ارتفاع الأسعار يلاحق مصطافي غزة الهاربين من الحصار

ارتفاع الأسعار يلاحق مصطافي غزة الهاربين من الحصار

06 مايو 2014
الشواطىء متنفس أهل غزة أمام الحصار وغلق المعابر(AFP ـgetty)
+ الخط -
 

ظل البحر على مدار أعوام الحصار، ملاذا للفلسطينيين في قطاع غزة للبحث عن متنفس، إلا أن ارتفاع أسعار الاستراحات والخدمات أصبح يلاحق المصطافين الذين لا يجدون بديلا لالتقاط الأنفاس من ضغوط معيشية.

ويتذمر المواطنون ذوو الدخل المنخفض من ارتفاع الأسعار في الاستراحات، فيما يعزو أصحاب الاستراحات ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع تكاليف أجرة الأرض من البلدية، والتأمين عن المياه والكهرباء، ومستحقات العاملين في الاستراحة، إضافة لموجة الغلاء التي تطال السلع بسبب الحصار الإسرائيلي.

الشاب محمد عيسى ـ 29 عاما ـ كان خارجا من استراحة على شاطئ بحر غزة برفقة عائلته، مبدياً تذمره الشديد من الأسعار.

ويقول عيسى، إن ارتفاع أسعار أجرة الخيمة في الاستراحة، يجبر الكثيرين على افتراش الرمل قرب الشاطئ، مشيرا إلى أن هناك مواطنين ليس لديهم القدرة على دفع أجرة الخيمة لصعوبة ظروفهم بسبب الحصار المطبق على أهالي القطاع.

ويوضح عيسى أن أسعار السلع في الاستراحات، قد تصل إلى الضعف، وهذا ما يزيد من تكاليف النزهة، السبب الذي يجعله يتسوق مستلزمات النزهة من بقالة جاره لأنها أرخص ثمناً.

ويضيف: "لا أجد سوى البحر لأرفه عن نفسي وعن عائلتي، فالمعابر مغلقة والسفر ممنوع، ولا خيار لدينا سوى الجلوس والاستجمام في البحر".

ويخضع قطاع غزة لحصار من الاحتلال الإسرائيلي منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، وشددته عقب سيطرة الحركة على القطاع في صيف العام 2007، فيما يعيش نحو 1.8 مليون شخص واقعا اقتصاديًا وإنسانيًا صعبًا، خاصة مع إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية.

وحسب عدد من المصطافين ارتفعت أسعار تأجير الطاولة بالاستراحات على شاطئ البحر، من 20 شيكلاً (6 دولارات) إلى 25 شيكلاً، وسعر الخيمة من 20 شيكلاً إلى 40 شيكلاً.

ويعزو أصحاب الاستراحات ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع تكاليف أجرة الأرض من البلدية، والتأمين عن المياه والكهرباء، ومستحقات العاملين في الاستراحة، إضافة لموجة الغلاء التي تطال السلع بسبب الحصار الإسرائيلي، مشيرين إلى أنهم لا يستطيعون تأمين ذلك المبلغ خلال موسم الصيف بالأسعار القديمة لذلك يضطرون لرفع الأسعار.

البديل المتاح

شدّ "أبو جابر شاهين" الرحال، وهمّ بالبحث عن مكان يليق بعائلته على شاطئ بحر غزة، من استراحة لأخرى، يسعى ويبحث، لكنه أصيب بالإحباط.

يقول شاهين: "سعر الاستراحة لليوم الواحد خمسون شيكلاً، كيف أوفر هذا المبلغ للمكان فقط".

الحاج شاهين متقاعدٌ عن العمل، اضطر لاستبدال فكرة التأجير، بأن يفرش الحصير على الرمال، وبدلاً من الحضور وقت الشروق، قرر الذهاب وقت المغيب لبرودة الجو، وتناسبه مع الماديات قائلاً: "بدلاً من دفع رسومٍ للاستراحة، سأشتري بها وجبة غداء للعائلة".

أما المواطن محسن أبو شاويش، الذي قدم هو وعائلته مع ساعات المساء إلى شاطئ البحر بجوار منتجع "الشاليهات" على شاطئ بحر غزة، قال لــ "العربي الجديد": "إنه جاء إلى البحر لقضاء ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن منزله، وريثما يعود التيار سيقفل عائداً إلى منزله".

وأضاف أبو شاويش ـ30 عاماًـ ولديه 4 أطفال: "أسكن في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ونظراً للازدحام السكاني هناك وانقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة، فإن الجلوس في المنزل أشبه بالجلوس في الجحيم، لذلك أصطحب زوجتي وأطفالي إلى هنا للاستجمام وهرباً من أزمة الكهرباء".

إلا أن أبو شاويش يرى كسابقيه أن هناك منغصات كثيرة تعكر صفو استجمامه وعائلته، منها ازدحام المكان بالمصطافين في الأماكن المفتوحة على البحر بعيدا عن الاستراحات، وغلاء السلع التي تباع على الشاطئ.

ولفت أبو شاويش إلى أن القطاع يفتقر لأماكن الترفيه المجانية أو حتى تلك التي لا تتطلب سوى أسعار رمزية، كي تشجع ذوي الدخل المحدود والمتوسط للاستجمام بها وزيارتها هرباً من حر الصيف وانقطاع التيار الكهربائي.

وترتفع معدلات البطالة والفقر في قطاع غزة، وفق وزارة الاقتصاد التابعة للحكومة المقالة في غزة، إلى ما يزيد على 39%.

وتقول الوزارة إن هذا المعدل ارتفع بشكل غير مسبوق لأسباب اقتصادية عديدة في مقدمتها ما خلّفه إغلاق الأنفاق التي كانت تربط بين القطاع ومصر.

الدولار = 3.45 شيكل.

المساهمون