اجتماعات "أسياد العالم": إرهاب وأمن وذكاء اصطناعي

اجتماعات "أسياد العالم": إرهاب وأمن وذكاء اصطناعي

15 يونيو 2015
يُعقد اللقاء السنوي وسط تدابير أمنية مشددة (فرانس برس)
+ الخط -
اعتاد العالم على متابعة كل مستجدات القمم الاقتصادية والسياسية، قبل انعقادها وخلالها وبعد الانتهاء منها. كلها عدا لقاءات مجموعة "بيلدربرغ" التي دائماً ما تبدو في ظلال اللقاءات الظاهرة. وفي هذا الصدد، عُقد اللقاء السنوي الـ63 للمجموعة، من يوم الخميس حتى أمس الأحد، في أحد الفنادق الفخمة بمنتجع "تيلف بوشين" في جبال الألب النمساوية تحت حراسة مشددة. وشارك في لقاء هذا العام 131 شخصية دولية، تنتمي لعالم النخبة المؤثرة من مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والعلمية والإعلامية. وتركزت المواضيع التي ناقشها المشاركون في دورة هذا العام، حول "الإرهاب والأمن المعلوماتي والذكاء الاصطناعي". كما ناقش المشاركون الأوضاع في اليونان وروسيا وإيران وتركيا.

وتحوم هالة كبيرة من الغموض حول مجموعة "بيلدربرغ"، والتي تُجري لقاءاتها في تكتّمٍ شديدٍ بعيدٍ عن الأضواء، ولا يتمّ تسريب أي معلومات عن فحوى المناقشات بين المشاركين، والذين ينتمي أغلبهم إلى عالمي المال والاقتصاد.

وتأسست هذه المجموعة سرياً في عام 1954، على يد الملياردير الأميركي ديفيد روكفلير والأمير الهولندي برنار. وضمّت منذ نشأتها مجموعة من الدبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين. وكان هدف المجموعة تعزيز العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة في سياق الحرب الباردة، وتنامي العداء في الأوساط اليسارية الأوروبية ضد الولايات المتحدة ورسم خطة موحدة لمحاربة المدّ الشيوعي في العالم.

وعقدت المجموعة أول اجتماع لها في 29 مايو/أيار 1954 في مدينة أوستيربيك، وسط هولندا، في فندق "بيلدربرغ"، ومن هنا جاءت التسمية التي تم إطلاقها لاحقاً على المجموعة، والتي ظلّت تمارس نشاطها بشكل سري إلى مستهل سبعينيات القرن الماضي، حين اكتشفت وسائل الإعلام نشاطها.

ومنذ ذلك الحين نُسج الكثير من الروايات حول هذه المجموعة التي يعتقد بعضهم، خصوصاً المولعين بنظرية المؤامرة، بأنها مكوّنة من نخبة دولية تتحكّم في مصير العالم وتديره في الخفاء. وساهمت كتب عدة في تغذية الأساطير حول هذه المجموعة، باعتبارها "خلية سرية تتحكم في مصير العالم وسياسته واقتصاده". وأبرز ما صدر في هذا الصدد دراسة للباحث الإسباني كوزاليس ماتا، نشرها في عام 1979، تحت عنوان "أسياد العالم"، وأخرى للكاتب الفرنسي دانيال ايستولان، بعنوان "القصة الحقيقية لمجموعة بيلدربرغ". وتوصّلت الدراستان إلى اعتبار المجموعة مسؤولة عن اختراع ما صار يسمّى بـ"النظام العالمي الجديد".

اقرأ أيضاً: مجموعة السبع تهدد بتشديد العقوبات على روسيا

وساهم حرص المجموعة على سرية اجتماعاتها في تغذية الإشاعات والأساطير حول طبيعة دورها وحجم تأثيرها الحقيقي، فالمجموعة لا تعلن عن تاريخ ومكان الاجتماع السنوي سوى قبل أيام قليلة من انعقاده. كما أن المدعوين مُلزمون بالبقاء في الفندق وعدم الخروج منه طيلة أيام اللقاء. كما يأتون بمفردهم من دون مرافقة. وتُحاط النقاشات بسريّة تامة، ويُمنع تسريب أي معلومة للخارج. كما أن الحراسة الأمنية المشددة، تتكفّل بحماية الفندق وتمنع وسائل الإعلام من الاقتراب منه.

وفي السنوات الأخيرة بذلت المجموعة جهوداً ملموسة للتواصل والانفتاح على الإعلام، وكشفت عن لائحة الأعضاء الذين يشكلون مجلسها الإداري، والذين يبلغ عددهم 34 شخصاً من 19 جنسية، يرأسهم منذ عام 2012 الفرنسي هنري دو كاستري رئيس مجموعة "آكسا" للتأمين. كذلك يضمّ المجلس 11 شخصية أميركية. وأنشأت المجموعة موقعاً على الإنترنت يقوم بنشر قائمة الضيوف المدعوين، وإعطاء لمحة عن المواضيع المنوي مناقشتها في اللقاءات السنوية. وتعتبر المجموعة نفسها نادياً خاصاً هدفه التفكير في إشكاليات العالم المعاصر وتشجيع النقاش والتبادل بين الشخصيات الدولية المؤثرة.

وكما هي العادة كل عام، كان الحضور الأميركي طاغياً، بمشاركة 33 شخصية من مجالات مختلفة، من بينهم العديد من الشخصيات المرتبطة بشركة "غوغل"، كرئيس الشركة إريك شميدت ونائبته ريجينا دوغان، والتي كانت ترأس سابقاً "الوكالة القومية للبحوث والتنمية" التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). كذلك شارك أليكس كارب مؤسس شركة "بلانتير تيكنولوجيز".

وحلّت بريطانيا ثانية في بوجود 12 مدعواً منها، أبرزهم دومي هاسابيس، مدير قسم الذكاء الاصطناعي في "غوغل". وتمثلت فرنسا بعشر شخصيات بارزة من مجالات مختلفة، على رأسها مستشارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاقتصادية لورانس بون، والزعيم اليميني والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة آلان جوبيه. وشارك أيضاً مدير الاستخبارات الفرنسية الداخلية باتريك كالفار، والباحث المتخصص في الإسلام جيل كيبيل. ودعت المجموعة في لقاء هذا العام وفداً تركياً ضمّ شخصيات عدة، تنتمي لعالم المال والاقتصاد والسياسة. وكان الهدف من دعوة الأتراك، المقرّبين من الدوائر الأوروبية، الحديث عن الأوضاع في تركيا بعد الانتخابات الأخيرة والدور التركي في محاربة "الإرهاب الجهادي".

وشارك في لقاء هذا العام أيضاً، رئيس شركة "إيرباص" توماس آنديرس، ورئيس شركة "فيات" للسيارات جون إلكان، ورئيس شركة "راينا إير" للطيران مايكل أوليري. ومن أبرز الشخصيات السياسية هناك، الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال.

اقرأ أيضاً: الفساد على طاولة" قمة السبع"ويكلف ترليون دولار سنوياً

دلالات

المساهمون