إضراب عام في جربة التونسيّة بسبب النفايات

بدأ أهالي منطقة حومة السوق في جزيرة جربة التونسيّة الجمعة إضراباً عاماً بسبب النفايات المنتشرة في المنطقة. ودعا إلى الإضراب الذي يستمر حتى السبت، الاتحاد المحلّي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة في جربة. وطلب في الدعوة من التجار والصناعيّين والمهنيّين والحرفيّين كافة الالتزام والامتناع عن فتح مؤسساتهم.

على صعيد متّصل، اجتمع المكتب التنفيذي الموسّع لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة، وفيه أجمع الحاضرون على ازدياد احتقان السكان من جرّاء إهمال السلطات المركزيّة والمحليّة لقضيّة النفايات في المنطقة.

وتجمّع آلاف المواطنين منذ صباح الجمعة، في وسط المدينة. ورفعوا شعارات مندّدة بإهمال السلطات، وما آل اليه الوضع البيئي في الجزيرة. كذلك ندّدوا بسياسة المماطلة التي انتهجتها السلطات في إيجاد الحلول.

وهذا الاحتجاج ليس الأول من نوعه في المنطقة. فقد سبقته عشرات الاحتجاجات عام 2011، ندّدت بالوضع البيئي الكارثي.

وعلى الرغم من حملات النظافة التي أطلقت قبل أشهر في تونس لمعالجة الأوضاع البيئيّة، فإن معظم الأحياء السكنيّة الكبيرة في منطقة حومة السوق ما زالت مليئة بالأوساخ مع تراكم يوميّ للنفايات. وهو ما يتسبّب بانتشار الحشرات وانبعاث الروائح الكريهة.

وجربة جزيرة تونسيّة تقع في جنوب شرق البلاد عند خليج قابس، وتُعدّ أكبر جزر شمال أفريقيا. وهي تعاني منذ الثورة وضعاً بيئياً كارثياً، يسبّبه انتشار المكبّات العشوائيّة المخالفة في الطرقات والأراضي الزراعيّة، بعد إغلاق الأهالي مكبّ النفايات الخاص بالمنطقة عام 2011.

ويرفض المواطنون إعادة فتح المكبّ أو السماح لعمال البلديّة برمي النفايات فيه مجدّداً، نظراً لقربه من المناطق السكنيّة وانبعاث روائح كريهة منه، بالإضافة إلى تسبّبه في أمراض صدريّة وجلديّة أصابت عدداً من السكان لا سيّما الأطفال منهم.

وقد أعلنت عمادة الأطباء في القطاع الخاص في جربة دعمها الكامل لأهالي المنطقة، ودعت الحكومة إلى إيجاد حلّ بديل عن فتح المكبّ. وعن ذلك يقول الدكتور رياض باروني لـ"العربي الجديد" إنّ الأطباء "متعاطفون مع الأهالي كثيراً، وهم كذلك يرفضون إعادة فتح هذا المكب نظراً لقربه من الأحياء السكنيّة وما يشكله من مخاطر على أهالي المنطقة وما يسبّبه من أمراض، لا سيّما الأمراض الجلديّة والالتهابات التي تسببها لسعات الحشرات". ويشير إلى أنّه يعاين يومياً حالات أطفال أصيبوا بالتهابات جلديّة بسبب الحشرات والناموس.