وفيات كورونا في إيران ترتفع إلى 92 وسط انتقادات للحكومة

04 مارس 2020
تسجيل 586 حالة إصابة جديدة بكورونا (Getty)
+ الخط -
أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، اليوم الأربعاء، تسجيل 586 حالة إصابة جديدة بكورونا، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك رفع عدد المصابين إلى 2922.

وأكد جهانبور، خلال مؤتمر صحافي، بثه التلفزيون الإيراني، وفاة 15 إيرانياً منذ ظهر أمس حتى اليوم، ليرتفع بحسب قوله، عدد الوفيات من جراء كورونا إلى 92، مضيفا أن عدد المتعافين أيضا بلغ 552 شخصا.

وتشير الأرقام الحديثة إلى أن محافظة طهران مازالت تتصدر قائمة حالات الإصابة بكورونا، إذ سجلت فيها خلال الـ24 ساعة الأخيرة 253 حالة إصابة مؤكدة، تليها محافظة جيلان شمالي البلاد بـ35 حالة.

وفي وقت، تمنع فيه، كثير من الدول دخول المواطنين الإيرانيين، خشية انتقال عدوى فيروس كورونا إليها، أصدرت الحكومة الإيرانية، تعميما على موظفي مختلف الأجهزة التابعة لها، يحظر قيامهم بسفريات خارجية. وبموجب هذا التعميم، الذي أصدره نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، يُمنع على جميع الموظفين والعاملين في أجهزة الحكومة، المشاركة في الندوات والمؤتمرات والمعارض الدولية، عازياً الهدف من هذه التدابير إلى "منع تفشّ أكثر لفيروس كورونا في البلاد".

واستثنت الحكومة الإيرانية، العاملين في الخارجية من هذا الحظر، مؤكدة على حظر السفريات الخارجية للعاملين في بقية الأجهزة التنفيذية "إلا في حالات استثنائية فقط، باقتراح أعلى مسؤول في الجهاز، ثم موافقة نائب الرئيس".

وفيما بدأ يطرق عيد "النوروز"، أبواب الإيرانيين، (وهو أهم عيد تراثي وتاريخي في البلاد) على وقع تفشي فيروس كورونا، أعلنت السلطات المحلية في عدد من المحافظات التي كانت تشكل وجهة رئيسية للسفريات الداخلية أيام هذا العيد الوطني، رفضها استقبال المسافرين، مؤكدة أن هذه المحافظات ليست لديها إمكانيات وقدرات لاستقبالهم خلال عيد النوروز.

من جهته، انتقد نائب رئيس البرلمان الإيراني، مسعود بزشكيان، ضعف التدابير المتخذة في مواجهة انتشار فيروس كورونا في البلاد، قائلا في مقابلة صحافية، إنه "كان ينبغي أن يتم عزل مدينة قم (بؤرة تفشي الفيروس في إيران) في بادئ الأمر"، متهما السلطات بأنها لم تأخذ كورونا على محمل الجد. وأضاف "لو كنت وزيرا للصحة فمنذ اليوم الأول سأفرض حجرا صحيا على قم ولم أكن أسمح بالخروج منها، وفي حال رفضوا ذلك، لكنت أقول لهم، اليوم الذي وقعت فيه هذه المشكلات، إن عليكم أن تتحملوا المسؤولية".

وأكد بزشكيان، وهو وزير الصحة الأسبق في عهد حكومة الرئيس محمد خاتمي، "لو كانوا قد عطلوا البلاد لأسبوعين مع اكتشاف كورونا، كان يغنيها عن الإغلاق التام اليوم". وشدد نائب رئيس البرلمان الإيراني على أن مواجهة كورونا "لا تحتمل المزاح"، مؤكدا أن "المستشفيات لم تعد تستوعب المرضى والوضع سيتدهور يوما بعد يوم".

وحذر من أن كورونا "سيزعزع الاقتصاد وكل شيء في البلاد، إلا إذا تم التعامل معه بطريقة صارمة وحازمة". وقال إن الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة الإيرانية "لا تكشف الحقيقة، لأن شريحة من المصابين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس"، مضيفا أن "هذه الأرقام لا تشمل جميع المصابين به، لأنها تشمل فقط من خضعوا للفحوص، لكن هناك عددا كبيرا من المصابين بالفيروس، لم يتم التعرف عليهم بعد".

في الأثناء، أعلنت القوات البرية في الجيش الإيراني، أنها ستبدأ اعتبارا من غد الخميس بتعقيم الشوارع والأرصفة في مدينة قم من أجل مكافحة فيروس كورونا.

وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت الثلاثاء أن فيروس كورونا الجديد بات مترسّخا في إيران، محذّرة بأن قلة التجهيزات الوقائية لعمال الرعاية الصحية تعقّد جهود احتواء تفشي الفيروس. وفي تصريح للصحافيين في جنيف قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل راين إن "الوضع ليس سهلا".

وشدد راين على أن القضاء على الفيروس في بلدان تفشى فيها "صعب" إنما "ليس مستحيلا". وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة إن "الأطباء والممرضين قلقون من عدم توفر الكميات اللازمة من التجهيزات والإمدادات وأجهزة التهوئة والمساعدة على التنفس والأوكسيجين".


كما أعلنت المنظمة أن إمدادات التجهيزات الوقائية تستنفد سريعا، ما يهدد جهود احتواء تفشي الفيروس الذي أودى حتى الآن بحياة 3100 شخص، غالبيتهم في الصين. إلا أن المشكلة في إيران على درجة من الخطورة. وقال راين إن "تلك الاحتياجات أكبر لدى النظام الصحي الإيراني منها لدى غالبية الأنظمة الصحية في دول أخرى".
المساهمون