ابن الفارض... أمسية في نظم العشق والسلوك

30 مايو 2018
رشيد قريشي/ الجزائر
+ الخط -

يقيم "المجلس الأعلى للثقافة" في القاهرة أمسيات مخصّصة للشعر الصوفي، تنطلق مساء غدٍ الخميس، مع قراءات في شعر ابن الفارض ومنه.

الأمسية التي تأتي تحت عنوان "الشعر الصوفي .. ابن الفارض سلطان العاشقين" يشارك فيها عدد من الشعراء من بينهم: إيهاب البشبيشي، وبشير الشوربجي، وحسن طلب، وعمارة إبراهيم، ومحمد إبراهيم أبو سنة، ومحمد فريد أبو سعدة.

كما يغنّي المنشد أحمد عادل مجموعة من قصائد ابن الفارض التي أصبحت زاداً للغناء الصوفي ومن بينها "قلبي يحدثني"، و"شربنا على ذكر الحبيب"، و"أخفي الهوى ومدامعي تبديه"، و"محب بكت عيناه من حب قاتل" و"ته دلالاً".

والشاعر هو عمر ابن الفارض حموي الأصل، ولد في القاهرة عام 1181 وتوفي فيها عام 1237، أخذ الحديث عن ابن عساكر، ثم انحاز إلى التصوّف، فاعتزل الناس عدّة سنوات، وانفرد للعبادة والتأمّل والتجرّد من متع الحياة.

حين رحل والده قصَد مكة، وأقام بالقرب منها خمس عشرة سنة، ولدى عودته إلى القاهرة احتفى به الناس وأقبلوا عليه، ولا تزال أشعاره موضع اختلاف في تفسير ماهية الحب الذي قصده، فمن قراء ديوان شعره من فهموا معانيه على ظاهر لفظه، وادعوا أن حب ابن الفارض أرضي مادي، وأن غزله كغزل أبي نواس وغيره، وهناك من يقول بأنه حب إلهي صوفي، حتى دعي ابن الفارض سلطان العاشقين.

أصبحت قصائد ابن الفارض ملاذاً للفرق الصوفية والمنشدين سابقاً وعند الفرق المعاصرة، فهو من أبرز شعراء صوفية، وقد جمعت قصائده في ديوان تناول فيه مواضيع وحدة الشهود والوجود والجمال الإلهي المطلق، وأناشيد المحبة الدينية.

من أشهر قصائده وأجملها "التائية الكبرى" التي جمع فيها كل معاني الحب الصوفي، بأسلوب سلس وعبارة قوية، ووضع فيها معاني العشق ورموزه الصوفية ومنها "سقتني حُميَّا الحبِّ راحةَ مقلتي/ وكأسي محيّاً مَن عنِ الحُسنِ جلتِ، وبالحدقِ استغنيتُ عنْ قدحي، ومِنْ/ شمائلها، لا منْ شموليَ، نشوتي".

سمّى ابن الفارض قصيدته "نظم السلوك" والسلوك عند المتصوفة هو كل ما يقوم به المتصوّف في طريقه نحو ربه، مما يقرّبه من الوصول إلى غايته.

المساهمون