن يخلق ترابطاً بين الشخصيات، كما فعلت الكاتبة، مريم نعوم، في "واحد صفر" قبل عدة سنوات.

أما الفيلم المصري الثاني في المسابقة، فهو "البر التاني"، من تأليف زينب عزيز وإخراج علي إدريس، وهما ثنائي قدما معاً عدداً كبيراً من الأفلام التجارية المتواضعة مثل "بابا" و"جدو حبيبي" و"عصابة الدكتور عمر". وبالتالي، فمن غير المفهوم بأي شكل قررت إدارة المهرجان دعوة فيلمهم الجديد "البر التاني" للمسابقة الرسمية عقب استبعاد "آخر أيام المدينة". وفيلم "البر التاني" من بطولة ممثل غير معروف يدعى محمد علي، ظهر في عدد من الأدوار الصغيرة في مسلسلات تلفزيونية، قبل أن يقرر أن يصبح بطلاً سينمائياً في فيلم من إنتاجه.
وتدور أحداثه حول الهجرة غير الشرعية، إذ يتناول انتقال مجموعة من الشباب المصريين من بيئتهم الريفية إلى شواطئ إيطاليا. ومع عرض الفيلم في المهرجان، أبدى الكثيرون استياءهم من تواضع مستواه، ومن القدر الكبير من المباشرة والوعظ الذي يتعامل به مع قضية حساسة حالياً مثل "الهجرة غير الشرعية".



المساهمون