اتفاق سرّي بين حفتر والجيش التشادي للمشاركة بمعارك الجنوب

اتفاق سرّي بين حفتر والجيش التشادي للمشاركة بمعارك الجنوب

24 أكتوبر 2018
+ الخط -
كشف مصدر عسكري من الجنوب الليبي معارضة ضباط في الجيش وقيادات قبلية، وجود كتائب عسكرية تشادية للمشاركة في قتال مسلحي المعارضة التشادية في الجنوب الليبي.

ويشهد الجنوب الليبي منذ أسبوعين، قتالًا بين مجموعات مسلحة قبلية، من أبرزها كتيبة خالد بن الوليد، وقوات معارضة تشادية جنوب منطقة أم الأرانب، جنوب سبها، أغلبها قرى صحراوية تتمركز داخلها فصائل للمعارضة التشادية.

وقتل خلال المعارك حتى الآن، 10 مسلحين من القبائل، وأصيب 11 آخرون، بحسب مستشفى منطقة مرزق القريب من مناطق الاشتباكات.

وقال المصدر العسكري لـ"العربي الجديد"، إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر اتفق مع الجانب التشادي خلال زيارته لأنجامينا، الأربعاء الماضي، على خطط عسكرية من شأنها ضمان مشاركة كتائب عسكرية نظامية تشادية في عمليات لملاحقة فصائل المعارضة التشادية في الجنوب الليبي. لكن المصدر أكد رفض قيادات عسكرية وقبلية في الجنوب لوجود الجيش التشادي في المنطقة.

وأكد أن حفتر، الذي أعلن السبت الماضي إطلاق عملية حوض مرزق، لم يشارك بقوات فاعلة حتى الآن، مشيرًا إلى أن كتائب الجنوب معظمها لا يتبع حفتر وحكومة الوفاق إلا اسميًا، دون أن يقدم أي من الطرفين دعمًا عسكريًا للقتال الجاري حاليًا ضد فصائل المعارضة التشادية.

وكانت مجموعة مسلحة تابعة لحفتر تعرف باسم "القوات العسكرية المشتركة لتأمين الحدود" أعلنت الخميس الماضي، تواصلها مع بعض القادة في حرس الحدود التشادي، مؤكدين أنهم "تعهدوا باتخاذ الإجراءات اللازمة والقبض على المجرمين وإحالتهم على القضاء".

وأشارت المجموعة خلال بيان لها، إلى أن اللقاء مع الجانب التشادي جرى في قاعدة "واو" العسكرية، وأن عمليات مشتركة جرت لملاحقة فلول المعارضة توغلت إلى داخل الأراضي التشادية لمسافة 650 كم، مؤكدة "مواصلة العمليات العسكرية بهدف تأمين الحدود بشكل كامل، وكذلك الاستعداد لمجابهة أي عصابة أجنبية تعبر الحدود"، وأنه "يجري الآن تشكيل غرفة عمليات لتأمين الحدود".

وكانت عدة قيادات سياسية وقبلية أكدت رفضها لوجود حفتر في الجنوب، من بينهم رئيس المجلس الأعلى لقبائل الطوارق مولاي قديدي، الذي أكد خلال تصريحات صحافية الإثنين الماضي، "وجود أجندات أجنبية تسعى إلى الفوضى الأمنية بالجنوب"، مضيفًا أن "خليفة حفتر لا يمثل الجيش الليبي بل هو قائده بالمنطقة الشرقية فقط".

من جانبه، اتهم عضو مجلس الدولة عن مدينة سبها الطاهر محمد مكني، خليفة حفتر بالسعي للسيطرة على الجنوب الليبي بحجة مطاردة الفلول التشادية، كـ"حجة الإرهاب للسيطرة على بنغازي".

وقال مكني، خلال حديث تلفزيوني ليل البارحة الثلاثاء، إن حفتر "يرسل رسائل إلى قوات المعارضة التشادية لتحريك عدد من الآليات من الجفرة إلى سبها وأم الأرانب لزعزعة الأمن، لتأتي القيادة العامة للسيطرة على المنطقة بعدها"، مشيرًا إلى عدد من العمليات العسكرية التي نفذتها قوات حفتر لاستهداف معارضيها بالجملة، من بينها قصف سجن بسبها يقبع فيه ليبيون لا علاقة لهم بالمعارضة التشادية.

وحث مكني أهالي الجنوب على المطالبة بـ"محاكمة حفتر، والسراج أيضًا، الذي ترك الجنوب وأهمل أهله لجرائم حفتر"، مؤكدًا أن البعثة الأممية في البلاد تعرف حقيقة الأوضاع في الجنوب، وصرحت بأن أطرافًا في الجنوب تستخدم المعارضة الأجنبية في حروبها.​