إيران ترسل الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية إلى فرنسا

إيران ترسل الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية المنكوبة إلى فرنسا

18 يوليو 2020
عملية قراءة الصندوق ستبدأ يوم الاثنين (أكبر تافولي/فرانس برس)
+ الخط -

بعد جدل طويل استمر لأشهر، حسمت إيران موضوع إرسال الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية المنكوبة إلى خارج البلاد، حيث كشفت الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، عن إرسال الصندوق إلى فرنسا.

ونقلت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، السبت، عن نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية، محسن بهاروند، قوله إن "الصندوق الأسود نقل إلى باريس أمس الجمعة، على يد مسؤولين في منظمة الطيران المدني الإيرانية وأحد القضاة"، كاشفاً أن "عملية قراءة الصندوق ستبدأ يوم الاثنين" المقبل. وتقدم بهاروند بالشكر للحكومة الفرنسية "على تعاونها الجيد جداً مع الوفد الإيراني".

ويوم الثامن من يناير/كانون الثاني الماضي، بعد ساعات من هجمات صاروخية إيرانية على قواعد أميركية في العراق، رداً على اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني في ضربة جوية أميركية بالقرب من مطار بغداد، أسقط الدفاع الجوي التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" طائرة مدنية أوكرانية من طراز بيونغ 737، بعد دقائق من إقلاعها من مطار "الإمام الخميني" الدولي جنوب العاصمة طهران بـ"الخطأ"، ما أدى إلى مقتل 176 راكباً، من جنسيات أوكرانية وكندية وأفغانية وسويدية وبريطانية، إلا أن معظمهم كانوا إيرانيين، بينهم 57 كندياً من أصول إيرانية.

وبرّرت إيران الحادثة في وقتها بأن قواتها المسلّحة كانت في حالة "التأهب القصوى" في مواجهة "أي هجمات محتملة للجيش الأميركي".


ويوم 12 من الشهر الجاري، أعلنت منظمة الطيران المدني الإيراني أن "خطأ بشرياً" مرتبطاً بضبط الرادار كان "السبب الأساسي" وراء حادث إسقاط طائرة البوينغ الأوكرانية، ما عرقل قدرته على التعرّف على مسار الأشياء في مجاله، مشيراً إلى أنّه على الرغم من المعلومات المغلوطة التي كانت بحوزته حول مسار الطائرة، فإنّ مشغّل نظام الرادار كان بمقدوره تحديد الهدف على أنّه طائرة مدنية، ولكن على العكس، حصل "خطأ في تحديد الهوية".

ولفت التقرير إلى أنّ أول الصاروخين اللذين أطلقا باتجاه الطائرة، أطلقه مشغّل بطارية دفاعية "من دون أن يحصل على جواب من مركز التنسيق" الذي يرتبط به. وأنّ الصاروخ الثاني جرى إطلاقه بعد 30 ثانية "خلال رصد استمرارية مسار الهدف المكتشف". إلا أن أوكرانيا شككت، على لسان وزير خارجيتها دميترو كوليبا، في الرواية الإيرانية، الثلاثاء الماضي، الذي قال في مؤتمر صحافي على الإنترنت، إنه "من المبكر الجزم بأن إسقاط الطائرة كان ناجماً عن خطأ بشري، كما يدعي الجانب الإيراني".

وأضاف أن "لدينا أسئلة متعددة، ونحتاج إلى العديد من الإجابات الموثوقة والموضوعية والمحايدة بشأن ما حدث"، داعياً إلى مناقشة القضية في "تحقيق جنائي".

وفيما كان حجم دفع التعويضات لأسر الضحايا يشكل موضوعاً خلافياً بين طهران وكييف، أعلن كوليبا عن زيارة مرتقبة لوفد إيراني إلى أوكرانيا أواخر الشهر الجاري لإجراء مباحثات حول هذا الموضوع.

إلى ذلك، كشفت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند، الخميس، في الرابع من الشهر الحالي، أن طهران وافقت على تعويض عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية.

وأشارت وكالة الأنباء السويدية (TT) إلى توقيع الدول التي يعود إليها ضحايا الطائرة المنكوبة على مذكرة تفاهم بينها بشأن التعويضات لأسر الضحايا، قائلة إنها تشكل أساس المفاوضات مع طهران حول ذلك.