وقال جزائري في حوار نشرته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، اليوم الأربعاء، إن "القوات المسلّحة كانت ترصد تحرك الطائرة منذ دخلت حدودها، ولكنها تركتها تكمل طريقها لتعرف الهدف الذي كانت متوجهة إليه، ليتم إسقاطها بالنهاية بصاروخ أرض ـ جو، من قوات الحرس الثوري الإيراني، عند اقترابها من مفاعل نطنز النووي قرب مدينة أصفهان وسط إيران".
واتهم جزائري "دولة تقع على الحدود الشمالية لإيران بمساعدة إسرائيل، والسماح لها بمرور طائرة التجسس عبر أراضيها إلى إيران". وأشار إلى أنها "كانت إحدى دول الاتحاد السوفييتي"، وتعهّد بالكشف عن اسم الدولة "في حال لم تقدم لإيران بعض التعهدات"، بعد التواصل مع المعنيين من المسؤولين هناك.
وتأتي تصريحات جزائري بعد كلام صدر عن قائد السلاح الجوي في الحرس الثوري الإيراني، أمير حاجي زاده، الذي أكد أن "إيران ستقوم بتسريع تسليح الضفة الغربية كي تواجه الاحتلال الإسرائيلي بضراوة".
وكانت طهران قد اتهمت مسبقاً بعض الدول الخليجية بالسماح بمرور الطائرة عبر أراضيها إلى إيران التي انطلقت من قاعدة عسكرية بحرية أميركية في البحر الأحمر.
يذكر أن الطائرة التي أسقطتها قوات الحرس الثوري الإيراني الأحد الماضي، من طراز "هرمس" وتعود ملكيتها الى إسرائيل وقادرة على التحليق مسافة 1600 كيلومتر بعد التزود بالوقود لمرة واحدة، وتصوّر بمساحة 800 كيلومتر بآلتي تصوير موجودتين على طرفيها.
وكانت إيران قد أسقطتت عام 2011 طائرة من دون طيار أميركية من طراز "ار كيو 170" دخلت الأراضي الإيرانية من حدود البلاد مع أفغانستان، وطورت إيران بعد هذه الحادثة قدراتها لتصنيع طائرات من دون طيار، وكشفت بعد مدة عن ثلاث طائرات من هذا النوع محلية الصنع.
في سياق متصل، أكد رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن "المفاعلات النووية تنتظر تشغيل النسل الجديد من أجهزة الطرد المركزي القادرة على العمل بـ24 سو، وهي الوحدة القياسية الخاصة بطاقة تخصيب اليورانيوم"، غير أن هذا التشغيل يحتاج الى قرار من الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وأوضح صالحي في حوار تلفزيوني مع قناة "خبر" الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن أجهزة الطرد المركزي التي تؤمن اليورانيوم المخصب والوقود النووي اللازم لتشغيل المفاعلات تعمل حاليّاً بقدرة "1.5" أو "2 سو" فقط، ولكن إيران تمتلك القدرة على تطوير عملها في المفاعلات النووية باستخدام هذا النسل الجديد.
وردّاً على سؤال إذا كان تشغيل هذه الأجهزة يخالف اتفاق جنيف الموقع مع الدول الست الكبرى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال صالحي إن "إيران قدمت تقارير كاملة عن نوعية وإمكانية وقدرة كل أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها البلاد والتي يبلغ عددها عشرين ألف جهاز". واعتبر أنه "أمر لا يخالف الاتفاق كونه حقاً إيرانيّاً أولاً، ولن يتعدّى البنود ثانياً".
وأشار إلى أن "المفاعلات النووية ستعمل مستقبلاً بنشاط متزايد، كي تساهم في تقدم القطاعات الطبية الإيرانية بشكل أكبر، وحالياً يعمل مفاعل طهران فقط على توليد النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان". وأضاف أن "مفاعل بوشهر الواقع جنوبي البلاد، سيصبح من أهم المواقع لتوليد الطاقة الكهربائية مع تفعيل كل وحداته".
وحول مفاعل "آراك"، أكد أن "المهندسين النوويين يعملون حاليّاً على إعادة تصميم قلب المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل، ليتحول إلى مفاعل ينتج الحد الأدنى من البلوتونيوم"، الذي يقلق الغرب، وهي خطوة قد تجهز لخطوات عملية نحو اتفاق جدي مع الغرب.
فقد أوقف مفاعل "آراك" عملية التوصل لاتفاق نهائي مع الدول الست الكبرى في فيينا الشهر الماضي، وطالبت الدول الغربية طهران بتشغيل المفاعل بالماء الخفيف، كون الماء الثقيل يساعد على إنتاج البلوتونيوم، الذي تساهم كميات منه في إنتاج السلاح النووي بشكل سلس وسريع، وهو ما يقض مضجع الغرب، في وقت تقول فيه طهران إنه لا أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي.