إنديك يعود إلى واشنطن... وتحذيرات إسرائيليّة من تجميد المفاوضات

28 ابريل 2014
سيشارك إنديك في مشاورات ستجريها الإدارة الأمريكية(أرشيف، فرانس برس،Getty)
+ الخط -

ذكرت مصادر صحافية إسرائيلية مختلفة، اليوم الإثنين، أن المبعوث الأميركي لعملية السلام، مارتن إنديك، غادر أمس إسرائيل عائداً إلى الولايات المتحدة، بعد قرار الحكومة الإسرائيلية وقف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني وعدم التعامل مع أي حكومة فلسطينية تشارك فيها حركة "حماس".

وقالت صحيفة "هآرتس" :إنّه من المقرر أن يشارك إنديك في سلسلة المشاورات التي ستجريها الإدارة الأميركية في الأسابيع المقبلة، علماً أنّ وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يبدأ اليوم جولة في عدد من الدول الأفريقية تستغرق أسبوعاً كاملاً يعود بعدها إلى واشنطن.

وأوضحت الصحيفة أنّه على أثر إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، في الأيام الماضية، بوجوب وقف الجهود الأميركية بشكل مؤقت، إلى أن يعود الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني للمفاوضات، فإنّ دائرة الخلافات تتسع بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل حول الموقف من الحكومة الفلسطينية المرتقبة، ولا سيّما إذا عملت هذه الحكومة وفق البرنامج الذي أعلنه الرئيس عباس، وتبعاً لقرارات وشروط الرباعية الدولية. وفي مقدمة هذه الشروط، الاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف واحترام الاتفاقيات الموقعة.

وفيما ترى الولايات المتحدة في مثل هذه الحكومة طرفاً للمفاوضات ويمكن التعاون معها، تعارض إسرائيل التعاون مع الحكومة المقبلة، ما لم يعلن كل شركائها، ولا سيّما "حماس"، القبول بشروط الرباعية الدولية.

وبحسب "هآرتس"، فإنّه في حال تم ذلك ستتعرض إسرائيل لضغوط أميركية وأوربية لإجبارها على الاعتراف بحكومة الكفاءات الفلسطينية والتعاون معها، ولا سيّما على ضوء تأييد وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، في بيان أمس الأحد، تشكيل حكومة وحدة فلسطينية.

وقالت آشتون: إنّ الاتحاد الأوروبي يطالب الحكومة الفلسطينية الجديدة الالتزام بعدم اللجوء للعنف، وبحل الدولتين واحترام الاتفاقيات الموقعة.

في المقابل، رد وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في إيجاز للصحافين الأجانب بأنّ على حكومة إسرائيل السعي لضم المنطقة "سي"، وفرض الجنسية الإسرائيلية على 100 ألف فلسطيني يعيشون في المنطقة "سي"، مع إعطاء الفلسطينيين في المناطق "أ" و"ب" قدر أكبر من الاستقلال.

في غضون ذلك، حذّر ما يسمى بالمجلس من أجل السلام والأمن، المكون بغالبيته من جنرالات وضباط كبار سابقين في الجيش الإسرائيلي، من خطر استمرار الجمود السياسي وتداعياته الخطيرة على أمن إسرائيل لجهة "تصعيد الأوضاع باتجاه اندلاع أعمال عنف".

وأشارت "هآرتس" إلى أن عدداً من كبار جنرالات الجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية السابقين ومن الأجهزة الأمنية الفلسطينية أجروا، في الأيام التي سبقت إعلان المصالحة الفلسطينية، لقاءات مشتركة. وأوصوا على أثرها كلا من السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية بالمحافظة على خيار المفاوضات وعدم وقفها.

وعلى الرغم من أن الصحيفة لم تذكر هوية المشاركين الفلسطينيين في هذه اللقاءات، إلا أنها قالت إنهم من أجهزة الأمن الفلسطينية.

ولفتت إلى أنهم أبدوا قلقهم من استقالة عباس وتحرير أسرى "حماس" في الضفة الغربية وفقدان الأجهزة الأمنية الفلسطينية السيطرة على التظاهرات الشعبية الضفة الغربية في حال تدهور الأمور.

كما حذر المجلس من قيام إسرائيل بالبناء في المناطق "سي" ومواصلة هدم البيوت الفلسطينية في المنطقة "سي".

ونقلت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية، باشرت بعد إعلان المصالحة ووقف المفاوضات، تأخير المصادقة على مخططات وخرائط بناء فلسطينية في المنطقة "سي"، عقاباً للسلطة الفلسطينية على التوقيع على 15 اتفاقية دولية، وفق ما صرح به منسق شؤون الاحتلال في الضفة الغربية، الجنرال يوآف مردخاي.

ويأتي ذلك خلافاً لإعلان الحكومة الإسرائيلية أمام محكمة العدل الإسرائيلية، الشهر الماضي، بأنّ المصادقة على مخططات البناء في الضفة الغربية للفلسطينيين تتم وفقاً لاعتبارات مهنية تتعلق بالتنظيم والبناء.

وفي السياق، من المقرر أن تبت المحكمة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، في التماس قدم لها يطالب بإعادة لجان التنظيم والبناء الفلسطينية التي كانت تعمل في الضفة الغربية قبل العام 74، عندما أصدر جيش الاحتلال أمراً بوقف عملها وأخذ صلاحيات المصادقة على خرائط البناء وتطوير البلدات الفلسطينية في الأراضي المحتلة.

المساهمون